قال رجال أعمال وخبراء إن التبرع لصندوق "تحيا مصر" أصبح إجبارياً، ويعد ابتزازاً صريحاً لرجال الاعمال. وأوضحوا أن ظهور حملة "القائمة السوداء" ومطالبتهم بالتبرع الإجباري وإلا التهديد بكشف اسمائهم يعود بمصر الى عصر التأميم والصورة السيئة التي كانت عليها قبل الثورة.
ويجبر القائمون على الصندوق بعض رجال الاعمال على التبرع تحت التهديد، وهو ما حدا ببعضهم الى خصم ما يتبرعون به للصندوق من مرتبات العمال في شركاتهم.
وكان الرئيس االمصري، عبد الفتاح السيسي، أعلن أخيراً عن تدشين صندوق "تحيا مصر" لدعم الاقتصاد المصري المنهار، حسب قوله.
وأعلنت مجموعة من الشباب، الاسبوع الماضي، ائتلافاً باسم "القائمة السوداء" لحث رجال الاعمال على التبرع للصندوق أو كشف مخالفتهم الضريبية واستيلائهم على اموال الدولة بطرق غير قانونية.
وتسود مجتمع رجال الاعمال حالياً، خاصة اتحاد الصناعات المصرية، الذي يضم كبار رجال الصناعة في مصر حالة من الذعر، وذلك بعد تردد معلومات ترقى الى تأكيد وقوف جهات سيادية بالدولة خلف حملة القائمة السوداء التي أعلنت عن نفسها أخيراً.
وقال مصدر بمجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية لـ"العربي الجديد" إن عدداً غير قليل من رجال الاعمال الصغار رفض التبرع نهائياً، فيما يساوم البعض على التبرع بشكل جماعي باسم الغرف أو الشُعب الصناعية داخل الاتحاد وفي جمعيات المستثمرين ومجالس الاعمال والمجالس التصديرية.
وأوضح المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن كل تجمع من صناعة او مهنة معينة يبحث التبرع المشترك من خلال أموال الغرفة او المجلس التي كانت مخصصة للتطوير والصرف على الاجتماعات. واشار الى ان رئيس الاتحاد، المهندس محمد السويدي، اتصل برؤساء الغرف والمجالس التصديرية وأكد لهم ضرورة التبرع الإجباري لصندوق "تحيا مصر"، قائلاً "هذه أوامر من جهات عليا ولا بد أن تنفذ، وسيتم إرسال كشف بأسماء الممتنعين".
وقال عضو مجلس ادارة في إحدى جمعيات المستثمرين، رفض ذكر اسمه، انه سيدفع الإتاوة وليس التبرع خوفاً من تلفيق قضايا ضده. قائلاً "اقسم بالله أموالي كلها حلال، لكني ساتبرع تجنباً للضرر". وأضاف انه بدلاً من فرض التبرع الإجباري كان يجب على الدولة فتح ملفات الفاسدين، وان حصيلتها ستكون اكثر من الـ 100 مليار جنيه.
وقال محمد غانم، عضو غرفة صناعة الجلود، إن ائتلاف القائمة السوداء يبتز رجال الاعمال تحت اسم الوطنية، وانه حوّل التبرع لمصر الى "إتاوة"، موضحاً لا يوجد في العالم اي تعريف للتبرع الإجباري.
وأضاف ان هذا الائتلاف يحذر من فضح غير المتبرعين بكشف تهربهم الضريبي وفتح ملفاتهم السوداء، وهذا معناه انهم يعرفون المتلاعبين والفاسدين ويتسترون عليهم مقابل تبرعهم، وقال ساخراً "الأفضل ان يسمى صندوق غسيل الاموال" موضحاً، ان هؤلاء الشباب مجموعة من الجهلة وتصريحاتهم تكشف غباءهم وتفضح طرق الابتزاز التي يقومون بها.
وأضاف، انهم بهذا فرغوا الفكرة من مضمونها، وحولوها من تبرع اختياري الى إتاوة إجبارية، وعدد كبير من رجال الاعمال شرفاء وسجلاتهم نظيفة تماماً، وهؤلاء لن يتبرعوا لأنهم كونوا ثرواتهم من مجهودهم الخاص، ولم يجمعوها من مخالفات او فساد.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
