ضعف الإقبال بالانتخابات يؤرق نظام السيسي: نحو تحشيد إعلامي

16 أكتوبر 2015
نظام السيسي يدعم قائمة "في حب مصر"(خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
يخشى النظام المصري الحالي، برئاسة عبد الفتاح السيسي، من تلقّي ضربة قاصمة خلال انتخابات مجلس النواب، والتي تبدأ جولتها الأولى في الداخل يومي الأحد والإثنين المقبلين، وذلك من خلال ضعف المشاركة في عملية الاقتراع.

وتسود توقعات بضعف الإقبال على التصويت في انتخابات مجلس النواب، وهو الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق، التي وُضعت عقب الانقلاب على الرئيس المعزول، محمد مرسي.

ويرجح مراقبون أن تتركّز المقاطعة خصوصاً في قطاع الشباب، الذي يرى في المجلس المقبل امتداداً لبرلمانات الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وفي ظل هذه المخاوف، يتوقع أن يلجأ النظام الحالي إلى دعم قائمة بعينها، وتكريس كل الجهود من أجل إنجاحها كي تكون كتلة صلبة داخل المجلس المقبل، لجمع مختلف القوى والأحزاب لدعم السيسي.

اقرأ أيضاً مصر: حملة اعتقالات وتلفيق تهم للمعارضين تسبق الانتخابات

وفي حال كان الإقبال على عملية الاقتراع ضعيفاً، فإن ذلك يشكك في شرعية مجلس النواب، وبالتالي النظام بأكمله. وخلال اليومين الماضيين بدأت وسائل إعلامية، محسوبة على النظام، الحشد للمشاركة في الانتخابات، تحت دعوى "ليس من المهم لمن تصوّت، ولكن الأهم المشاركة نفسها".

وبحسب مصادر سياسية مطلعة، فإن أجهزة سيادية أصدرت توجيهات، للصحف والقنوات والإعلاميين التابعين لها، للبدء بعملية التحشيد للانتخابات.

وقالت مصادر خاصة، لـ"العربي الجديد"، إن تلك الأجهزة طلبت بشكل واضح وصريح ليس الترويج لقائمة النظام "في حب مصر"، بقدر التركيز على فكرة المشاركة خوفاً من ضعف الإقبال.

وأضافت المصادر نفسها أن الأجهزة السيادية، التي تسيّر الأوضاع بالنسبة لمسألة قائمة النظام، ترى أن الترويج بشكل قوي لـ"في حب مصر"، سيؤدي بالشعب إلى رفضها، واتخاذ موقف منها، باعتبار أن الدولة بشكل علني تدعمها.

وتشير إلى أن الأجهزة السيادية لديها استطلاعات ومؤشرات حول ضعف المشاركة في الانتخابات، وبالتالي دفعت إلى إطلاق حملة في كل وسائل الإعلام لحثّ المواطنين على المشاركة، حتى مع إبطال الصوت.

وتصاعدت دعوات مقاطعة انتخابات مجلس النواب، مع اقتراب عملية التصويت، إذ دعا حزب "مصر القوية" بشكل صريح إلى ضرورة مقاطعة الانتخابات.

وأكّد خبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية أنّ النظام المصري يسعى بكل جهوده للتحشيد إلى التصويت، لأنه يتخوف من ضعف الإقبال.

وأضاف الخبير، لـ"العربي الجديد"، أنّ الأجواء التي تسبق العملية الانتخابية من خلال القوانين، التي يشوبها عوار دستوري، فضلاً عن وضعها لخدمة أهداف محددة، يفقد ثقة الشارع بالنظام الحالي.

وأشار إلى أنّه ليس صدفة أن تخرج الحملة في مختلف وسائل الإعلام وحديث مقدّمي البرامج في آنٍ واحد، فهناك هدف وراء ذلك. ولفت إلى أن ضعف الإقبال على عملية الاقتراع، لن يكون مجرد ضربة داخلية وإقليمية ودولية لنظام السيسي، بل لشخص الرئيس الحالي نفسه.

وأوضح أنه على المستوى الشخصي للسيسي، فإن ضعف الإقبال يعكس بشكل واضح تراجع شعبية الرجل. وعلى المستوى الإقليمي، سيكون الرهان عليه صعباً في ظل تنامي المعارضين له. ودولياً، سيشكك في مصداقية الانتخابات وتمثيل المجلس المقبل لأكبر عدد ممكن لكل من يحق له التصويت.

من جهته، قال الخبير السياسي، محمد عز، لـ"العربي الجديد"، إن "النظام الحالي يخشى وجود تأثير لدعوات المقاطعة، التي بدأتها قوى وأحزاب وحركات ثورية خلال الفترة الماضية".

وأضاف أنّ "ضعف الإقبال سيكون أول مسمار في نعش النظام الحالي، خصوصاً وأن هذه الانتخابات أول اختبار حقيقي للسيسي، وجاءت بعد مرور ما يزيد عن عام من حكمه، وبالتالي فهي تقييم لمدى قبول الرجل في الشارع".

وأوضح أن المجتمع الدولي ينتظر هذه الانتخابات لمعرفة الاتجاهات، التي تسير عليها، وبناء عليه سيتم التعامل مع النظام الحالي.

وتوقع أن تكون المشاركة ضعيفة من قبل قطاع واسع من الشباب، فضلاً عن بعض الفئات والقطاعات، التي بدأت تدرك حقيقة الأوضاع، من خلال الغلاء في الأسعار والاتجاه لرفع الدعم، وعودة الداخلية مثلما كانت أيام مبارك.

وقال إن أحد أسباب ضعف الإقبال هو كثرة عدد المرشحين في كل دائرة، وبالتالي هناك صعوبة في تحديد الأفضل بينهم، وهو ما يتسبب في تراجع الناخب عن الإدلاء بصوته، وهذا من مساوئ النظام الانتخابي الحالي.

اقرأ أيضاً: مقاطعو الانتخابات المصرية غير موحدين... ومشروع اقتراع موازٍ 

المساهمون