"ليلة فلولية بامتياز"، هذا هو اختصار محتوى برامج التوك شو المصرية ليلة الثلاثاء الماضي. والنقاش هذه المرة كان حول الجدل الذي شغل المصريين شهوراً حول انتخابات البرلمان المرتقبة، وتقسيم الدوائر، وصراع كل القوى السياسية لتشكيل القوائم. وقبل كل ذلك محاولات السلطة تشكيل قائمة واحدة تضمن للسيسي خروج برلمان مساند له، وليس رقيبا عليه كما هو متعارف عليه في كل دول العالم.
خرج القيادي السابق في الحزب الوطني المنحل أحمد عز منذ أيام مصحوباً بلغط كبير، بعد منْع حواره على قناة "القاهرة والناس"، ومداخلته مع عمرو أديب على قناة "أوربت".
المقابلة التي أعلن فيها نيته الترشح لعضوية البرلمان، وفضح فيها تودد كل الأحزاب القائمة لأعضاء الوطني السابقين، ليتمم هذا الجدل بإطلالته على شاشة قناة "النهار" مع خالد صلاح. وكما كان متوقعاً، حاول خلال اللقاء تبييض صفحته بالاعتراف بأخطاء نظام مبارك، والتنصل منه، وادّعى انتماءه للنظام الحالي، وطالب بتحقيق مطالب ثورة يناير. وقال: "أنا لم أصنع نظام مبارك... وهذا النظام قائم منذ 60 عاماً، ولا يجب أن أتحمل مسؤولية فساد الـ60 عامًا الماضية وحدي".
الكاتب عمار علي حسن حاول أن يشفي غليل عدد من المشاهدين في مداخلة مع عز، هاجمه فيها بشدة، وقال له: "أنت كنت مسجوناً في فندق خمس نجوم وأموالك كلها نهب وفساد واحتكار". وبرز دور حسن في "فش خلق" المشاهدين في تعليق إحداهن: "د. عمار علي حسن فشّ لي غلّي من عز مع مقاطعة الأمنجي خالد صلاح، بس استريّحت مش بس لكلام عمار لكن لتعبير شوفته فعين عز الحرامي". بدوره انتقد عضو جبهة الضمير عمرو عبد الهادي ما كتبه حسن وقال: "عمار علي حسن اللي عامل برنامج عند رجال الأعمال الفلول، داخل عامل ثورجي وبيهاجم أحمد عز الفلول، يا أخي اختشي وروح المزبلة".
واكتمل المشهد الفلولي بظهور البرلماني السابق رجب حميدة، والمحسوب على رئيس البرلمان فتحي سرور، رغم صولاته للعب دور المعارض في عهد المخلوع. إلى جانب الراقصة سما المصري، والتي لعبت دوراً كبيراً في "الشرشحة" للإخوان إبان عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، والتي قُبلت أوراق ترشحها للبرلمان، ليعيش المشاهدون ومستخدمو مواقع التواصل ليلة من التخبط والجدل حول الأسباب الحقيقية لظهور رموز برلمان مبارك بشكل متزامن، قبيل أسابيع قليلة من انتخابات البرلمان.
التخبط الذي أصاب المشاهد بدا واضحاً على تفاعل الناشطين على مواقع التواصل، فالبعض استهجن بشدة ظهور وجوه البرلمان الذي كان سبباً رئيسياً في قيام ثورة يناير، والبعض الآخر حاول تحليل المشهد، إلى جانب السخرية التي لا تغيب أبداً في التفاعل مع كل القضايا.
البعض أرجع ظهور عز وحميدة وسما، إلى محاولة نظام السيسي إلهاء المشاهد عن القضايا المهمة، والصراع الحقيقي بينه وبين المعارضين، وصنع جدل على مواقع التواصل يغطي على تسريبات مكتب السيسي ووزير الداخلية وغيرها. فقال أحدهم: "السيسي بيشغل الشعب في عز وسما المصري وحميدة عشان يقلبها خناقة بينه وبين الفلول ونقعد نهري فيها وننسى الانقلاب والناس اللي ماتت والناس المعتقلة".
[اقرأ أيضاً: من إعلام "السيسي" لـ"دولة مبارك": عودوا إلى مقاعدكم!]
والبعض قفز في التحليل إلى مدى أبعد، وأرجعها لمحاولة النظام التنصل من انتخابات البرلمان، وخلق الذريعة الأخلاقية للتأجيل لأجل غير مسمى، ومحاولة صنع مزاج عام رافض لنتائج الانتخابات، بإلقاء الوجوه القديمة على شاشات الفضائيات، ما يوحي بفوزهم، والتي أوحت لهم برامج التوك شو والمداخلات المعدة مسبقاً بها لا محالة. فقال الصحافي محمد سامي: "من يدير البلد لا يريد إجراء الانتخابات في الوقت الحالي على الأقل، لذلك أراد أن يعرفنا إفراز الانتخابات المقبلة، في ليلة واحدة أحمد عز وسما المصري".
في حين كانت هناك شريحة واسعة من الناشطين المحسوبين على السيسي، تقوم بشكل متزامن يدعو للدهشة، بالهجوم على عز وحميدة والمصري، في محاولة منهم لبث روح انهزامية لدى المصريين، مفادها أنه لزاماً على السيسي ورجاله القبول بالأمر الواقع، والتصالح مع رجال مبارك لعجزه عن احتوائهم، فقال أحدهم: "من يظن أن أحمد عز مجرد نفر مخطئ.. فهو منظومة متكاملة.. سواء اترشح في البرلمان أو لا... المنظومة حاضرة مش بس في البرلمان بل في الحكم".
بعض الصحافيين والإعلاميين قاموا بتسريب كواليس الحوار، وادّعوا أن عز دفع ثمن حواره مع خالد صلاح نقداً مبلغ مليونين ونصف المليون جنيه، وهو مبلغ فارق في ظل الأزمة التي تمر بها كل الفضائيات المصرية، وانحسار الإعلانات عنها، وتأخر دفع رواتب العاملين بها لثلاثة أشهر. وذهب البعض لأبعد من ذلك، وادعوا أن عز قام بشراء قناة "النهار" من عمرو الكحكي ويقوم بتوظيفها لتلميع صورته وصورة رفاقه القدامى.
[اقرأ أيضاً:#ليليان_لازم_ترحل: مبتعرفش تطبّل!"]
الإعلامية الكويتية فجر السعيد، التي فرضت نفسها على الشأن المصري في الآونة الأخيرة، وكانت مصدراً لكل المواقع المصرية في نقل أخبار عمليات الجيش المصري في ليبيا، كانت حاضرة بقوة. وعلقت على الحوارين، فقالت عن عز: "أثق تماماً بأن أحمد عز اقتصادي من الدرجة الأولى، ولكن السياسة علم مختلف، بالذات إذا كان الدور المطلوب يحتاج مواجهة جماهير والاحتكاك بهم". وأضافت: "سهل استفزاز أحمد عز وإيقاعه بالغلط، فكما هو واضح لديه مخزون من الغضب جاهز للانفجار بأي لحظة، كان يفترض ألا يخرج في لقاء قبل أن يتجهز نفسياً".
وعن لقاء سما المصري قالت: "سما المصري على قناة "دريم 2" تقول الفن هو القوة الناعمة بالمجتمع! أموت وأعرف منو قالها هالكلام، تباً له وويحك". وعن رجب حميدة الذي يبدو أنها لا تعرفه قالت: "الشاب الظريف اللي مع سما المصري على دريم يطالبها بالتبري من الفن المبتذل قبل قرارها بالترشح للبرلمان، وبنفس الوقت سعيد بوجود خالد يوسف"، وأضافت: "الشباب في "دريم 2" يا ليت تشغلون للشاب الظريف اللي مع سما المصري مشاهد الفنانة حورية فرغلي في فيلم كلمني شكراً لـ خالد يوسف لنقارنها بفن سما".
ولم ينس الناشطون توجيه سهام تعليقاتهم تجاه مضيف عز خالد صلاح، الذي تحوم حوله الشبهات في علاقته بعز، والتطبيل له عبر برنامجه، وجريدة "اليوم السابع" التي يرأس تحريرها. فعلقت الصحافية ياسمين محفوظ: "من محمد إبراهيم سليمان للإخوان لـ"محمد بن سحيم القطري" لـ"أحمد عز".. حط خالد صلاح على أي حاجة ينور ويعرف يمثل"، وعلق عمرو حمدون: "خالد صلاح دا شغال مع كل الألوان، طبّل لجمال مبارك، وأيام الإخوان طبل ليهم وحاول يطْلع بسبوبة من أبو هشيمه، ودلوقتي مع عز".