ضغط روسي لنشر مراقبين دوليين على الحدود السورية التركية

16 ابريل 2016
تواجه القوات التركية اعتداءات "داعش" المتكررة (أريس مسينيس/فرانس برس)
+ الخط -
اختارت موسكو توقيتاً لافتاً لتجدّد مطلبها بنشر مراقبين دوليين على الحدود السورية ـ التركية، بزعم وصول إمدادات إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عبر هذه الحدود، وهي ادعاءات لم تنجح روسيا في تقديم أي دليل مادي يثبت صحتها. وقد تولى كل من وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والمندوب الروسي لدى مجلس الأمن، فيتالي تشوركين، الترويج لهذا المقترح، في الوقت الذي بدا فيه واضحاً أن موسكو تدرك جيداً صعوبته.

وجاء هذا الطلب في الوقت الذي انعقدت فيه جلسة لمجلس الأمن الدولي، أول من أمس، حاولت خلالها موسكو الترويج لهذا الطرح. كما تزامن المقترح مع وجود كل من قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني في موسكو للقاء مسؤولين عسكريين. كما أتى المقترح الروسي بالتزامن مع استمرار محادثات جنيف السورية وسط أجواء التشاؤم التي تسيطر عليها، فضلاً عن استمرار التوتر على الحدود التركية السورية.



وبعدما فشلت قوات النظام السوري، خلال خمسة أشهر، من العمليات العسكرية البرية المدعومة من الطيران الروسي بفصل مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال سورية عن الحدود التركية ـ السورية، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الجمعة، الغرب للضغط على أنقرة في مسألة نشر مراقبين دوليين عند الحدود السورية التركية، "باعتبار أن هذه الخطوة تمثّل الطريق الوحيد لوقف تدفق الإرهابيين"، على حد قوله. وأقرّ لافروف في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الياباني فوميو كيسيدا في طوكيو، بصعوبة هذا الخيار بقوله إنه "لا يمكن نشر مراقبين دوليين هناك، إلا بدعوة من تركيا. نحن نطرح هذه المسألة، بما في ذلك في إطار الأمم المتحدة، ونعوّل على أن يضغط شركاؤنا الغربيون على أنقرة لتحقيق هذا الهدف".


الضغط الروسي لم يتقصر على تصريحات وزير الخارجية الروسي، إذ جاءت كلمة المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي ليل الخميس الجمعة، لتصب في الاتجاه نفسه، بعدما "طالب بإغلاق الحدود السورية ـ التركية لأنه يجري عبرها تهريب النفط والأثار من الأراضي الخاضعة لتنظيم داعش"، على حد قوله. وزعم تشوركين أن ذلك "يجري بتواطؤ من تركيا أو بتغاضٍ من جانبها".

كما اقترح تشوركين نشر مراقبين مستقلين على هذه الحدود وفي ميناء جيهان التركي، وإمكانية النظر في فرض حظر تجاري ـ اقتصادي كامل ضد "داعش".
وقال المندوب الروسي، إنّ "الجانب التركي إذا كان يعتقد أنه يقوم بكل ما هو ضروري لمنع الإمدادات عن الإرهابيين، فمن الممكن التحقق من ذلك بمساعدة المراقبة المستقلة". وأضاف "ندعو الحكومة التركية لتقوم طوعاً بدعوة مراقبين دوليين للعمل على حدودها مع سورية، وفي ميناء جيهان".

ويأتي هذا التصعيد الروسي ضد تركيا في الوقت الذي أرسلت فيه القوات المسلحة التركية، تعزيزات عسكرية إلى حدودها مع سورية القريبة من ولاية كيليس، وذلك عقب الاستهدافات المتكررة لأراضيها من الجانب السوري خلال الأيام الماضية. وقالت مصادر صحافية تركية، إن القوات المسلحة التركية قامت، أول من أمس (الخميس)، بإرسال عدد من الدبابات إلى الحدود المذكورة. كما تم استهداف الأراضي التركية بالعديد من الصواريخ والقذائف التي أُطلقت من الأراضي السورية خلال الأيام الماضية، والتي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في مدينة كيليس التركية الحدودية مع سورية. في المقابل، قصفت القوات المسلحة التركية، في وقت سابق، مواقع تابعة لتنظيم "داعش" في سورية، رداً على الاعتداءات التي طاولت الأراضي التركية، بالتزامن مع تقدم التنظيم على حساب المعارضة السورية إلى الشرق من مدينة إعزاز السورية الحدودية مع تركيا.