صحيفة إسرائيلية تلمح لمسؤولية الموساد عن اغتيال جنرال روسي

17 مارس 2018
الموساد حصل على معلومات حول أنشطة الجنرال بسورية(Getty)
+ الخط -
ألمحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية إلى أن جهاز الموساد (المؤسسة المركزية للاستخبارات والأمن في إسرائيل)، ربما قام بتصفية أحد قادة برنامج السلاح الكيميائي الروسي عام 2002، بسبب دوره في مساعدة سورية في إنتاج هذا السلاح.

وكشف موقع الصحيفة مساء أمس النقاب عن أن الجنرال إنتولي كونتسبتش، الذي كان يقف على رأس مشروع "هونفيتسوك" النسخة الأكثر فتكا من غاز الأعصاب كان على مدى سنين طويلة تحت مراقبة جهاز الموساد، بسبب دوره في تزويد سورية بمعلومات حول كيفية إنتاج السلاح الكيميائي.

 وأشارت الصحيفة إلى أن غاز "هونفيتسوك"، هو الذي تم استخدامه في تسميم العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال وابنته في لندن مؤخرا. وحسب التقرير الذي أعده معلق الصحيفة للشؤون الاستخبارية رونين بريغمان، الذي أصدر مؤخرا كتابا حول عمليات الاغتيال التي نفذها الموساد، فإن كونتسبيتش قام منذ العام 1995 بتقديم مساعدات فنية وعلمية للنظام السوري لإنتاج السلاح الكيميائي، منوها إلى أن التعاون كان على أساس شخصي ولم يكن بناء على تفاهم بين حكومتي دمشق وموسكو.

وأشارت يديعوت إلى أن كونتسبيتش توفي في ظروف غامضة أثناء إقلاعه في طائرة من مدينة حلب إلى موسكو، مشددة على أن الاستخبارات السورية كانت في حينه على يقين بأن الموساد تمكن من الوصول إلى كونتسبيتش وتسميمه.

ولفت بريغمان إلى أن جهاز الموساد حصل على معلومات في أواخر التسعينيات حول أنشطة كونتسبيتش في سورية، حيث أصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت إيهود براك تعليمات للموساد بأن يحيط الروس بخطورة الأعمال التي ينفذها كونتسبيتش.

وأشار بريغمان إلى أن الضابط السابق في الموساد مايكل روس كشف في كتابه "المتطوع" عن بداية التحرك الإسرائيلي الهادف لوقف أنشطة كونتسبيتش في سورية، حيث تم تكليفه بتقمص شخصية مخرج أفلام وثائقية ليتصل بموظفين كبار في الكرملين وإبلاغهم بأن لديه معلومات تفيد بأن كونتسبيتش يقوم ببيع سلاح كيميائي لسورية، وذلك بهدف دفع الروس لوقف أنشطته هناك، منوها إلى أن هذا التحرك لم يؤت أكله.

وذكرت الصحيفة أنه في أعقاب تفكك الاتحاد السوفياتي عين الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسين كونتسبيتش كمساعد له وكلفه بالإشراف على تفكيك السلاح الكيميائي، منوها إلى أنه على الرغم من الالتزام الروسي للولايات المتحدة بالتخلص من مخزونها من السلاح الكيميائي، فقد تبين فيما بعد أن الروس ظلوا يحتفظون بمعظم ترسانتهم من السلاح الكيميائي.

ونوه بريغمان إلى أن كونتسبيتش، الذي كان في الأساس عالما في مجال الفيزياء والكيمياء العضوية كان يعد من أشهر المختصين في مجال السلاح الكيميائي في الاتحاد السوفياتي.
دلالات