شهدت الساعات القليلة الماضية تصعيداً يُنذر بمواجهات مسلحة في العاصمة اليمنية، صنعاء، إذ شنت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، أعنف هجوم ضد حليفها، الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وألمحت فيه لاستهدافه، ليعلن حزبه أنه على استعداد لجميع الخيارات، وتلى ذلك صدور بيان جديد للحوثيين، تراجعت فيه الجماعة عن التصعيد.
وكان الحوثيون، اتهموا في بيان، وُصف بأنه "إعلان حرب"، وصدر من الجناح المسلح للجماعة، المسمى "اللجان الشعبية"، اتهموا صالح بأنه ومن خلال وصفه لمسلحيهم بـ"المليشيا"، قام بـ"طعنة من الظهر".
وأبعد من ذلك، اعتبر البيان أن "ما قاله صالح تجاوز الخط الأحمر ما كان له أن يقع فيما وقع إلا لكونه (صالح) متربصاً شراً منخلعاً وهو المخلوع عن كل شيمة ومروءة وطنية ودين وأعراف وأسلاف متنكراً لنهر من الدماء المقدسة". كما قال إن "عليه (صالح) تحمل ما قال والبادئ أظلم".
ووجه الحوثيون تهديداً بالقول "نحن إذ نرقب من مواقعنا القتالية استنفار شعبنا اليمني الثائر العظيم تعزيزاً للجبهات فذلك محل إجلال وإعظام ودافع للإقدام والاقتحام".
وفي أول رد فعل، على هذا التصعيد، أعلن الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي، ياسر العواضي، أنهم "جاهزون لكل الخيارات" وأضاف في تغريدة على صفحته الشخصية بموقع "تويتر" أنه "لا أحد يهددنا التهديد والوعيد اليمني ما يقبله"، وأنه لن يذهب البلد أو صالح إلا "أصبحنا" رماداً.
وفي ظل، حالة التوتر التي طغت فيها توقعات الصدام المسلح، تراجع الحوثيون عن لهجة التصعيد، ببيان ثانٍ صدر عن رئيس ما يُسمى بـ"اللجنة الثورية العليا"، محمد علي الحوثي، خاطب فيه مسمى "اللجان الشعبية"، بأنه ولـ"كونها الدرع الواقي لهذا الوطن فإنني أدعوها إلى الترفع عن الأخذ بحقها".
وقال الحوثي في البيان الذي حصل "العربي الجديد"، على نسخة منه، إنه "لا يمكن أن نقبل بأن تنزلق البلاد في ظل هذه الظروف إلى أتون صراعات داخلية، فلدينا من الجبهات ما يجب أن ننشغل به ضد العدوان".
ومع ذلك، أكد الحوثي، بأنه وإلى جانب رئيس ما يُسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، صالح الصماد، سيعملون "وفق توجيهات قائد الثورة"، إشارة لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، وهو ما يعني أن رئيس المجلس الذي تألف باتفاق الطرفين، يتلقى توجيهات من زعيم الجماعة.
ودعا الحوثي "الإخوة في المؤتمر" (حزب صالح)، إلى الاعتذار عما بدر منهم، إشارة للتصريح الذي صدر عن صالح، بوصف مسلحي الجماعة بأنهم "مليشيا".
ويبدو أن الأزمة بين الحوثيين وصالح، وفقاً لهذه التطورات، باتت أقرب إلى مواجهة، على ضوء التصعيد غير المسبوق من خلال البيان الذي صدر الليلة الماضية، وإن كان البيان الأخير للحوثي فجر اليوم، تراجعت فيه الجماعة خطوة إلى الوراء.