تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "لا يمكن للرؤية أن تتشكّل عبر قفزة في الفضاء"، يقول الكاتب العراقي في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
- برأيي، ثمّة كتابة فحسب، لا توجد كتابةٌ قديمة وأخرى جديدة؛ فالكتابة فعلٌ لا يمكن وضعه داخل إطار محدّد للفهم. ببساطة، يبدو الأمر كما لو أنه مزحة أو دعابة يجب ممارستها، ويمكن أن تزجّ ذاتك كثيراً تحت رعاية الحلم محاولاً فهم السخرية. إنها بشكل ما مجموعة من التصوّرات في فضاء نفسي واجتماعي تنسجم لتكوّن ملامح.
■ هل تشعر بأنك جزءاً من جيل له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
- قد يكون لائقاً في زمن انهيار المركزيات أن نقول إنَّ هناك خطوطاً وخيوطاً تجمع الكتّاب تحت ضوضاء الكتابة. لكن هذا لا ينفي أنَّ لكلّ موجةٍ شعرية مشتركات ومغذّيات شعرية متقاربة تجعل من النصوص متآلفة حتى تشكّل مزاجاً شعرياً، لذا نقول الشعر الستيني والسبعيني إلخ...
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
- دون أدنى شك، لا يمكن للرؤية أن تتشكّل عبر قفزة في الفضاء. المعرفة البشرية مبنية على التراكم وليس على القطيعة.
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
- في الحقيقة أنا كسول وقليل المشاركة في الأنشطة، لكن بشكل عام تُوجَّه لي بعض الدعوات، كما أنَّ لي صداقات مع أغلب الفاعلين. أحب أن أكون على هذا النحو لأن الدخول أكثر يحوّلك من التفكير في النص إلى التفكير الإداري وغيره من الأشياء التي لا تمت إلى الكتابة بصلة.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- في ظروف صعبة وهذا حال الكتاب الأول. اتّفقت مع دار نشرٍ ثم، ولأسباب مجهولة، أُحبطت المحاولة، ثم حصل اتفاق ثانٍ مع دار أخرى، وفشلت أيضاً لأنني كنت مصرّاً على أن لا أطبع الكتاب على نفقتي الخاصة، لأسباب فكرية وليست مالية. انتظرتُ ما يقارب سنة ونصف دون محاولة، حتى بادرت "دار الرافدين"، وحصل الاتفاق وتفاجأت بعد فترة قصيرة بصدور الكتاب!
■ أين تنشر؟
- في جريدة "الصباح" ومجلّة "مسقى" وبعض المواقع العربية والمحلية.
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
- عفوية.
■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
- للأسف لا.
■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تكون كاتباً مترجَماً؟
- في الحقيقة، أعود دوماً في هذا السياق إلى رأي الجاحظ في ترجمة الشعر، أمّا باقي أجناس الكتابة والمعارف والعلوم فإن الترجمة هي قلب المعرفة التي يلتف حولها النتاج البشري أو بالأحرى يمرّ على ظهرها لتوزّعه على اللغات. ورغم أن اهتمام العرب بالترجمة ليس بالمستوى المطلوب، لكننا سنوياً نحصل على كتب في غاية الأهمية والجمال.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
- الكتابة بالنسبة إليّ فعل يومي؛ إذ لا يكاد يمرّ يوم دون أن أكتب. أعمل حالياً على مجموعة نصوص مفتوحة لا تميل إلى السرد ولا تجنح إلى الشعرية المعتادة، يمكن أن تشكّل فكرة كتاب لاحقاً، كما أنّني أتمرن على كتابة نصوص سردية، لا أعرف ماذا سأفعل بها. وبحكم أن كتابي صدر منذ فترة قريبة، فلا أملك فكرةً عن الإصدار القادم.
بطاقة
كاتب عراقي من مواليد بغداد 1992، يعمل كمحرّر في مجلة "مسقى". صدر له عمل بعنوان "144م2" عن "دار الرافدين".