ضريح السهروردي.. نداء أخير للترميم

09 مايو 2019
(ضريح السهروردي في عشرينيات القرن الماضي)
+ الخط -
منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، تعرّضت العديد من المعالم التاريخية إلى القصف والتفجيرات في ظلّ إهمال تام من قبل المؤسسة الرسمية التي لم تجر عمليات تأهيل لمعظم تلك المباني التي تهدّدها الانهيار أو أجزاء منها.

في هذا السياق، تواصلت الدعوات طيلة العقدين الماضييْن دون أن تلق اهتماماً، إلى التدخل السريع لإنقاذ ضريح الشاعر المتصوّف شهاب الدين عمر السهروردي (1144 – 1234) الذي يقع في أحد أحياء منطقة الرصافة في بغداد، والتي تحمل اسمه.

أمس الأربعاء، أعلنت وزارة الثقافة العراقية عن "مساع لاستحصال موافقة رئيس الوزراء لترميم ورفع القبور عن الضريح"، في انتظار موافقة الحكومة التي تزال تنظر في ملفات تأهيل للعديد من المواقع التراثية في العراق دون أن تحرّك ساكناً، كما أنها لم تمض قُدماً في صيانة مواقع أخرى اتخذت بشأنها قرارات سابقة لم تنفّذ كما حدث في مدينة الموصل بعد إخراج تنظيم "داعش" منها.

وكشف بيان الوزارة أن "المشروع الذي تقدّمت به تم بعد التأكد من الفتوى الشرعية الصادرة عن مفتي الجمهورية التي تسمح بمزاولة أعمال الترميم، مشيراً إلى "مطالبة رئاسة الوزراء ايضاً بإشراك قيادة عمليات بغداد والعمليات المشتركة لتأمين الحماية للجهات التي ستتولّى رفع القبور عن الضريح، إضافة إلى زيادة عدد الحمايات وتشديد الحراسة من قبل هيئة الآثار على المعلم التاريخي".

كما لفت إلى أن "الوزارة والوقف السني شكّلا فريقاً مشتركاً لتشخيص الأسباب التي أدّت إلى انحراف القبة وحدوث بعض التشقّقات، فضلاً عن ظهور عيوب في الأسس التي تحيط بالمقام الشريف والظروف الجوية الأمر الذي استدعى إجراء صيانة وقائية".

يعود تأسيس الضريح إلى القرن الثالث عشر الميلادي، حيث شيّد مربّع الشكل تقريباً على مساحة تتراوح أبعادها بين 4,85-4,95 متراً، وبلغت مساحة المصلى ستمئة متر مربع تتوسطه قبة مستندة على عشر ركائز، إضافة الى جدران سميكة البناء ويغلّف المرمر قبة محرابه.

يُذكر أن الموقع قد تمّت صيانته ثلاث مرات، الأولى إبان حكم العثمانيين على يد والي بغداد إسماعيل باشا عام 1902، والثانية عام 1926، والثالثة سنة 1964 وشملت أوسع عملية تعمير وتجديد في بنائه.

المساهمون