تواجه خطط الحكومة السودانية لتنمية السياحة، العديد من العقبات، أبرزها انعدام الخدمات الأساسية والبنية التحتية، وغياب الإرشاد السياحي المحترف، وضعف الأمن في كثير من المناطق. ووفقاً للخطط الحكومية، فإن وزارة السياحة بنت توقعاتها على زيادة الإقبال السياحي إلى البلاد، ليصل إلى مليون سائح في عام 2018، في ظل مساعٍ لتمهيد القطاع لمزيد من الانتعاش.
واعتمدت الحكومة في ذلك على الاكتشافات الحديثة التي قامت بها تضمنت 24 موقعا أثريا لفترة ما قبل التاريخ، عمرها 200 عام، وفقا لمسموحات في شاطئ البحر الأحمر، بجانب اكتشاف 40 موقا أخرى في منطقة أعالي نهر عطبرة وستيت "شرق السودان"، كما تؤكد الحكومة امتلاكها إمكانيات هائلة تساهم في تنشيط هذا القطاع.
وفي هذا الإطار، أكد وكيل وزارة السياحة السودانية، جراهام عبد القادر، خلال حديثه لـ "العربي الجديد"، أن تطوير القطاع يعتمد على عدة أمور، منها أن تقوم الولايات بدورها في إنشاء النزل وتعبيد الطرق، مشيراً إلى أهمية تحسين البنية التحتية من أجل التمهيد لإنعاش السياحة. وشدّد عبد القادر على امتلاك السودان ثروات سياحية هائلة.
وكان وزير السياحة السوداني، محمد أبو زيد مصطفى، قد أكد، في تصريحات صحافية سابقة، أن السودان ضمن أفضل دول تتمتع بجواذب سياحية في العالم، بامتلاكه سياحة دينية وثقافية وطبيعية وسياحة الصيد والغطس والصحاري، مما يعطى دافعا لتفجير الطاقات لهذا القطاع ودخوله إلى المنظومة العالمية وإثراء الأنشطة السياحية المختلفة، ومنها المهرجانات.
ورغم نقص بنيات الطرق الواصلة إلى المناطق السياحية، إلا أن الوزير يطالب بجهد وطني لإبراز بعض الإمكانات السياحية لتأخذ نصيبها في المرحلة المقبلة، من ضمنها مناطق الآثار في "دنقلا العجوز وكرمة ومحمية وادي هور وجبل الداير والعوينات"، في شمال البلاد.
وأشار إلى الدعم القطري لتنمية السياحة السودانية، واستمرار تمويله لتقييم الحالة المعمارية لـ300 هرم، وبناء مركز معلومات ملحق بالأهرامات "في البجراوية". مؤكدا أن قطر مستمرة في تشييد ستة مراكز معلومات في المواقع الأثرية.
ويرى مراقبون أن السودان يفتقد إلى النزل السياحية من منتجعات وفنادق، ويفتقر إلى سياسات واضحة بشأن النقد الأجنبي، كما أن هناك تضاربا في الاختصاصات والصلاحيات بين الحكومة المركزية والولايات.
ويقول الخبير في مجال السياحة عمر مختار، لـ "العربي الجديد"، إن البنية التحتية في مجال السياحة بالسودان منعدمة، ما عدا العاصمة الخرطوم التي تمتاز بمواقع أثرية متعددة وبنية تحتية معقولة.
وينصح مختار بالاستفادة من التجربة الصينية والاستعانة بها في مجال الخيام المتحركة، مضيفاً أنه يمكننا عمل معسكرات مثل التي انتشرت في عالم اليوم، بها كثير من الخدمات لا تحتاج إلى منازعات أراض، خاصة أن السياحة في السودان موسمية تبدأ في أواخر أكتوبر/تشرين الأول وتنتهي في إبريل/نيسان.
ولا توجد، بحسب الخبير السياحي، سياحة منظمة في السودان، باستثناء إحدى القرى النموذجية التي تتبع لمنظمة إيطالية تعمل على تفويج بعض السياح الإيطاليين من فترة لأخرى.
أما الخبير الاقتصادي محمد توم، فيؤكد لـ "العربي الجديد" أن السودان يتمتع بكل المميزات الخام التي تصلح لجعله قبلة جاذبة، ولكنه يفتقر إلى الأساسيات في صناعة السياحة. ويؤكد توم وجود العديد من العقبات، منها مشكلة صرف العملات الأجنبية، في ظل غياب القنوات الرسمية وإصرارها على سعر غير واقعي، ومحاربتها للسوق الموازي، وغياب الخدمات الجيدة من مواصلات وفنادق ومطاعم جيدة وطرق ممهدة وكهرباء، في أغلب المناطق السياحية. ويضيف أن الإرشاد المحترف والشركات السياحية التي تمتلك القدرة على ولوج السوق غير موجودة، معتبراً أن كل الخطط التي وضعتها الحكومة عبارة عن كلام على ورق.
وتأمل الحكومة السودانية أن تصبح السياحة مورداً رئيسياَ للإيرادات يمكن أن يسهم في رفد الخزينة العامة بملايين الدولارات، جنبا إلى جنب مع إيرادات أخرى ممثلة في المعادن والثروة الحيوانية. ويعاني السودان من أزمة اقتصادية كبيرة، بعد تراجع الإيرادات منذ انفصال جنوب السودان في يوليو/تموز 2011، مستأثراً بنحو 75% من إنتاج النفط، حيث شهدت العملة الوطنية في السودان تراجعاً متواصلاً أمام العملات الأجنبية، فضلاً عن ارتفاع معدلات التضخم.
وبالتالي أصبحت الآمال معلقة على تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل، ولا سيما من السياحة التي حققت في ستة شهور فقط إيرادات قدرت بـ500 مليون دولار، وفقا لتقرير رسمي. وترى وزارة السياحة إمكانية الوصول إلى إيرادات تضاهي المليار ومائة مليون دولار بعد توفر إمكانات جذب مليون سائح عام 2018.
ويعتمد السودان بصورة كبيرة على الصين لإنعاش القطاع، بعد أن وقّع على مذكرة تفاهم معها لجذب السياحة الصينية، عبر إجراءات عملية وتفويج سياحي. ولم يكن في السودان سياحة منظمة طوال تاريخه، ولكنه اعتمد على جذب سياح من نيوزيلندا واليابان وفرنسا وإيطاليا وإنكلترا وأميركا، عبر شركات خاصة في حقبة الثمانينيات. وكان السودان قد سجل محميتي دنقناب وسنجيب "شرق البلاد" ضمن المواقع الطبيعية التراثية، وتم اعتمادهما في قائمة التراث العالمي لليونسكو. وبتسجيل هذين الموقعين، يبلغ عدد المواقع السودانية المسجلة رسميا في اليونسكو ثلاثة مواقع، منها موقعان ثقافيان يتبعان للآثار هما "البركل والبجراوية"، بجانب محميتى دنقناب وسنجيب اللتين سجلتا كموقع واحد.
اقــرأ أيضاً
واعتمدت الحكومة في ذلك على الاكتشافات الحديثة التي قامت بها تضمنت 24 موقعا أثريا لفترة ما قبل التاريخ، عمرها 200 عام، وفقا لمسموحات في شاطئ البحر الأحمر، بجانب اكتشاف 40 موقا أخرى في منطقة أعالي نهر عطبرة وستيت "شرق السودان"، كما تؤكد الحكومة امتلاكها إمكانيات هائلة تساهم في تنشيط هذا القطاع.
وفي هذا الإطار، أكد وكيل وزارة السياحة السودانية، جراهام عبد القادر، خلال حديثه لـ "العربي الجديد"، أن تطوير القطاع يعتمد على عدة أمور، منها أن تقوم الولايات بدورها في إنشاء النزل وتعبيد الطرق، مشيراً إلى أهمية تحسين البنية التحتية من أجل التمهيد لإنعاش السياحة. وشدّد عبد القادر على امتلاك السودان ثروات سياحية هائلة.
وكان وزير السياحة السوداني، محمد أبو زيد مصطفى، قد أكد، في تصريحات صحافية سابقة، أن السودان ضمن أفضل دول تتمتع بجواذب سياحية في العالم، بامتلاكه سياحة دينية وثقافية وطبيعية وسياحة الصيد والغطس والصحاري، مما يعطى دافعا لتفجير الطاقات لهذا القطاع ودخوله إلى المنظومة العالمية وإثراء الأنشطة السياحية المختلفة، ومنها المهرجانات.
ورغم نقص بنيات الطرق الواصلة إلى المناطق السياحية، إلا أن الوزير يطالب بجهد وطني لإبراز بعض الإمكانات السياحية لتأخذ نصيبها في المرحلة المقبلة، من ضمنها مناطق الآثار في "دنقلا العجوز وكرمة ومحمية وادي هور وجبل الداير والعوينات"، في شمال البلاد.
وأشار إلى الدعم القطري لتنمية السياحة السودانية، واستمرار تمويله لتقييم الحالة المعمارية لـ300 هرم، وبناء مركز معلومات ملحق بالأهرامات "في البجراوية". مؤكدا أن قطر مستمرة في تشييد ستة مراكز معلومات في المواقع الأثرية.
ويرى مراقبون أن السودان يفتقد إلى النزل السياحية من منتجعات وفنادق، ويفتقر إلى سياسات واضحة بشأن النقد الأجنبي، كما أن هناك تضاربا في الاختصاصات والصلاحيات بين الحكومة المركزية والولايات.
ويقول الخبير في مجال السياحة عمر مختار، لـ "العربي الجديد"، إن البنية التحتية في مجال السياحة بالسودان منعدمة، ما عدا العاصمة الخرطوم التي تمتاز بمواقع أثرية متعددة وبنية تحتية معقولة.
وينصح مختار بالاستفادة من التجربة الصينية والاستعانة بها في مجال الخيام المتحركة، مضيفاً أنه يمكننا عمل معسكرات مثل التي انتشرت في عالم اليوم، بها كثير من الخدمات لا تحتاج إلى منازعات أراض، خاصة أن السياحة في السودان موسمية تبدأ في أواخر أكتوبر/تشرين الأول وتنتهي في إبريل/نيسان.
ولا توجد، بحسب الخبير السياحي، سياحة منظمة في السودان، باستثناء إحدى القرى النموذجية التي تتبع لمنظمة إيطالية تعمل على تفويج بعض السياح الإيطاليين من فترة لأخرى.
أما الخبير الاقتصادي محمد توم، فيؤكد لـ "العربي الجديد" أن السودان يتمتع بكل المميزات الخام التي تصلح لجعله قبلة جاذبة، ولكنه يفتقر إلى الأساسيات في صناعة السياحة. ويؤكد توم وجود العديد من العقبات، منها مشكلة صرف العملات الأجنبية، في ظل غياب القنوات الرسمية وإصرارها على سعر غير واقعي، ومحاربتها للسوق الموازي، وغياب الخدمات الجيدة من مواصلات وفنادق ومطاعم جيدة وطرق ممهدة وكهرباء، في أغلب المناطق السياحية. ويضيف أن الإرشاد المحترف والشركات السياحية التي تمتلك القدرة على ولوج السوق غير موجودة، معتبراً أن كل الخطط التي وضعتها الحكومة عبارة عن كلام على ورق.
وتأمل الحكومة السودانية أن تصبح السياحة مورداً رئيسياَ للإيرادات يمكن أن يسهم في رفد الخزينة العامة بملايين الدولارات، جنبا إلى جنب مع إيرادات أخرى ممثلة في المعادن والثروة الحيوانية. ويعاني السودان من أزمة اقتصادية كبيرة، بعد تراجع الإيرادات منذ انفصال جنوب السودان في يوليو/تموز 2011، مستأثراً بنحو 75% من إنتاج النفط، حيث شهدت العملة الوطنية في السودان تراجعاً متواصلاً أمام العملات الأجنبية، فضلاً عن ارتفاع معدلات التضخم.
وبالتالي أصبحت الآمال معلقة على تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل، ولا سيما من السياحة التي حققت في ستة شهور فقط إيرادات قدرت بـ500 مليون دولار، وفقا لتقرير رسمي. وترى وزارة السياحة إمكانية الوصول إلى إيرادات تضاهي المليار ومائة مليون دولار بعد توفر إمكانات جذب مليون سائح عام 2018.
ويعتمد السودان بصورة كبيرة على الصين لإنعاش القطاع، بعد أن وقّع على مذكرة تفاهم معها لجذب السياحة الصينية، عبر إجراءات عملية وتفويج سياحي. ولم يكن في السودان سياحة منظمة طوال تاريخه، ولكنه اعتمد على جذب سياح من نيوزيلندا واليابان وفرنسا وإيطاليا وإنكلترا وأميركا، عبر شركات خاصة في حقبة الثمانينيات. وكان السودان قد سجل محميتي دنقناب وسنجيب "شرق البلاد" ضمن المواقع الطبيعية التراثية، وتم اعتمادهما في قائمة التراث العالمي لليونسكو. وبتسجيل هذين الموقعين، يبلغ عدد المواقع السودانية المسجلة رسميا في اليونسكو ثلاثة مواقع، منها موقعان ثقافيان يتبعان للآثار هما "البركل والبجراوية"، بجانب محميتى دنقناب وسنجيب اللتين سجلتا كموقع واحد.