تجاهلت صحف سودانية صادرة اليوم الأحد، الإشارة إلى حالة العصيان المدني التي دعا لها ناشطون لثلاثة أيام رداً على الإجراءات الاقتصادية للحكومة. بينما عمدت أخرى إلى إبراز تصريحات الحكومة المقلّلة من الخطوة، مع تحاشي الإشارة إلى التوقيفات حتى لا تعمد نحو توسيع رقعة انتشارها. في وقت حرصت صحيفتان تحسبان على المعارضة على إبراز العصيان بالمانشيت العريض.
ونفذ سودانيون، اليوم الأحد، عصياناً مدنياً، حيث أحجموا عن الذهاب إلى العمل والاعتكاف داخل المنزل. بينما أغلقت عدد من المحال التجارية والصيدليات والمطاعم أبوابها، وعمدت بعض المدارس الخاصة لإعلان اليوم إجازةً لطلابها، وتحاشى أهل بعض التلاميذ إرسالهم للمدارس إما تضماناً أو تخوفاً من إفرازات الخطوة.
وعمدت صحيفتا "الأيام" و"الجريدة" إلى إبراز خبر العصيان المدني بالمانشيت الأحمر على صدر صفحتيهما الأوليين. الأمر الذي قاد صحافيين للتكهن بمصادرة الصحيفتين غدًا الاثنين كإجراء عقابي، كما درج الأمن على فعله.
وتجاهلت صحف أخرى إبراز كل ما له علاقة بالعصيان بما فيه ردّ الحكومة، بينما حرصت أخرى على إبراز الرأي الحكومي المقلل من الخطوة وتأكيداتها على عدم استجابة الشارع للدعوة.
ووفقاً لمصادر صحافية، فإنّ الصحف التي تحاشت التطرق لخبر العصيان عمدت للخطوة بتقديرات شخصية، خوفاً من أن تطاولها أذرع الأمن العقابية، خصوصاً أنّ بعضها قد تعرض لمضايقات خلال الفترة الماضية.