وتناقلت عدّة وسائل إعلامية محلّية باكستانية، ومنها تلفزيون "جيو" و"داون" و"ذا نيوز" و"ذا إكسبرس تريبيون"، بياناً صادر عن مكتب رئيس الحكومة الماليزية، يفيد بأنّ الأخير تلقى ليلة أمس اتصالًا هاتفيًا من نظيره الباكستاني، الذي أعرب له عن أسفه لعدم تمكّنه من المشاركة في قمة كوالالمبور. البيان نفسه نقل عن مهاتير توضيحه ما سمّاه "معلومات مغلوطة" تزعم أنّ القمة تهدف لتكون منصةً تحلّ مكان منظمة المؤتمر الإسلامي، وهو البيان الذي أثار حفيظة السعودية والإمارات والبحرين، وفق مصادر وسائل الإعلام الباكستانية.
وفيما أكّدت مصادر "العربي الجديد" أنّ إلغاء خان مشاركته في القمة جاء نتيجة ضغوط خليجية، بدون أنّ تحدّدها، ذكرت صحيفة "إكسبرس تريبيون" أنّ قرار خان جاء نتيجة "تحفظات السعودية"، إذ زار الأخير المملكة الأحد الماضي، والتقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأكّد له "أنّ المشاركة في القمة لن تكون على حساب السعودية".
من جهة ثانية، نقلت صحيفة "داون" الصادرة باللغة الإنكليزية عن مصادر في وزارة الخارجية الباكستانية أنّ خان أبلغ أيضًا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقراره عدم المشاركة في القمة، لافتة إلى أن القرار "كان في البداية ألا يشارك خان في القمة ويحضر مكانه وزير الخارجية شاه محمود قرشي؛ لكن بعد البحث والتريث اتخذ القرار بعدم المشاركة في القمة". غير أنّ مشاركة قرشي ممثلًا لباكستان من عدمها، غير واضحة بعد؛ إذ نقلت مصادر إعلامية محلية أخرى أنّ قرشي سيمثل باكستان في القمة بدلًا من خان.
وفي السياق، نقل موقع "ذا نيوز" عن مصادر لم يسمّها، قوله إنّ السعودية عبّرت عن "قلقها البالغ من بيان رئيس الحكومة الماليزية الذي قال إن الدول الإسلامية في كوالالمبور ستشكّل منصة جديدة لاستبدال منظمة التعاون الإسلامي، والتي فشلت في حلّ مشاكل الدول الإسلامية". وتابعت أنّ "الإمارات أيضًا عبرت عن قلقها من البيان، وطلبت من باكستان عدم المشاركة في القمة"، وكذلك فعلت البحرين، وفق المصادر نفسها.
وبحسب "ذا نيوز"، فإنّ ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، نقل قلقه من مشاركة باكستان إلى قائد القوات الباكستانية الجنرال قمر جواد بجوا في 14 من ديسمبر الحالي، لكن بدون أن تحدّد كيف نقل له هذا القلق.
وكانت المستشارة الخاصة لرئيس الوزراء الباكستاني الدكتورة فردوس عاشق إعوان قد أكدت أمس في تصريح صحافي لها أن أي قرار بهذا الشأن سيكون في إطار مصالح باكستان.