صدر عالميا

17 مارس 2016
+ الخط -
همسات للشباب
(باريس: فيليب راي، 2016)

في منطقة "القوييان" التي تتبع رسميّا الجمهوريّة الفرنسيّة رغم بُعدها عنها آلاف الأميال، وعلى رقعة جغرافيّة تقع في "ما وراء البحار" على الحدود بين فنزويلا والبرازيل، ولدت كريستيان توبيرا سنة 1952، ونحتت لنفسها مسيرة حكمتها تلك العلاقة الملغزة بين الهامش والمركز. وبعد سنوات من النضال دافعت أثناءها عن حقّ سكان البلاد الأصليين في الاستقلال والانفصال عن فرنسا، وجدت نفسها تقترب شيئا فشيئا من النمط السياسيّ القائم وتنخرط فيه وتتدرّج ضمنه، إلى أن شغلت منصب وزيرة العدل فيما بين سنتَـيْ 2012-2016 من دون أن تتخلّى عبر مسيرتها تلك عن قناعاتها التي جعلت منها صوتا يغنّي في معظم الأحيان خارج السرب.
في كتابها هذا تواصل كريستيان توبيرا نهجها القديم، نهج الإيمان بالحريّة والمساواة في ظلّ قيم الجمهوريّة، فتتطرّق إلى قضايا الراهن الحارقة، من خلال استحضارها الوقائع الدامية التي هزّت فرنسا ليلة 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 ووصفِها لردود أفعال هرم السلطة على المجزرة التي كانت العاصمة باريس مسرحا لها.
ولعلّ أبرز ما يلفت الانتباه في هذا الكتاب أنّ كريستيان توبيرا لا تخاطب القرّاء بالمضامين التي تعوّد السياسيّون على استهلاكها، فهي تتوجّه إلى الشباب خاصّة مستعملة لغة إنسانويّة رفيعة تبعث في النفوس الأمل وتستلهم الحسّ الجمهوري المشترك، بعيدا عن منطق الوعظ والإرشاد، وعن دعاوى الحقد والثأر والضغينة.

لماذا فشلت الديمقراطية في إسبانيا؟
(مدريد: لوس ترافيكانتس دي سوينيو، 2015)

يطرح الاجتماعيّ والمؤرّخ الإسباني إيمانويل رودريغز لوبيز، في هذا الكتاب، اختباراً تأويلياً مختلفاً عمّا راج في الكتب والصحافة منذ موت الديكتاتور الإسباني فرانكو. فالتغيير السياسيّ الحاصل في إسبانيا يُفسرعلى أنّه رد على أزمات كبيرة (اقتصادية، سياسية، اجتماعية)، وهذا يكشف الغطاء عن التناقض الكبير الذي حشد قوة شعبية في نهاية حياة الديكتاتوريّة المتمثلة في فرانكو. حيث نجد في هذا الكتاب، أن جوهر الشرح المفروض تقديمه يعود إلى بطولة النضالات العُماليّة الّتي خرجت من المصانع؛ الحركات المحليّة، والتيارات الاجتماعيّة الحديثة، بشكلٍ عام، وهي مَوجة التغيير الديمقراطيّ التي شهدتها إسبانيا في تلك السنوات. أما مشكلة التحوّل الديمقراطيّ كانت في إدخال تلك الحركات والتيارات في حالة سكون، من النشاط والانفجار إلى جثة هامدة، وكل ذلك تم على أيدي السلطة اليساريّة والإصلاحية اليمينيّة. والنتيجة النهائية كانت في إنتاج نظام جديد بختم الديمقراطية الليبرالية، حيث تمّ إعادة إنتاج مصالح وأوليغارشيات جديدة، وبذلك يكون فشلت الديمقراطيّة الإسبانية متمثلة بشكل أو بآخر في عملية التحوّل التي طرأت على إسبانيا، بعد ثورة تحولت إلى حرب أهلية وتسلط الحكم الديكتاتوري الذي دامَ 36 عاماً.

حنث العهود: توني بلير مأساة القوة
(لندن: فابر أند فابر، 2016)

عندما أصبح توني بلير رئيس الوزراء في مايو/أيار 1997، كان أصغر شخص يتولى هذا المنصب منذ 1812. وبما أن نسبة شعبيته بلغت في وقت من الأوقات 93 في المائة، استطاع أن يصبح قائد حزب العمال الأطول الذي يشغل منصب رئيس الوزراء. في الحملة الانتخابية الأولى، وعد بلير بأن "حزب العمال الجديد" سيعمل على تحديث بريطانيا وتخليصها من الفساد، ومن المصالح الخاصة والسرية الحكومية. وتعهد أن يعطي الأولوية لتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص للجميع. إذن ما الخطأ الذي حدث؟ كان غزو العراق مثيرا للجدل بشكل خاص، وأطلق العنان لغضب الجمهور ضد حكومة متهمة بعدم انفتاحها ونزاهتها في ما يخص الحرب في العراق وأفغانستان. حيث أثارت ملفات المستشار الإعلامي اليستر كامبل "المراوغة" بشأن أسلحة الدمار الشامل غضب الشارع، ولكن هل كان موقف حزب العمال مختلفا؟ وما هي الحقيقة وراء ادعاءات بلير لإعادة بناء المدارس في بريطانيا والمستشفيات وخدمات الرعاية؟ وكيف يمكن أن يكون نفس الرجل الذي خاطر بحكومته لتدمير سلوبودان ميلوسيفيتش وصدام حسين، هو ذاته الذي حصد الملايين من الجنيهات من خدمة الطغاة بعد استقالته من منصبه؟ يشرح ذلك المؤلف توم باور في كتابه هذا، ويكشفت عن القصة الكاملة، متتبعا درب بلير منذ استقالته، مرورا بآسيا والشرق الأوسط وأميركا، حيث تمكن من بناء إمبراطورية تجارية غير عادية وتقديم المشورة لكبار رجال الأعمال والطغاة.

المساهمون