أعلن القادة الميدانيون في الجيش العراقي البدء بالمرحلة الأخيرة من معركة تحرير الساحل الأيمن للموصل، وأنّ أياما قليلة تفصل عن حسم المعركة بشكل نهائي، في وقت تتحدّث مصادر عسكرية عن صعوبات كبيرة تعترض طريق الحسم.
وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الغني الأسدي، في تصريح صحافي، إنّ "القوات باشرت في المرحلة الأخيرة والنهائيّة لتحرير الساحل الأيمن للموصل، وإنّ وضع "داعش" بات متدهورا جدّا"، مؤكدا أنّ "التنظيم سيطرد نهائيّا خلال الأيّام القليلة المقبلة".
وأوضح الأسدي أنّ "معركة المرحلة الأخيرة بدأت من ثلاثة محاور؛ وهي أحياء الشفاء والزنجيلي والصحة، وأنّ قوات مكافحة الإرهاب هدفها حي الصحة، وأنّها تحرز تقدّما بشكل جيد"، مؤكدا أنّ "القوات الأمنية مستمرّة في تطهير المناطق التي ما زالت تحت سيطرة "داعش"، والتي يتراوح عددها ما بين ستة وسبعة أحياء فقط".
وأكد أنّ "التنظيم في وضع لا يحسد عليه، وأنّه سيطرد، وسيتم تسليم المسؤولية إلى السلطات المحلية، سواء قيادة عمليات الموصل أو الشرطة المحلية، أو الحشد العشائري أو الحشد الشعبي".
ميدانيا، أكد ضابط في قيادة عمليات نينوى، لـ"العربي الجديد"، أنّ "صعوبات كثيرة تعيق حسم معركة الساحل الأيمن، واختراق المدينة القديمة".
وأوضح الضابط أنّ "الطيران العراقي وطيران التحالف يكثّف قصفه على دفاعات التنظيم في الأحياء التي تقدمت فيها القطعات العراقية"، مبينا أنّ ""داعش" عرقل تقدّم القطعات من خلال السيارات المفخخة التي يدفع بها باتجاه القطعات، فضلا عن تلغيمه أغلب الشوارع والطرق التي تسلكها القطعات".
وأضاف الضابط أنّ "التنظيم يخوض أيضا اشتباكات عنيفة مع القوات المتقدمة، وأنّه دفع بعدد كبير من عناصره في تلك الأحياء"، مشيرا إلى أنّ "المعارك على أشدّها في أحياء الزنجيلي والصحة والشفاء"، مبينا أنّ "قوات مكافحة الإرهاب سيطرت على نحو نصف حي الصحة، بينما لم تسيطر الشرطة الاتحادية إلّا على أقلّ من ثلث حيي الزنجيلي والشفاء".
وأكد أنّ "المعركة بالغة الصعوبة، وصعوبتها ستتفاقم مع الاقتراب من المدينة القديمة، والتي حصّنها "داعش" بدفاعات كبيرة، وخنادق ملغّمة يصعب اختراقها".
في غضون ذلك، تواصل مليشيات "الحشد الشعبي" قصفها في المحور الغربي للموصل.
وبحسب بيان أصدرته المليشيا، فإنّ "كتيبة الإسناد الصاروخي ومدفعية "الحشد" قصفت، صباح اليوم، أوكار ومضافات "داعش" في بلدة القحطانية شمال البعّاج، تمهيدا لاقتحامها".
وتؤكد مصادر محلية أنّ بلدة القحطانية "تضم أعدادا كبيرة من المدنيين، وأنّ القصف العشوائي للحشد أوقع العديد من القتلى والجرحى في صفوفهم".
وكانت القيادات العسكرية العراقية قد أعلنت، في وقت سابق، أنّها ستحسم معركة الموصل قبل حلول شهر رمضان، لكنّ تقديراتها لم تكن في محلّها، بعد أن تأخّرت في الحسم.