صحف إسرائيلية: يعالون أحبط خطة إسرائيلية لضرب إيران

21 مارس 2014
وزير الأمن الاسرائيلي موشيه يعلون (Getty)
+ الخط -
 

أثارت التصريحات الأخيرة لوزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعالون، حول موقفه من مسألة توجيه ضربة عسكرية لإيران ومنشآتها الذرية، تساؤلات في الصحف الاسرائيلية، ولدى محللي الشؤون الحزبية، ولا سيّما في ما يتعلق بالأسباب الحقيقية لتصريحاته. وتساءل المحللون عما اذا كانت ناجمة عن تغيير قناعات يعالون نفسه بخصوص الملف الإيراني، أم لأسباب سياسية حزبية داخلية، مثل سعيه إلى ترويج نفسه خليفة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وبرزت، هذا الأسبوع، تصريحات يعالون، بشأن احتمال اضطرار إسرائيل إلى توجيه ضربة لإيران، في إثر "دخول الأميركيين مفاوضات مع إيران كانت كالبازار الفارسي"، في إشارة إلى المساومة، التي اعتبر يعالون، أن الإيرانيين كانوا أفضل فيها من الأميركيين.

وكانت صحيفة "هآرتس" قد نقلت، الأربعاء الماضي، حديثاً لنائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، أدلى به قبل ثلاثة أسابيع، أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وقال فيه إن نتنياهو ويعالون، أوعزا للجيش الإسرائيلي بمواصلة الاستعدادات للقيام بعملية عسكرية ضد إيران هذا العام.

واعتبر المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، شالوم يروشالمي، اليوم الجمعة، أن تصريحات يعالون الجديدة، غير مقنعة، وتلقي بظلال الشك على مواقفه السابقة.

وأوضح يروشالمي أن وزير الأمن الإسرائيلي، وبمؤازرة أعضاء آخرين في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، كان في عام 2009، صاحب الكلمة الفصل التي أدت إلى إحباط خطة عسكرية "مُحكمة" وذكية، وضعها وزير الأمن السابق، إيهود باراك، لضرب المنشآت النووية الإيرانية، قبل أن تصل إيران إلى ما أسماه باراك، في تلك الفترة، "مجال المناعة"، أو نقطة  اللاعودة.

وبحسب يروشالمي، كانت إسرائيل على أهبة الاستعداد لإعطاء الإشارة لأجهزتها كافة بالتحضير لساعة الصفر. لكن يعالون كان الشخص الذي أوقف ذلك. ومضى يروشالمي يقول: "أما اليوم فيبدو أن يعالون قد غيّر رأيه كلياً، مبرراً ذلك بالقول: "اعتقدنا أن على الولايات المتحدة قيادة المعركة ضد إيران، لكنها دخلت مرحلة المفاوضات في البازار الفارسي، إذ كان الإيرانيون أكثر براعة من الأميركيين". وأكد يعلون أن "هذا يدفع بإسرائيل إلى العمل انطلاقاً من قاعدة "ما حك جلدك مثل ظفرك".

وبحسب يروشالمي، فإن يعالون، الذي كان وزيراً للشؤون الاستراتيجية في خريف 2009، تمكن مع أعضاء المجلس المصغر، بني بيغن، وإيلي يشاي، ودان مريدور، من إسقاط الاقتراح ومنع القيام بالعملية التي أعدها باراك. وهي عملية كانت، بحسب يروشالمي، "دقيقة، ومفاجئة، ومبدعة، على غرار الخطط التي يعرف باراك بوضعها، وكلفت مئات ملايين الدولارات، والتي لم تأت بالضرورة من ميزانية أمن دولة إسرائيل".

ويعيد يروشالمي، معارضة يعالون، آنذاك، إلى أسباب ودوافع سياسية شخصية، لأن الرجل اعتقد طيلة الوقت، أن باراك "سرق" منه حقيبة الأمن، وليس لسبب آخر.

وينقل يروشالمي عن مصادر أمنية ندمها الشديد وحسرتها لعدم تنفيذ الهجوم آنذاك "لأنه مثّل خياراً واقعياً. وكانت له القدرة على تغيير وجه المنطقة كلها، من خلال تلقي إيران ضربة قوية، ربما كانت ستؤدي إلى انقلاب على الحكم وإسقاط النظام الإيراني".

 

 

المساهمون