إمّا أنّهم في حاجةٍ إلى هذا الكمّ من الكلمات الجميلة، أو إلى التعرّف على وجوههم الأخرى. لا هذا ولا ذاك. ربّما هي مجرّد رغبة في التسلية أو دعوة إلى تسلية جماعيّة. أضف اسمك إلى موقع صراحة على "فيسبوك" حتّى يصارحك الناس بـ "الحلو والمرّ" من دون أن تعرف أحداً منهم. من يكون هؤلاء الذين يحملون لك شيئاً أو أشياء، ولا يجرؤون على قولها لك مباشرة؟ وما هي الأمور التي لا تُقال؟ أو أنّها نميمة من طرف واحد. والنميمة "وشاية، ونقل حديث على وجه الإفساد والوقيعة بين الناس". والصراحة هي "التحدّث بوضوح وجلاَءٍ دون اِلتِواءٍ وَلا كَذب". وما يحدُث في صراحة هو وشاية صريحة. يشي كثيرون بما في قلوبهم بصراحة، ذلك المزيج بين أفعال الآخر وآراء صاحب القلب الملآن و"مشاكله النفسيّة". ويُستحسن وضعُها بين مزدوجتين حرصاً على مشاعر كثيرين ينكرون وجودها. وبتعريف أبسط، هي كلّ ما اختمر من طفولتنا ونضج.
صراحة أقرب إلى وشاية إذاً قد تُربك المتلقي، مهما ادّعى العكس. وعلى الأرجح، هو مهتمّ بكلّ هذه الآراء حتى قبل الدخول في هذه اللّعبة. أو أنّه مجرّد راغب في التسلية؟ ربّما. لكنّ كما يُقال إنّ المزاح يحمل بعضاً من الجدّ، فإنّ التسلية أيضاً تحمل بعضاً من الفضول. وهؤلاء الذين ينشرون ما يكتبه لهم الصريحون، يسعون إلى إثبات المكتوب أو إثبات العكس. امتنان لأصحاب الكلمات الجميلة، وسخرية من "الشتّامين". يكفي فقط مشاركة ما يُكتب على "فيسبوك"، حتّى يتولّى الأصدقاء مهمّة الدفاع ومعاملة المجهول بالمثل.
بصراحة، بدت الصراحة استرجاعاً لمراهقة، أو عيشاً لمراهقة متأخّرة أكثر منها وضوحاً وصدقاً. فالصادق لا يسعى إلى التخفّي لقول ما يرغب في قوله. وما يظنّه شخصٌ عن آخر ليس صراحةً بل هو ظنٌّ. بدت الصراحة أقرب إلى نميمة تكتب مباشرة من دون الحاجة إلى وسيط لإيصالها. نميمة مباشرة تصل إلى صاحبها قبل الآخرين، ويتولى بدوره نقلها إلى الآخرين.
يصعب الاتّفاق على الصراحة. ثمّ، هل يحقّ لجميع الناس مصارحتنا، وقول كلّ ما يمرّ في بالهم؟ بعضُ الصريحين يحتفظون في صراحتهم بشيء لأنفسهم. وآخرون، يقولون كلّ ما في بالهم للمعنيّين، وثمّ لا يحقّ لهؤلاء الانزعاج. هم ببساطة صريحون.
الصراحة وضوح. وضوح في ماذا ومع من؟ كثيرون منّا يعيشون أو يفكّرون من خلال الآخرين. بصراحة، ربّما من الأفضل التفكير مع الآخرين وليس من خلالهم، ويكفي أن نكون صريحين مع أنفسنا. أما آراؤنا الصريحة عن الآخرين، فهي هدرٌ للوقت، إلّا إذا كنّا من هواة النميمة، وهذه سمة شرقيّة.
اقــرأ أيضاً
صراحة أقرب إلى وشاية إذاً قد تُربك المتلقي، مهما ادّعى العكس. وعلى الأرجح، هو مهتمّ بكلّ هذه الآراء حتى قبل الدخول في هذه اللّعبة. أو أنّه مجرّد راغب في التسلية؟ ربّما. لكنّ كما يُقال إنّ المزاح يحمل بعضاً من الجدّ، فإنّ التسلية أيضاً تحمل بعضاً من الفضول. وهؤلاء الذين ينشرون ما يكتبه لهم الصريحون، يسعون إلى إثبات المكتوب أو إثبات العكس. امتنان لأصحاب الكلمات الجميلة، وسخرية من "الشتّامين". يكفي فقط مشاركة ما يُكتب على "فيسبوك"، حتّى يتولّى الأصدقاء مهمّة الدفاع ومعاملة المجهول بالمثل.
بصراحة، بدت الصراحة استرجاعاً لمراهقة، أو عيشاً لمراهقة متأخّرة أكثر منها وضوحاً وصدقاً. فالصادق لا يسعى إلى التخفّي لقول ما يرغب في قوله. وما يظنّه شخصٌ عن آخر ليس صراحةً بل هو ظنٌّ. بدت الصراحة أقرب إلى نميمة تكتب مباشرة من دون الحاجة إلى وسيط لإيصالها. نميمة مباشرة تصل إلى صاحبها قبل الآخرين، ويتولى بدوره نقلها إلى الآخرين.
يصعب الاتّفاق على الصراحة. ثمّ، هل يحقّ لجميع الناس مصارحتنا، وقول كلّ ما يمرّ في بالهم؟ بعضُ الصريحين يحتفظون في صراحتهم بشيء لأنفسهم. وآخرون، يقولون كلّ ما في بالهم للمعنيّين، وثمّ لا يحقّ لهؤلاء الانزعاج. هم ببساطة صريحون.
الصراحة وضوح. وضوح في ماذا ومع من؟ كثيرون منّا يعيشون أو يفكّرون من خلال الآخرين. بصراحة، ربّما من الأفضل التفكير مع الآخرين وليس من خلالهم، ويكفي أن نكون صريحين مع أنفسنا. أما آراؤنا الصريحة عن الآخرين، فهي هدرٌ للوقت، إلّا إذا كنّا من هواة النميمة، وهذه سمة شرقيّة.