أغلق في الخرطوم ما يزيد عن مائة صيدلية اليوم السبت لثماني ساعات متواصلة، احتجاجاً على قرارات حكومية بتحرير سعر الدواء، ورفع يدها عن دعم الدواء، ما تسبب في مضاعفة أسعار بعض الأدوية، وارتفاع بعضها بنسبة 150 في المائة.
وتغلق الصيدليات أبوابها منذ التاسعة صباحاً وحتى الساعة الخامسة مساءً للضغط على الحكومة كي تتراجع عن قرار رفع الدعم عن الدواء، خصوصاً أن الصيدليات تبدأ غداً الأحد في تطبيق الزيادات على الدواء وفق التسعيرة الجديدة.
ومن المنتظر أن تعقد في مباني اتحاد الصيادلة مساء اليوم ندوة كبرى تبحث تداعيات القرار.
وقرر بنك السودان المركزي قبل نحو أسبوعين وقف دعم الدواء، بعد أن كان يخصص 10 في المائة من عائدات الصادر من النقد الأجنبي لشراء الدواء، الأمر الذي يمكن المستوردين من شراء الأدوية بالسعر الرسمي للدولار (6.5 جنيهات)، في حين أن القرار الجديد يجعل المستوردين يلجأون للسوق السوداء، والتي تتأرجح فيها أسعار العملات الصعبة، إذ بلغ سعر الدولار اليوم 17.5 جنيهاً.
وبيّنت جولة لـ"العربي الجديد" على الصيدليات في الخرطوم، التزام عدد كبير منها بقرار الإغلاق الجزئي، في حين أن نسبة قليلة لم تلتزم بالخطوة الاحتجاجية. وعلّقت صيدليات عدة لافتات كتبت عليها أسباب الإغلاق ومدته، والإشارة إلى أن الخطوة في خدمة المواطن، على اعتبار أن الأسعار المتوقعة للدواء لن يكون في مقدور المواطن تحملها.
وقال صاحب إحدى الصيدليات ويدعى محمد: "إن القرارات الجديدة ستكون كارثية على المواطن وأصحاب الصيدليات، إذ إن رفوف الصيدليات ستمتلئ بالأدوية المختلفة التي لن تجد من يشتريها".
وأشار إلى الزيادات المخيفة في أسعار أدوية الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط وغيرها، إلى جانب الأدوية الخاصة بالتهابات المعدة والقولون، والالتهابات الرئوية، مضيفاً "هل يعقل أن يرتفع سعر دواء من 120 جنيها إلى 400 جنيه".
وأكد أن معظم رواد الصيدليات من الفئات ضعيفة الدخل، متابعاً "نضطر في الصيدليات أحياناً إلى جمع مبالغ من بعضنا لتوفير الدواء لمرضى لا يملكون سوى مبالغ قليلة لا تكفيهم للحصول على الوصفة الطبية". واعتبر أن "قرار رفع الدعم عن سعر الدواء من شأنه أن يُخرج عددا كبيرا من الصيدليات من السوق، كما أن نتائجه ستكون كارثية".
من جهته، أكد عبد الله وهو سائق ركشة (دراجة نارية بثلاث عجلات) أنه لا ينوي اللجوء إلى الصيدليات، بل إلى العلاجات البلدية، مضيفاً "أهلنا لم يكونوا بحاجة الصيدليات، وكانت العلاجات البلدية تشفيهم".
إلى ذلك، أكد رئيس اتحاد الصيادلة السودانيين صلاح الدين ابراهيم أن أسعار الدواء زادت عن الضعف، ووصل بعضها إلى ثلاثة أضعاف، خصوصاً الأدوية مرتفعة الثمن من الأساس.
ورأى أن احتجاج الصيادلة جزء من التعبير والاحتجاج على سياسات الحكومة، ولفت الانتباه إلى سلبيات القرار، مشيرا إلى أن الصيادلة أكثر جهة تحتك بالمواطنين وتلمس معاناتهم.
وفي تعميم أمس الجمعة، أكدت اللجنة التمهيدية لأصحاب الصيدليات التي دعت لاحتجاجات اليوم، أن مئتي صيدلية ستشارك في الإغلاق الجزئي لإحساسهم بمعاناة المواطن، لاسيما مع الزيادات المفاجئة لأسعار الدواء.