صدر عالمياً

12 ابريل 2016
+ الخط -
الأفق مَـقْـلـوبًا
(باريس: روبار لافون- فرميليو، 2016)

ضمن نسيج سردي يستعير بعضا من أدوات أدب الخيال العلمي بدون أن يتقيّد بها، تضع رواية "الأفق مقـلوباً" على مسرح الأحداث كلاّ من الطالبة "هوب" والطالبين "جوش" و"ليك". ثلاث شخصيات تمايزت تفاصيل سياقاتها الأسرية وخصوصيّات أصولها الاجتماعية، ولكنّ الدراسات العلمية في الجامعة وحّدت بينها وجعلتها تشترك في حلم هو أقرب إلى الجنون: حلم صياغة خريطة لا تكتفي بفكّ شفرة الوصلات العصبيّة في الدماغ، بل تحاول ترجمتها إلى محتوى معلوماتيّ رقميّ قابل للحفظ والخزن والنقل والتصرّف والتوجيه.
في مستوى أوّل من مستويات الرواية، يستدرج المؤلف مارك ليفي قرّاءه إلى عالم يبدو منفتحا على المستقبل، عالم تؤثثه مخابر الدراسات العصبيّة ومعادلات العلوم الصحيحة ولغات المعلوماتية المغرقة في التخصّص؛ ولكنّه لا يلبث أن يوقع بهم في هوّة سحيقة من الأسئلة الضاربة في القدم، تلك التي رافقت الفكر الإنساني منذ بواكيره الأسطوريّة، ونعني بذلك أسئلة الكينونة والوعي والذاكرة والمشاعر والحياة والحبّ والموت.
في الظاهر، يبدو هذا الارتداد من أفق المستقبل إلى دَرَك الماضي وليد الحدث الأبرز الذي هزّ مسار الرواية وغيّر مجراها بعدما علمت الطالبة "هوب" أنّها مصابة بورم خبيث سيجعل أيّامها معدودة. ولكنّ هذا الحدث -رغم قسوته ودراميّته- سيكون أفضل سبيل يدعو من خلاله مارك ليفي قرّاءه إلى إعادة التفكير في الحياة ومزيد التعلّق بها والاحتفاء بها.

دور السياسة الشعبية في صنع الشرق الأوسط الحديث
(كامبريدج: مطبوعات جامعة كامبريدج، 2016)

موجات الاحتجاج التي أشعل فتيلها محمد البوعزيزي في تونس في أواخر عام 2010، أبرزت لجمهور دولي أهمية السياسة المثيرة للجدل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وعلى هذا، يقدم المؤلف جون تشالكرافت، الأستاذ المساعد في قسم الحاكمية التابع لكلية لندن للاقتصاد، في كتابه "دور السياسة الشعبية في صنع الشرق الأوسط الحديث"، الأسس للاحتجاجات الشعبية التي تؤكد التاريخ الثوري الحديث للمنطقة العربية بأسرها. يتحدى الكاتب وجهات النظر المختلفة حول الحياة السياسية في الشرق الأوسط، ويبحث في كيفية أن العوام، والموضوعات والمواطنين قد حشدوا منذ فترة طويلة في مواجهة السلطات.

يتناول المؤلف أمثلة من مجموعة واسعة من الحركات الاحتجاجية ابتداءً من المغرب إلى إيران، في سرد جديد للتغييرات التي طرأت مع مرور الوقت، ومحاولة لخلق إطار مقارن بالفعل ومتجذّر في ديناميات الهيمنة. يتناول الكاتب أيضا الحركات تحت حكم العثمانيين، التي تحدّت الفساد والقمع تحت رايات الدين والعدالة والحقوق والعرف وحتى الربيع العربي. الكتاب غني في مناقشته تأثير الحركات الدستورية والصراعات المسلحة والقومية والاستقلال والثورة والإسلاميين.

خط سيئ
(برشلونة: آناغراما، 2016)

كاتبة هذه المَجموعة القصصيّة سارة ميسا تُمسِكُ بالقلم بشكلٍ سيّئ عندما تكتب، وقد اعتادت على ذلك منذ أن كانت طِفلة، ولذلك بدأ بعض أساتذتها بتعليمها كيفية إمساك القلم، لكن انعدام قدرتها على تعلم ذلك، برزَت له عدة نتائج، أوّلها، التساؤل هل من المُمكن أن يكون الخطُّ جميلاً إن كانَ القلم معوجاً؟ لحسن الحظ، أكمَلَت سارة العمل على كتابات صعبة المراس، تكتبُ وتؤسطر ما تريد، وهذا واضح في عملها "خط سيئ". أبطال المؤلفة هنا يواجهون ظروفاً مُختلفة تحفر عميقاً، كما تُغيّرهم قليلاً وكثيراً، أطفال ضائعون في الغابة وفي المدائن الكبيرة، يناورون الموت ويلاعبونه حتّى ينتحر أحدهم، رجالٌ نادمون، أولئك هم أبطال قصص سارة، الذين يأتون من خلال كتاباتها المكشوفة والباردة، والتي تزخر بالقوّة، وكما ورد على لسان الإسباني رافائيل تشيبرس عن هذه المجموعة القصصيّة تحديداً: هيَ إحدى أهمّ أنواع السّرد البانورامي الإسبانيّ في واقع السّرد الّذي نعيشه. تجربة شخصيّة مع قصّة القلم الطفولي هي ما أضرَمَت وصنَعَت هذهِ المجموعة القصصيّة الصّلبة والمتماسكة، مع العديد من الأصوات الغريبة المُقدّمة في وعاءٍ خام من أسلوبها المُتفرّد القادر على إرباك قارئها دون أيّ حِيَل غامضة.

المساهمون