جرّ صراع المليشيات على المناصب في بلدة أبي صيدا، التابعة لمحافظة ديالى (شمال شرق بغداد)، إلى توترات عشائرية تسببت بتعطيل الحياة فيها، وتعطيل دوائر الدولة والمدارس بشكل كامل، بينما يطالب الأهالي باستقبال أبنائهم بمدارس المناطق القريبة.
وقال مصدر محلّي لـ"العربي الجديد" إنّ "المعارك بين المليشيات تجدّدت في بلدة أبي صيدا، وأنّ عشيرة مدير بلدتها، حارث الربيعي، هاجمت مليشيا "بدر" المؤيدة لمدير البلدة الجديد، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى من الطرفين، الأمر الذي دفع عشائر القتلى من مليشيا "بدر" إلى تهديد عشيرة مدير البلدة السابق والاستعداد للصراع معها".
وأشار إلى أنّ "الاشتباكات التي اندلعت في البلدة استخدمت فيها الجهتان قاذفات محمولة على الكتف، ومدافع الهاون وأسلحة رشاشة متوسطة وخفيفة، وقنابل يدوية، فضلا عن الأسلحة الخفيفة، الأمر الذي تسبب باضطراب أمني، وتوقف جميع دوائرها ومدارسها، ما عطّل الحياة بها بشكل كامل"، مؤكدا أنّ "البلدة تحتاج إلى تدخل مباشر من قبل الحكومة المركزية، وفرض حالة الطوارئ فيها، بسبب ما تشهده من انفلات أمني مستمر انعكس سلبا على السلم المجتمعي فيها".
من جهته، حذّر الشيخ رشيد المجمعي من خطورة "جرّ عشائر المحافظة إلى توترات بسبب الخلافات بين المليشيات على المناصب".
وقال المجمعي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "العشائر في المحافظة هي الركيزة الأساسية لحفظ أمنها والحد من التوترات والمشاكل فيها، فمع ضعف سلطة الحكومة المحلية وعدم حياديتها لجأ الناس إلى العشائر لفض نزاعاتهم، واليوم نرى أنّ العشائر بدأت تجر إلى صراعات المليشيات، وهي صراعات سياسية من أجل مناصب حكومية، الأمر الذي ينذر بخطر كبير على مستقبل المحافظة".
وأكد أنّ "الحكومة المحلية تروّج في إعلامها أنّ الصراع في البلدة هو توتر عشائري، لتبعد الأنظار عمّا تسببه مليشياتها من مشاكل وفتن في المناطق"، داعيا العشائر لأن "تنأى بنفسها عن تلك الصراعات، وأن تلعب دور الإصلاح بدلا من تكون جزءا من صراعات خطيرة".
ودعا الحكومة المحلية إلى"التعامل بحيادية، من خلال فرض سلطة القانون على الجميع، وعدم تمييز جهة على حساب أخرى".
ويخشى أهالي بلدة أبي صيدا على حياتهم، كما يخافون على مستقبل أبنائهم الذين أجبروا على ترك المدارس التي تعطّلت بسب المعارك المستمرة في البلدة.
ودعا أبو محمد، وهو والد طالب في السادس الثانوي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، مديرية تربية ديالى إلى "توجيه مدارس القرى القريبة للبلدة والمدارس في المناطق التي نزح إليها أهالي البلدة، بقبول انضمام الطلاب الذين أجبروا على ترك المقاعد الدراسية في مدارسهم".
يشار إلى أن بلدة أبي صيدا لم تشهد استقرارا أمنيا منذ نحو عام كامل، إذ يقبع أهلها تحت سلطة المليشيات المتصارعة على المناصب.