صواريخ الحوثيين باتجاه السعودية في تزايد... ومواجهات الداخل تنحسر

21 يناير 2018
الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون أخيراً هو السادس من نوعه(Getty)
+ الخط -
في ظل تراجع وتيرة المواجهات الميدانية بين قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) في الداخل اليمني، كثّفت الأخيرة من هجماتها الصاروخية باتجاه المناطق السعودية القريبة من الحدود، جنباً إلى جنب، مع تنفيذ هجمات وعمليات قنص للجنود السعوديين بالقرب من الحدود، الأمر الذي يثير تساؤلات عدة حول ما وراء التصعيد، الذي ترافق مع تكثيف الأمم المتحدة لجهودها الرامية لاستئناف مسار المفاوضات وإعلان الجماعة الحوثية التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء، تعاطيها الإيجابي مع هذه الجهود.

وقبل يوم من الاجتماع المقرر أن تعقده "منظمة التعاون الإسلامي"، على مستوى وزراء الخارجية، لبحث استهداف الحوثيين للرياض بصاروخ بالستي، أطلقت الجماعة صاروخاً بالستياً  قصير المدى، باتجاه معسكر "قوة الواجب" السعودية في منطقة "نجران" الحدودية مع اليمن. وأعلن المتحدث باسم التحالف، العقيد تركي المالكي، أن الدفاع الجوي السعودي اعترض الصاروخ، وقال إن إطلاقه تم بطريقة متعمّدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان.

ويعدّ الصاروخ البالستي الذي أطلقه الحوثيون، أمس السبت، السادس من نوعه، وفقاً لمصادر قريبة من الجماعة لـ"العربي الجديد"، منذ مطلع يناير/كانون الثاني الجاري، إذ صعّدت الجماعة، من وتيرة هجماتها بالصواريخ البالستية قصيرة المدى على نحو غير مسبوق، واستهدفت من خلالها معسكرات في منطقتي نجران وجيزان الحدوديتين مع اليمن. وأعلن التحالف اعتراض معظم هذه الصواريخ، واتهم إيران بالاستمرار بدعم الجماعة الحوثية بـ"قدرات نوعية"، بهدف تهديد أمن السعودية والأمن الإقليمي والدولي.

ومن المقرر أن يعقد وزراء الخارجية في "منظمة التعاون الإسلامي" اجتماعاً في السعودية، بدعوة من الأخيرة، وذلك لبحث الاستهداف المتكرر لأراضيها من قبل الحوثيين. ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية "واس"، من المقرر أن "يدلي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، ببيان أمام الاجتماع الوزاري، يعكس فيه موقف المنظمة من الانتهاكات المتكررة لمليشيات الحوثي على أراضي المملكة العربية السعودية".

وكان الحوثيون، وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، أظهروا تطوراً بالقوة الصاروخية البالستية القادرة على تهديد السعودية، إذ أطلقت الجماعة، خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، صاروخين بعيدي المدى، استهدف أحدهما مطار الرياض الدولي، والآخر، مقر الحكومة السعودية (قصر اليمامة). وقد أعلنت السعودية اعتراض الصاروخين، لكنها وجهت أصابع الاتهام لإيران بتزويد الحوثيين بالصواريخ، على الأقل، في ما يتعلّق بتلك التي استهدفت الرياض.

من زاوية أخرى، تراجعت حدّة المواجهات الميدانية بين قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية وبين الحوثيين، على أكثر من جبهة في البلاد، منذ ما يزيد عن أسبوع. وتراجعت معها بشكل محدود، وتيرة الضربات الجوية للتحالف في أغلب المحافظات، بالتزامن مع تحرّك الجهود الدولية، التي تقودها الأمم المتحدة، والتي تسعى لإحياء عملية السلام، وبعد سلسلة من عمليات القصف الجوي، التي ذهب ضحيتها العشرات من المدنيين، ولاقت تنديداً محلياً ومن قبل الأمم المتحدة.

وتثير التطورات، تفسيرات متباينة، إذ يأتي التصعيد الحوثي الحدودي، الذي يشمل أيضاً عمليات قصف مدفعي وصاروخي على مواقع في الجانب السعودي، وعمليات قنص تستهدف الجنود السعوديين، مترافقاً مع جهود السلام والانفتاح الذي أبدته الجماعة على المقترحات الأممية الرامية لاستئناف عملية السلام، أثناء زيارة نائب المبعوث الأممي إلى اليمن، معين شريم، إلى العاصمة صنعاء مطلع الشهر الجاري، وهو ما يدفع بعض المحللين للاعتقاد بارتباط التصعيد بضغوط العودة للمفاوضات، خصوصاً مع تراجع المواجهات في الجبهات الداخلية في اليمن، ومعها الغارات الجوية، على الأقل في الأسابيع الأخيرة.

المساهمون