عقد التحالف الوطني الحاكم في العراق اتفاقات مع روسيا، لتزويد البلاد بأسلحة حديثة وفعّالة، في إطار سعيه تغيير وجهة البلاد في الاعتماد على الجانب الأميركي في التسلح والدعم العسكري، فيما تستغل موسكو دخول القوات التركيّة إلى العراق لدفع الأخير تجاه الاصطدام بها وخلق أزمة لأنقرة قد يكون العراق ساحة لها.
وقال رئيس لجنة الأمن البرلمانيّة، حاكم الزاملي لـ"العربي الجديد"، إنّ "العراق أبرم أخيرا صفقة سلاح مع روسيا وفقا لنظام الدفع بالآجل"، مبينا أنّه "في غضون الأيّام القليلة المقبلة ستصل صفقة كبيرة من الأسلحة الحديثة إلى العراق".
وأوضح أنّ "الصفقة تشمل ست طائرات نوع سوخوي، ودبابات تي 90 بعدد يكفي لتسليح لواء كامل، فضلا عن مدرعات وقاذفات وأسلحة متوسطة وخفيفة، وكميات كبيرة من العتاد"، مبينا أنّ "هذه الصفقة والصفقات الأخرى ستعزز بشكل كبير من قدرات العراق العسكريّة، وستقوّي من موقفه في حربه ضدّ الإرهاب".
من جهته، أكّد الخبير السياسي، عبد الغني النعيمي، أنّ "هذه الصفقة جديدة، وأقدمت روسيا لدفعها إلى العراق في هذه الفترة نكاية بالجانب التركي".
وأوضح النعيمي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "موسكو تحاول استغلال الظرف الذي يمر به العراق، والاحتقان السياسي ضد تركيا بعد دخول قواتها العراق، وما أثار من أزمة سياسيّة خاصة من قبل كتل التحالف الوطني"، مبينا أنّ "روسيا تحاول تجهيز العراق بأسلحة حديثة لدفعه إلى ضرب القوات التركية في العراق، وخلق أزمة سياسيّة لأنقرة التي أسقطت طائرة روسيّة".
وأضاف أنّ "العراق للأسف ينجر باتجاه أزمات إقليميّة هو في غنى عنها، وأنّ الصراع الإقليمي يضع العراق في دائرته، الأمر الذي سيجعل منه ساحة لتصفية الحسابات، في وقت لا تستطيع فيه الحكومة العراقيّة اتخاذ قرار حاسم لإخراج البلاد من هذه الصراعات".
وشدّد على ضرورة "لجوء العراق إلى التحالف الدولي، والاعتماد عليه وعلى الاتفاقيّة الأمنيّة التي أبرمها مع واشنطن، لحل هذه الإشكاليات والابتعاد عن دائرة الصراعات الخارجيّة".
يشار إلى أنّ جهات رسميّة وأخرى من التحالف الوطني الحاكم في العراق، تتجه نحو الاعتماد على روسيا بتسليح العراق في حربه ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مقابل ترك الجانب الأميركي في هذا المجال، فيما أقدمت موسكو أخيرا على تفعيل عقود تسليح المالكي المعطّلة بسبب الفساد.