صرخة محتضر تجلب مليوني جنيه إسترليني

26 ابريل 2014
ستيفن ساتان على فراش الموت
+ الخط -
"لست أُحتضر جراء السرطان، لكنني أعيش معه"، هذه العبارة التي كتبها الشاب البريطاني ستيفين ساتون (19 عاما)، مزجها ببعض المرح والسخرية واصفا حالته الصحية، من على فراش الموت، وقد رافقت تلك المزحة الحزينة صرخة استعطاف جميلة، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، يناشد فيها أصدقاءه ومحبيه، لمساعدته في جمع التبرعات لمكافحة مرض السرطان لدى الشباب.
لم تكن صرخته تلك أنانية يريد بها إنقاذ حياته، التي أصبح على يقين بوصولها نهايتها، بعد أن نهش المرض أمعاءه منذ أن كان في الخامسة عشرة، فبالرغم من العمليات الجراحية المتكررة التي أجريت له، والرعاية الصحية المستمرة، تأكد الأطباء بأن حالته غير قابلة للشفاء، بل كانت تلك الصرخة لمن سيبقى بعده من أقرانه مرضى السرطان، علها تنقذهم من المصير نفسه. 
هذه الرسالة كانت واحدة من تلك التي داوم على عرضها، ليشكر فيها القلوب الرحيمة من البريطانيين، الذين واصلوا مساهماتهم في التبرع بكل سخاء، ليصل حجمها إلى مليون جنيه خلال أشهر قليلة، ولم يلبث أن تضاعف بعد انضمام مجموعة من نجوم الفن البريطاني، ويقفز بشكل خيالي خلال يوم واحد فقط، سجل فيه مليوني جنيه خلال 24 ساعة فقط.
رسالة سيتفين الأخيرة والتي قال فيها "مرحبا بالجميع، أنا الهالك الميؤوس من أمره ستيفين، مازلت هنا ومازلت أقاتل، هذا الصباح انهارت رئتي اليمنى، اجتمع حولي فريق كامل من عمال الطوارىء، وبكل أمانة كنت على وشك أن أودعكم، لكنني غيَرت رأيي، أعلم أنني ذاهب، وهذا محزن لأنني لم أفعل أشياء كثيرة، لكن مهلا أنا مازلت هنا! أشكركم جميعا وأرجوكم استمروا في تبرعكم، أناس كثر بحاجة إليكم، لم يبق لي الكثير، شكرا لكم" .
هذه الرسالة الحزينة كانت واحدة من رسائل ستيفين، التي واكبت حملته للتبرع بهدف محاربة مرض السرطان لدى الشباب، تناقلتها صفحات "الفيسبوك" و"التويتر"، إلى أن وصلت رقما قياسيا، أدهش العالم.
وعلى الفور، نظمت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" حملة تبرع باسم ساتون على الهواء، شارك فيها نخبة من الفنانين البريطانيين المعروفين، من أمثال سايمون بيج، ستيف كوجان وجيمس نسبيت، الذين عبروا عن إعجابهم بإيجابية ستيفين وشجاعته في استقبال حياة أخرى، كما عرضت الهيئة قائمة بعض الأشياء الطريفة التي كان يتمنى أن يحققها في حياته مثل عناق الفيل.
وقال الكوميدي البريطاني المعروف جايسن مانفورد، الذي زار ستيفين في المستشفى والداعم الرئيس لحملته، إنه اندهش لشجاعته وروحه المرحة، وهو يتحدث عن موته بدعابة لم تكن فيها نبرة حزن أو تعاسة، وهذا شيء يستحق الاحترام.
من جانب آخر، أشاد الرئيس التنفيذي للجمعية الخيرية لسرطان الشباب، سيوبهان دَن، بستيفين وأطلق عليه سفير الخير، قائلا: "لقد كان لي الشرف بلقائه، لن تُمحى نظرته الإيجابية من ذاكرتي، وأعتقد أنكم لن تفعلوا ذلك أيضا، إن إلهام ستيفين وتأثيره في أقربائه وأصدقائه ومحبيه، سيغير الكثير، وسيعطي أملا للعديد من الشباب المرضى الذين في حاجة ماسة لذلك، فليباركه الله".

دلالات
المساهمون