أعلنت لجنة المصالحات في مدينة أسوان، جنوب مصر، مساء أمس السبت، في مؤتمر كبير، عن بنود الصلح، الذي تم الاتفاق والتوقيع عليه من ممثلي قبيلتي "الهلايل" و"الدابودية" على أن تتم مراسم الصلح النهائية يوم غدٍ الاثنين.
وحضر مؤتمر إعلان بنود الصلح اللواء مصطفى يسري، محافظ أسوان، وعدد من القيادات الأمنية، والدكتور منصور كباش، رئيس لجنة المصالحات، وعدد من أبناء القبيلتين، وممثلو عدد كبير من القبائل العربية.
وبدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة حداد على أرواح ضحايا الاشتباكات بين القبيلتين، ثم قام محافظ أسوان بتقديم الشكر لأبناء القبيلتين، وقال إنه تم التوقيع على شروط الصلح.
وقال الدكتور منصور كباش، رئيس لجنة المصالحات، إن هذه اللحظات فارقة في تاريخ أسوان، موجها الشكر لأبناء القبيلتين على تعاونهما مع اللجنة، وأوضح أن ما تم التوقيع عليه هو "صلح نهائي بين القبيلتين على أن يتقدم أبناء كل قبيلة بالاعتذار لأولياء الدم من القبيلة الأخرى وتعود العلاقات والزيارات لطبيعتها بين القبيلتين".
وأضاف رئيس لجنة المصالحات أن "هناك شروطا قاسية ستطبق على من يخرق الصلح، تم الاتفاق عليها، ولن أعلن عنها لأنني واثق من التزام القبيلتين بالصلح"، واختتمت المراسم بقراءة الفاتحة وبتسليم أبناء القبيلتين على بعضهما بعضاً.
وبحسب المتحدث باسم قبيلة بني هلال، أشرف الهلالي، فإن الصلح جاء بعد ضغوط أمنية وتهديدات باعتقال شباب من كلتا القبيلتين.
وقال أحد أبناء قبيلة الدابودية، مجدي الدابودي، لـ"العربي الجديد": إن لجنة المصالحة اجتمعت مساء الجمعة مع ممثلين عن النوبة، وقبيلة بني هلال، وقائد المنطقة الجنوبية العسكرية، لبحث إنهاء الأزمة، التي نتج عنها وفاة ثلاثة أشخاص، آخرهم كان مصابا، وتوفي متأثرا بجراحه.
من جهته، قال أحد أبناء قبيلة الأنصار العربية: "لا أعتقد أن تتم مصالحة في ظل هذه الأجواء؛ فالطرفان ليس عندهما أي التزام أو احترام لما تصدره لجنة المصالحة، ولا يعترفان بالحلول التي تضعها".
وتجدّدت الاشتباكات بين القبيلتين الخميس الماضي، وأسفرت عن مقتل مواطنَين أحدهما من قبيلة "الكوبانية"، والآخر من قبيلة "الكرور"، وشهدت منطقة عزبة العسكر مواجهات بين قوات الأمن ومجموعة من شباب "الدابودية" لقطعهم طريق الخزان، احتجاجاً على ما وصفوه بـ"تواطؤ الأمن مع قبيلة بني هلال ضدهم".
وعادت الاشتباكات، بعد أقلّ من أسبوعين على تحذير أمانة القبائل العربيّة من تجدّدها بين قبيلتَي بني هلال والدابودية، بعد فشل مساعي الصلح بين القبيلتَين، بسبب ما وصفه بيان للأمانة بـ"تعنت الدابودية في إجراء الصلح".
وكانت اشتباكات دامية قد وقعت بين قبيلتَي بني هلال والدابودية في أبريل/ نيسان الماضي، سقط خلالها 28 قتيلاً خلال أسبوع، وحمّل الأهالي مسؤوليتها للقيادات الأمنيّة في المحافظة، واتهموها "بسحب القوات من موقع الاشتباكات وترك الأبرياء يقتلون في الشوارع".
وانتهت الأحداث باتفاق هدنة مؤقت تمّ إبرامه في العاشر من أبريل/ نيسان الماضي، توسّط فيه شيخ الأزهر أحمد الطيب، بعد اجتماع لشيوخ القبائل العربيّة، الذين حضروا إلى أسوان من محافظات شمال سيناء وجنوبها ورفح والعريش. وتمّ في إثرها تشكيل لجنة للمصالحة.