الصيف عند العراقيين يمثل منذ سنوات مشكلة تعدّ العدة لمواجهتها، فالأشهر باتت خمسة طويلة تقتطع من الربيع والخريف، وتسبب لهم صداعاً لا تغيب عنه الأزمات المختلفة، لا سيما تلك التي ترتبط بالتغذية الكهربائية
الأزمة الأساسية التي تواجه العراقيين في فصل الصيف بحرارته المرتفعة هي أزمة الكهرباء التي ينقطع تيارها طوال ساعات في اليوم الواحد، بينما يشوب تحسين أوضاعها فساد مشهود له، إذ تقول تقارير حكومية إنّ أكثر من 40 مليار دولار أنفقت على مشاريع الكهرباء من دون تحسن يذكر.
خرج العراقيون طوال السنوات الماضية في تظاهرات غاضبة، خصوصاً في فصل الصيف، وصل بعضها إلى حدّ سقوط قتلى من بينهم على يد القوى الأمنية، وكانت الكهرباء من بين أهم مطالبهم. لكن، على الرغم من هذا فإنّهم لم يعتمدوا على حكومتهم في توفير التيار الكهربائي، بل تبنوا خدمات ذاتية للحصول على التيار، منها شراء مولدات خاصة تفي احتياجات منزلية بسيطة، والاشتراك في مولدات أهلية كبيرة تغذي عشرات المنازل، وكلّ ذلك لمواجهة موجات الحرارة الصيفية.
اقــرأ أيضاً
منير خضر، تحول قبل عشرة أعوام من عاطل من العمل إلى صاحب متجر كبير في أحد أحياء بغداد الغربية، وهو يقول إنّه يدين بالفضل لحرارة الصيف وقلة تزويد المواطنين بالكهرباء الوطنية. يوضح لـ"العربي الجديد": "خطرت في بالي يومها فكرة استباق الصيف، فقبل شهرين منه افتتحت محلاً لبيع وسائل التبريد". يقول إنّه كان عاطلاً من العمل، وباع مصاغ زوجته واستدان المال من بعض أقاربه وبدأ مشروعه، وكان التجار يتقاضون منه مبالغ البضائع بالآجل لمساعدته. ومنذ الموسم الأول حقق خضر، الذي يبلغ 41 عاماً، أرباحاً جيدة شجعته على توسيع متجره ورفده بما يحتاجه الناس من أجهزة وملحقات خاصة بأجواء الصيف. يضيف: "نظراً لاعتماد الناس على التزود بالكهرباء من المولدات الخاصة، يقبل العراقيون على شراء أجهزة التبريد التي تعمل على تيار كهربائي ضعيف، لكي تستطيع العائلة تشغيل أكبر قدر ممكن من الأجهزة على المولد الخاص". يشير إلى أنّ متاجر كثيرة جداً في مختلف مدن العراق تبيع الأجهزة نفسها التي يستبدل بعضها كلّ موسم تقريباً.
العدد الكبير من محلات بيع أجهزة التبريد المخصصة للكهرباء الضعيفة "دليل على معاناة العراقيين" بحسب نجم الدين غضبان. يؤكد أنّه اشترى خمسة أجهزة لتوليد الكهرباء لبيته في تسعة أعوام، مبيناً أنّه كلما ساءت حال مولد استبدله بآخر، ويحرص على أن يكون لديه باستمرار مولدان يتناوبان على تزويد منزله بالطاقة الكهربائية حين ينقطع التيار الكهربائي الحكومي. يضيف لـ"العربي الجديد" أنّ لديه حالياً مولدين يوفر كلّ واحد منهما 12 أمبير، والمولد الواحد يُمكّنه من تشغيل ثلاجة واحدة وثلاثة أجهزة تبريد ومروحتين. يتابع: "عائلتي كبيرة مؤلفة من أربعة أبناء وخمس بنات. جميعهم تلاميذ في مراحل تعليمية مختلفة، ويحتاجون إلى جو مريح للدراسة. فصل الصيف حار جداً وأشبه بالكارثة التي تحلّ بالمنزل إذا انقطعت الكهرباء. لا يمكن الاعتماد على التيار الكهربائي الحكومي، إذ إنّ ساعات عدم التغذية في اليوم الواحد تتراوح بما بين 10 ساعات و20". وبذلك، يقول غضبان إنّه يستقبل فصل الصيف بصيانة مولّدي الكهرباء وتجهيزهما.
كثيرون مثل غضبان، يعتمدون طريقته في مواجهة فصل الصيف، في حين يواجه آخرون انقطاع الكهرباء بتفحص وتهيئة أسلاك الكهرباء التي تصلهم من مولدات أهلية تزود عشرات المنازل بالكهرباء، مقابل أجور شهرية. ونظراً للظروف الجوية، تتلف بعض الأسلاك، التي تمتد أحياناً مئات الأمتار، اعتماداً على المسافة الفاصلة بين موقع المولد الأهلي والمنزل الذي يتزود منه بالكهرباء. يقول حيدر كاظم، إنّ الصيف فترة تعب بالنسبة له، فهو أكثر كهربائيي حيه خبرة في التعامل مع أسلاك المولدات الأهلية، وتستعين به مئات الأسر مع حلول الصيف لتبديل أو صيانة أسلاكهم الخاصة التي تزودهم بالكهرباء من المولدات الأهلية. ونتيجة لاعتماد غالبية الأسر العراقية على تلك المولدات، تمتد على طول الأزقة والأحياء السكنية شبكات من الأسلاك. يقول كاظم لـ"العربي الجديد": "على الرغم من حرصي على عزل الأسلاك بعضها عن بعض وهي ممتدة في طريقها إلى مولد الكهرباء، لكن يتكرر وقوع تماس يؤدي إلى انقطاع التيار ويتضرر بذلك الناس، والسبب يعود إلى الطقس السيئ. لذلك، وقبل كلّ صيف يحرص السكان على صيانة أسلاكهم لأنّها ستعمل بشكل أكبر، كون ساعات التزود بالكهرباء الحكومية تتضاءل إلى حدّ كبير".
مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، إذ تتجاوز في بعض مدن العراق 45 درجة مئوية، خصوصاً في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، يكثر العراقيون من الاستعانة بالمياه، لا سيما للاستحمام ورش الحدائق لترطيب الأجواء. وتجهيز خزانات المياه التي يضعها العراقيون في أعلى سطوح منازلهم مهمة ضرورية يسبقون بها دخول الصيف.
تقول رندة صباح، وهي موظفة في وزارة الصناعة، إنّ من أهم استعداداتها للصيف تهيئة خزانات المياه، مشيرة في حديثها إلى "العربي الجديد" إلى أنّ في منزلها أربعة خزانات بإمكانها توفير ماء يكفي عائلتها طوال أيام، في حال انقطع خط الماء الواصل عبر الشبكات الحكومية، وهو ما يحصل أحياناً، لكن يختلف الأمر في فصل الصيف، كما تقول. توضح: "درجة الحرارة في العراق عالية. هذا أمر معروف وعلينا أن نواجهه. وهذا ما نفعله". تتابع: "أنا أكثر اهتماماً بخزانات المياه. وأحرص بشكل دائم على تنظيفها لكي تكون مياهها صالحة للاستحمام والاستخدام المنزلي، ويزيد حرصي في فصل الصيف، الذي أستبق حلوله باستبدال أو تعزيز العازل الذي يحمي الخزانات من أشعة الشمس لتبقى المياه في داخلها باردة، فضلاً عن تمتين السقيفة التي تظلل الخزانات".
اقــرأ أيضاً
مزروعات ونباتات التظليل ونصب المظلات والخيم على الأسطح والشرفات وحدائق المنازل تزداد في فصل الصيف؛ إذ تساعد تلك النباتات خصوصاً في التخفيف من شدة الحر وتلطيف الأجواء. فاضل السعيدي، وهو مهندس يملك مشتلاً، يقول لـ"العربي الجديد" إنّ الإقبال على شراء تلك النباتات وأحواض المزروعات يزداد في فصل الصيف، مشيراً إلى أنّه يقدم نصائحه لمن يأتون إلى مشتله لكيفية الاستفادة من هذه النباتات لمواجهة الصيف وحرارته.
الأزمة الأساسية التي تواجه العراقيين في فصل الصيف بحرارته المرتفعة هي أزمة الكهرباء التي ينقطع تيارها طوال ساعات في اليوم الواحد، بينما يشوب تحسين أوضاعها فساد مشهود له، إذ تقول تقارير حكومية إنّ أكثر من 40 مليار دولار أنفقت على مشاريع الكهرباء من دون تحسن يذكر.
خرج العراقيون طوال السنوات الماضية في تظاهرات غاضبة، خصوصاً في فصل الصيف، وصل بعضها إلى حدّ سقوط قتلى من بينهم على يد القوى الأمنية، وكانت الكهرباء من بين أهم مطالبهم. لكن، على الرغم من هذا فإنّهم لم يعتمدوا على حكومتهم في توفير التيار الكهربائي، بل تبنوا خدمات ذاتية للحصول على التيار، منها شراء مولدات خاصة تفي احتياجات منزلية بسيطة، والاشتراك في مولدات أهلية كبيرة تغذي عشرات المنازل، وكلّ ذلك لمواجهة موجات الحرارة الصيفية.
منير خضر، تحول قبل عشرة أعوام من عاطل من العمل إلى صاحب متجر كبير في أحد أحياء بغداد الغربية، وهو يقول إنّه يدين بالفضل لحرارة الصيف وقلة تزويد المواطنين بالكهرباء الوطنية. يوضح لـ"العربي الجديد": "خطرت في بالي يومها فكرة استباق الصيف، فقبل شهرين منه افتتحت محلاً لبيع وسائل التبريد". يقول إنّه كان عاطلاً من العمل، وباع مصاغ زوجته واستدان المال من بعض أقاربه وبدأ مشروعه، وكان التجار يتقاضون منه مبالغ البضائع بالآجل لمساعدته. ومنذ الموسم الأول حقق خضر، الذي يبلغ 41 عاماً، أرباحاً جيدة شجعته على توسيع متجره ورفده بما يحتاجه الناس من أجهزة وملحقات خاصة بأجواء الصيف. يضيف: "نظراً لاعتماد الناس على التزود بالكهرباء من المولدات الخاصة، يقبل العراقيون على شراء أجهزة التبريد التي تعمل على تيار كهربائي ضعيف، لكي تستطيع العائلة تشغيل أكبر قدر ممكن من الأجهزة على المولد الخاص". يشير إلى أنّ متاجر كثيرة جداً في مختلف مدن العراق تبيع الأجهزة نفسها التي يستبدل بعضها كلّ موسم تقريباً.
العدد الكبير من محلات بيع أجهزة التبريد المخصصة للكهرباء الضعيفة "دليل على معاناة العراقيين" بحسب نجم الدين غضبان. يؤكد أنّه اشترى خمسة أجهزة لتوليد الكهرباء لبيته في تسعة أعوام، مبيناً أنّه كلما ساءت حال مولد استبدله بآخر، ويحرص على أن يكون لديه باستمرار مولدان يتناوبان على تزويد منزله بالطاقة الكهربائية حين ينقطع التيار الكهربائي الحكومي. يضيف لـ"العربي الجديد" أنّ لديه حالياً مولدين يوفر كلّ واحد منهما 12 أمبير، والمولد الواحد يُمكّنه من تشغيل ثلاجة واحدة وثلاثة أجهزة تبريد ومروحتين. يتابع: "عائلتي كبيرة مؤلفة من أربعة أبناء وخمس بنات. جميعهم تلاميذ في مراحل تعليمية مختلفة، ويحتاجون إلى جو مريح للدراسة. فصل الصيف حار جداً وأشبه بالكارثة التي تحلّ بالمنزل إذا انقطعت الكهرباء. لا يمكن الاعتماد على التيار الكهربائي الحكومي، إذ إنّ ساعات عدم التغذية في اليوم الواحد تتراوح بما بين 10 ساعات و20". وبذلك، يقول غضبان إنّه يستقبل فصل الصيف بصيانة مولّدي الكهرباء وتجهيزهما.
كثيرون مثل غضبان، يعتمدون طريقته في مواجهة فصل الصيف، في حين يواجه آخرون انقطاع الكهرباء بتفحص وتهيئة أسلاك الكهرباء التي تصلهم من مولدات أهلية تزود عشرات المنازل بالكهرباء، مقابل أجور شهرية. ونظراً للظروف الجوية، تتلف بعض الأسلاك، التي تمتد أحياناً مئات الأمتار، اعتماداً على المسافة الفاصلة بين موقع المولد الأهلي والمنزل الذي يتزود منه بالكهرباء. يقول حيدر كاظم، إنّ الصيف فترة تعب بالنسبة له، فهو أكثر كهربائيي حيه خبرة في التعامل مع أسلاك المولدات الأهلية، وتستعين به مئات الأسر مع حلول الصيف لتبديل أو صيانة أسلاكهم الخاصة التي تزودهم بالكهرباء من المولدات الأهلية. ونتيجة لاعتماد غالبية الأسر العراقية على تلك المولدات، تمتد على طول الأزقة والأحياء السكنية شبكات من الأسلاك. يقول كاظم لـ"العربي الجديد": "على الرغم من حرصي على عزل الأسلاك بعضها عن بعض وهي ممتدة في طريقها إلى مولد الكهرباء، لكن يتكرر وقوع تماس يؤدي إلى انقطاع التيار ويتضرر بذلك الناس، والسبب يعود إلى الطقس السيئ. لذلك، وقبل كلّ صيف يحرص السكان على صيانة أسلاكهم لأنّها ستعمل بشكل أكبر، كون ساعات التزود بالكهرباء الحكومية تتضاءل إلى حدّ كبير".
مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، إذ تتجاوز في بعض مدن العراق 45 درجة مئوية، خصوصاً في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، يكثر العراقيون من الاستعانة بالمياه، لا سيما للاستحمام ورش الحدائق لترطيب الأجواء. وتجهيز خزانات المياه التي يضعها العراقيون في أعلى سطوح منازلهم مهمة ضرورية يسبقون بها دخول الصيف.
تقول رندة صباح، وهي موظفة في وزارة الصناعة، إنّ من أهم استعداداتها للصيف تهيئة خزانات المياه، مشيرة في حديثها إلى "العربي الجديد" إلى أنّ في منزلها أربعة خزانات بإمكانها توفير ماء يكفي عائلتها طوال أيام، في حال انقطع خط الماء الواصل عبر الشبكات الحكومية، وهو ما يحصل أحياناً، لكن يختلف الأمر في فصل الصيف، كما تقول. توضح: "درجة الحرارة في العراق عالية. هذا أمر معروف وعلينا أن نواجهه. وهذا ما نفعله". تتابع: "أنا أكثر اهتماماً بخزانات المياه. وأحرص بشكل دائم على تنظيفها لكي تكون مياهها صالحة للاستحمام والاستخدام المنزلي، ويزيد حرصي في فصل الصيف، الذي أستبق حلوله باستبدال أو تعزيز العازل الذي يحمي الخزانات من أشعة الشمس لتبقى المياه في داخلها باردة، فضلاً عن تمتين السقيفة التي تظلل الخزانات".
مزروعات ونباتات التظليل ونصب المظلات والخيم على الأسطح والشرفات وحدائق المنازل تزداد في فصل الصيف؛ إذ تساعد تلك النباتات خصوصاً في التخفيف من شدة الحر وتلطيف الأجواء. فاضل السعيدي، وهو مهندس يملك مشتلاً، يقول لـ"العربي الجديد" إنّ الإقبال على شراء تلك النباتات وأحواض المزروعات يزداد في فصل الصيف، مشيراً إلى أنّه يقدم نصائحه لمن يأتون إلى مشتله لكيفية الاستفادة من هذه النباتات لمواجهة الصيف وحرارته.