صفقة "فايزر" تثير قلق أميركا وبريطانيا بسبب الوظائف

11 مايو 2014
فايزر (أرشيف/Getty)
+ الخط -

تواجه شركة "فايزر" الأميركية لإنتاج الأدوية، التي تنوي زيادة عرضها لشراء منافستها البريطانية استرازينيكا، ضغوطاً سياسية متزايدة من واشنطن ولندن بسبب القلق على الوظائف.

ويستعد رئيس مجلس إدارة الشركة "ايان ريد" للتوجه إلى بريطانيا، الثلاثاء، للإدلاء بإفادة أمام أعضاء في مجلس العموم قلقين من الانعكاسات الاجتماعية لعملية الدمج هذه التي تفوق قيمتها 110 مليارات دولار. وهي أكبر عملية دمج في تاريخ صناعة الأدوية.

ولم يخف مسؤولون في واشنطن أيضاً قلقهم من احتمال إلغاء وظائف نظراً للمبلغ الهائل الذي ستدفعه فايزر لإقناع الشركة البريطانية التي رفضت ثلاثة عروض من قبل.

ويعمل في فروع فايزر على مستوى العالم، والتي تنتج أدوية من بينها فياجرا، أكثر من 70 ألف موظف بينهم 2500 في بريطانيا. بينما يعمل لدى شركة أسترازينيكا أكثر من 51 ألف شخص في مناطق مختلفة من العالم، من بينهم 6700 موظف في بريطانيا.

ولا تتمتع المختبرات التي تتمركز في نيويورك بسمعة طيبة على الصعيد الاجتماعي بعدما ألغت آلاف الوظائف عند شرائها شركة التكنولوجيا الحيوية "ويث" في 2008 و2009.

وقبل هذه العملية الصناعية، كان 81 ألف شخص يعملون في فايزر و47 الفاً في ويث، أي ما مجموعه 128 ألف موظف في المجموعة التي انبثقت من اندماج الشركتين، بحسب تقارير مالية.

لكن في نهاية 2013، لم يعد يعمل في فايزر سوى 77 ألف شخص، ما يعني أنها ألغت 51 ألف وظيفة خلال أربع سنوات.

ووجه حاكم ولاية "ميريلاند" مارتن أومالي، وحاكم "ديلاور" جاك ماركل رسالة إلى "فايزر" عبرا فيها عن "قلقهما العميق" من هذا التقارب الذي يهدد في نظرهما الوظائف في ولايتيهما.

ويعمل 3100 شخص في فايزر في ولاية ميريلاند وحوالى 2600 آخرين في ديلاور.

وطلب حاكما الولايتين اللذان يريدان اللجوء إلى البيت الابيض، من فايزر تحديد عدد الوظائف التي ستلغى.

وقال متحدث باسم الشركة الأميركية لوكالة فرانس برس اليوم الأحد، "تناقشنا مع حاكمي الولايتين ونحن نتفهم قلقهما".

وفي الكونجرس أيضاً ينظر البرلمانيون باستياء إلى رغبة فايزر في شراء استرازينيكا لتنقل مقرها إلى بريطانيا حيث ستوفر بين مليار وملياري دولار من الضرائب كل سنة، بحسب حسابات محللين.

وقال هيثر سيلف، خبير الضرائب في مؤسسة "بنسنت ماسونز" في تصريحات لبي بي سي، الأسبوع الماضي، إن فايرز تريد أن تضع شركة بريطانية على رأس المجموعة كلها، لتخرج من النظام الضريبي الأميركي.

وتبلغ الضريبة الاتحادية على الشركات في أميركا 35%، بينما تصل نسبة الضرائب على الشركات في بريطانيا إلى 21%، ومن المقرر أن تنخفض إلى 20% عام 2015.

وتملك فايزر مليارات الدولارات التي جمعتها في الخارج ولا تستطيع تحويلها إلى الولايات المتحدة خوفاً من الضرائب الكبيرة جداً.

وفي عمود نشر الجمعة في صحيفة وول ستريت جورنال، كتب السناتور الديموقراطي اوريجون رون وايدن أن "حوالى 50 شركة اميركية بينها 20 شركة في السنتين الأخيرتين تقربت من شركات أجنبية للاستفادة من نسبة ضرائب أدني".

وأضاف رئيس لجنة المالية في مجلس الشيوخ أن "هذه الشركات لا تخالف القانون لكنها تستغل ثغرة في قانون الضرائب"، واعداً بقانون بمفعول رجعي.

 وأضاف "سواء كانت قانونية أو لا يجب سد هذه الثغرة".

ووعدت الشركة الأميركية باستكمال بناء المقر الجديد لاسترازينيكا ومركزها الجديد للأبحاث في كامبريدج بالقرب من لندن، وبأن يتمركز 20% على الأقل من الوظائف في البحث والتنمية في المجموعة الجديدة، في بريطانيا.

وما يجعل جلسة الاستماع لريد في مجلس العموم صعبة هو أن استرازينيكا التي ولدت أصلاً من اندماج الشركتين البريطانية زينيكا والسويدية استرا في 1999 تحاول إقناع قطاع المال بأنها تكون في وضع أفضل إذا بقيت على حالها.

 

المساهمون