صيادو غزة يواجهون اعتداءات الاحتلال ويطالبون بحماية دولية

وقف الصياد الفلسطيني خضر بكر إلى جانب زملائه والمتضامنين، أمام مقر الأمم المتحدة بمدينة غزة، للمطالبة بتوفير حماية دولية للصيادين، والسماح لهم بالوصول إلى مسافات بعيدة دون استهدافهم واعتقالهم من قبل البحرية الإسرائيلية.

ويروي بكر، في سياق حديثه لـ"العربي الجديد"، على هامش مشاركته بوقفة احتجاجية نظمها اتحاد لجان العمل الزراعي، اليوم الأربعاء، أمام مقر الأمم المتحدة، تفاصيل اعتقاله قبل أيام على يد البحرية الإسرائيلية ومصادرة مركبه، ومعدات الصيد الخاصة به، والتي تقدّر قيمتها بـ16 ألف دولار، فضلاً عن التفتيش العاري والضرب المبرح الذي تعرّض له برفقة زملائه من قبل جنود الاحتلال.

وأكد أنّ "واقع الصيادين في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ نحو عشر سنوات يعتبر الأسوأ بين نظرائهم على مستوى العالم، جراء الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، وعدم السماح بالوصول إلى أميال بعيدة تساهم في زيادة كميات الأسماك التي يصطادها الصيادون".

وطالب الصياد الفلسطيني المؤسسات الدولية والحقوقية بالعمل على توفير حماية دولية خاصة للصيادين والعمل على توفير تعويضات مالية للمتضررين منهم جراء إغراق المراكب ومصادرة المعدات على يد البحرية الإسرائيلية خلال السنوات الماضية.

أما حال الصياد زكي طروش فلم يكن أفضل من سابقه، بعد أنّ اعتقلت البحرية الإسرائيلية نجله الأكبر زيد من بحر غزة، وصادرت مركبه ومعدات الصيد الخاصة به، خلال عمله قبل عدة أيام دون توجيه أي تهم له حتى الآن.

وقال طروش لـ"العربي الجديد"، إنّ "الصيادين الفلسطينيين يعانون بشكل يومي من الممارسات التي تقوم بها البحرية الإسرائيلية، وعدم السماح لهم بالوصول إلى مسافة الصيد المتفق عليها والمقدّرة بـ6 أميال بحرية، وفقاً للاتفاق الذي جرى بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة صيف 2014".

وأشار إلى أن "الاحتلال يتعمّد بشكل يومي إطلاق النار على الصيادين قبل وصولهم للمسافة المسموح لهم بالصيد فيها بالإضافة إلى مصادرة معداتهم ومراكبهم وإغراقها فضلاً عن اعتقالهم على خلفية ذرائع أمنية لا أساس لها من الصحة".

اقرأ أيضاً: إسرائيل تصادر شباك الرزق لصيادي غزة

من جهته، دعا ممثل اتحاد لجان العمل الزراعي، سعدي زيادة، المجتمع الدولي إلى العمل على وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وتقديم المسؤولين الإسرائيليين إلى محاكمات عادلة أمام محاكم دولية بسبب الانتهاكات التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني.

وأكد خلال كلمة له على هامش الفعالية، على أهمية توفير المجتمع الدولي للحماية الكاملة للصيادين من أجل وصولهم لمصدر رزقهم، ورفع الحصار البحري والبري المفروض على القطاع منذ عدة سنوات ووقف الانتهاكات اليومية بحق الصياد الغزي.

وطالب المؤسسات الحقوقية بالعمل على رفع شكاوى بحق قادة الجيش الإسرائيلي وملاحقتهم قضائياً أمام المحاكم الدولية جراء عمليات القتل والترهيب المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في غزة وانتهاك قوانين حقوق الإنسان.

وتزعم قوات الاحتلال أن الشريط الساحلي لقطاع غزة أصبح منفذاً لتهريب الوسائل القتالية إلى داخل القطاع بعد تدمير الأنفاق التي كانت تربط مصر بمدينة رفح الفلسطينية، لتبرير عمليات الاعتقال والاعتداءات اليومية بحق الصيادين في غزة.

بدوره، أكد منسق وحدة البحث الميداني في مركز الميزان لحقوق الإنسان، سمير زقوت، أنّ الصيادين يعانون منذ عام 2000 من انتهاكات مستمرة لحقوقهم في ظل غياب دور المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال.

وأوضح أنّ "الصيادين يتعرضون لانتهاكات يومية واضحة تخالف القوانين الدولية التي كفلت الحق في العمل والحياة والتنقل والحركة جراء الاعتداءات التي تقوم بها البحرية الإسرائيلية".

ودعا الحقوقي الفلسطيني المجتمع الدولي والعربي ومؤسسات حقوق الإنسان في العالم للتدخل الفوري للوقوف بجانب الصيادين الفلسطينيين في القطاع المحاصر إسرائيلياً وإعطائهم أبسط حقوقهم في ممارسة مهنتهم وتعويضهم عن الأضرار المادية التي لحقت بهم.

اقرأ أيضاً:
إسرائيل تصادر شباك الرزق لصيادي غزة
صيادو غزة يحتجون ضد انتهاكات إسرائيل