صناعة ماء الزهر في لبنان

30 ابريل 2017
زهر البوصفير (العربي الجديد)
+ الخط -
ينتهي بعد أيام موسم قطاف زهر "البوصفير"، حيث يتم تقطيره بواسطة "الكركة" لإنتاج ماء الزهر الذي تشتهر به المدن والقرى في جنوب لبنان. 

واستخدامات "ماء الزهر" كثيرة، فقد درجت العادة لدى اللبنانيين على إضافة قليل منه إلى الحلويات العربية لمنحها نكهة خاصة، ويلجأ كثيرون إلى اعتماد القهوة البيضاء بدلاً من القهوة التقليدية، وتُعَدّ بالماء الساخن وقليل من السكر وماء الزهر، فضلاً عن استخدامه في الطب المنزلي ولآلام البطن لدى الأطفال والكبار على حد سواء.

وتتم عملية التقطير بواسطة "الكركة" النحاسية، وهي مكونة من حلتين نحاسيتين، واحدة يوضع بداخلها الزهر مع الماء الذي يغلي وتفصل بواسطة أناء نحاسي آخر عن القسم العلوي وهي الحلة الثانية، التي توضع فيها مياه باردة، ويتم جبل طين ووضعه على الوصلة بين الحلتين منعاً للتبخر باتجاه الخارج.

زكريا شاكر، يقوم بعملية التقطير، قال لـ"العربي الجديد": نقوم بعملية التقطير بواسطة "الكركة" المملوءة بالماء ونضع زهر البوصفير بداخلها وتغلق بإحكام، ونوقد النار تحت الكركة حتى تغلي المياه ويتصاعد البخار ليمر بواسطة أنبوب ضمن براميل كبيرة مملوءة بالمياه الباردة، عندها يتحول البخار الساخن إلى قطرات ماء الزهر.

يلفت إلى أن الكركة الكبيرة تتسع لـ60 كيلوغراماً من الزهر، يمكن منها استخراج 60 قارورة زجاجية من ماء الزهر، وتتم عملية التعبئة بعد وضع السائل في غالونات لسحب الزيت الذي يطفو على وجه السائل ثم يعبأ في قوارير زجاجية، ليتم توزيع الزيت على ماء الزهر داخل القوارير.

ولفت إلى أن عملية التقطير تستغرق وقتاً طويلاً، ويبدأ التقطير بعد ساعة من بدء العملية، ثم كل ساعة يتم إنتاج غالون واحد من ماء الزهر، وتنتهي العملية بعد عشر ساعات من التقطير، مؤكداً أنه يفضّل أن تكون "حبة" الزهر كبيرة وناضجة لأنها تكون أفضل وأطيب، وأن لا يتعدى تفتح الزهرة 15 في المئة حتى لا يتعارض نضوجها مع رائحتها الزكية.

المساهمون