أشار الخبير في العلاقات الدولية، فلاديمير فرولوف، إلى أن كثافة أعمال القتال في سورية تتصاعد إلى مستوى جديد من الخطورة بعد كل مرة يعلن فيها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن إنهاء العملية العسكرية وتقليص القوات الروسية، في إشارة إلى إعلان بوتين خلال زيارته قاعدة حميميم في نهاية العام الماضي عن سحب الجزء الأكبر من القوات، مرجحاً علم موسكو بالضربات الإسرائيلية الأخيرة على سورية.
واعتبر فرولوف، في مقالٍ بعنوان "نفس اللاعبين وإسرائيل: موجة جديدة من التصعيد في سورية" نُشر بصحيفة "ريبابليك" الإلكترونية اليوم الثلاثاء، أن إيران باتت تخلق عدداً متزايداً من المشكلات للعلاقات بين روسيا وإسرائيل، التي حددت بضعة خطوط حمر تجاه طهران، مثل "عدم إقامة قواعد عسكرية في سورية، وعدم اقتراب المليشيات الموالية لإيران من الحدود الإسرائيلية إلى مسافة متفق عليها مع روسيا، وعدم تزويد "حزب الله" بالأسلحة الثقيلة، وعدم إقامة منشآت في سورية لإنتاج مثل هذه الأسلحة، أي صواريخ قريبة المدى".
وأوضح أن "تجاوز إيران هذه الخطوط الحمر أدى إلى أكبر ضربة عسكرية إسرائيلية في سورية منذ عام 1982"، مرجحاً في الوقت نفسه أن "إسرائيل ما كان لها أن تنفذ مثل هذه الضربة دون إخطار العسكريين الروس، في ظل السيطرة الروسية على الأجواء السورية"، ومذكراً بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سارع إلى إجراء اتصال هاتفي مع بوتين للتأكيد على انفتاح كافة قنوات الاتصال و"طلب منع إيران من أعمالها المعادية لإسرائيل".
ومع ذلك، يوضح الخبير الروسي أن بوتين لا يستطيع أن يضمن ذلك في ظل "استحالة الإبقاء على سيطرة دمشق على الأراضي خارج العاصمة السورية ومحافظة اللاذقية، من دون القوات البرية الإيرانية"، مضيفاً أنه "لا يبقى أمام موسكو خيار سوى السماح لإسرائيل بتصفية الحسابات مع إيران في الأجواء السورية، طالما لا تسعى لإسقاط النظام السوري أو إبعاد روسيا عن سورية".
وخلص إلى أنه "سيصعب على موسكو التزام الحياد في حال اندلاع حرب كبرى بين إسرائيل من جانب، وإيران و"حزب الله" من جانب آخر"، وأن ما يثير قلقاً أكبر هو "احتمال الصدام مع الولايات المتحدة، خاصة وأن تسريبات إعلامية تؤكد مقتل بضعة عناصر من شركة "فاغنر" العسكرية غير المسجلة رسمياً جراء غارة للتحالف الدولي".
يُذكر أنَّ رد الفعل الروسي على الضربة الإسرائيلية على سورية كان "منضبطاً جداً"، إذ اكتفت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أصدرته السبت الماضي، بالتحذير من خطورة زيادة التوتر في مناطق خفض التصعيد، ودعوة كافة الأطراف إلى ضبط النفس.