صحة طفلك تبدأ من غذائه

22 أكتوبر 2014
هناك أمور يجب تجنبها في تغذية الأطفال (Getty)
+ الخط -

مرحلة الطفولة من أهم المراحل العمرية في حياة الإنسان، لذا يجب الاهتمام بها، وبصفة خاصة من ناحية التغذية، حيث إن للأطفال صفات مميّزة يختلفون فيها عن الكبار.. منها أن احتياجاتهم الغذائية أكثر من احتياجات الشخص البالغ، لأنهم يحتاجون للمزيد من الطاقة والبروتين لبناء أنسجتهم، وليس فقط للمحافظة عليها؛ وكذلك تختلف الوظائف الفسيولوجية لأعضاء جسم الطفل عنها لدى الشخص البالغ.

وأكدت العديد من الدراسات على ضرورة أن تكون تغذية الأطفال تغذية متوازنة، وفيها جميع العناصر الغذائية الأساسية، مع الاهتمام بالعناصر المسؤولة عن النمو والنشاط العقلي والجسماني والذي يمدَ الجسم بطاقة مستمرة من الغذاء على مدار اليوم.

تغذية الأطفال
والغذاء الصحي هو الذي يوفر للجسم العناصر المختلفة (كربوهيدرات وبروتينات ودهون وفيتامينات وأملاح معدنية والماء) التي يحتاجها، وسوء التغذية عند الأطفال ينتج من قلة التغذية (كمية أو نوعية)، يكون له تأثير ضار على النمو الجسدي وعلى التطور العقلي والمعرفي، فقد أثبتت الدراسات أن سوء التغذية عند الأطفال يصاحبه صعوبات التعلم وعدم التركيز وانخفاض التحصيل الدراسي وتأخر النمو وتأخر النضج الجنسي.
كما أن التوازن ضروري، لأن زيادة كميّات التغذية، خاصة عناصر الطاقة، تؤدي لزيادة وزن الطفل والسمنة، وهي ضارة بصحة الطفل ويصحبها أمراض عدة تظهر في الرشد مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين.

ويتم استجلاب الطاقة من الدهون والنشويات، حيث إن الاحتياجات السعرية لهذه المرحلة من 100 ـ 80 سعرة حرارية لكل كلج من وزن الطفل، وكلما زاد عمر الطفل وبناء الجسم، فإنه يحتاج إلى البروتينات، ويفضّل في هذه المرحلة التنوّع في مصادر البروتين، بين حيوانية (كاللحوم والدواجن والأسماك)، وأخرى نباتية (كالبقوليات)، مع العلم بأن احتياجات الطفل من البروتين تقدّر بواحد جرام لكل كلج من الوزن.

كذلك يراعى احتواء الغذاء على الفيتامينات مثل فيتامين (أ - ج - د - ب المركّب) والمعادن، مثل الحديد والكالسيوم والزنك واليود. الغذاء والدراسة ونظراً لطبيعة هذه المرحلة العمرية حيث تأخذ العملية الدراسية جزءاً كبيراً من يوم الطفل، فهناك أغذية قد تساعد على زيادة ذكاء الطفل، مثل زبدة الفستق، لاحتوائها على الدهون، فهي تساعد على النمو الذهني، واللبن كامل الدسم، إذ يحتوي على أحماض دهنية وكوليسترول وهو ضروري لبناء وتنشيط الخلايا العصبية، والبيض، لاحتوائه على الكوليسترول، ومادة الكولين التي تساعد في تنشيط الذاكرة، والأسماك، خاصة سمك التونة، لغناها بالأحماض الأمينية الضرورية لسلامة الجسم والعقل، واللحوم الحمراء، لاحتوائها على فيتامين ب 12 الضروري للنشاط الذهني.


الغذاء الصحي هو الذي يوفر للجسم العناصر المختلفة التي يحتاجها 


توازن الوجبات
وعلى الأسرة توفير الاحتياجات الغذائية للطفل خلال الوجبات الرئيسية الثلاث، بالإضافة إلى وجبة صغيرة خفيفة لسد احتياجاته اليومية من المغذيات المختلفة، مع مراعاة التنوّع في تلك الوجبات من يوم لآخر، تبعاً لتقبّل الطفل وأنواع الطعام التي يحبها، وكذلك حسب الإمكانيات والأنواع المتاحة في الأسواق:

* وجبة الإفطار: يفضّل أن تحتوي على الخبز وكوب من اللبن والعسل أو المربى أو الحلاوة الطحينية، والجبن والبيض والفول، مع قليل من الدهون النباتية، مثل زيت الذرة أو الزيتون، ويضاف إلى ذلك عصير فواكه طازجة.

*  وجبة الغداء: يجب أن تحتوي على خضار مطبوخة وقطعة لحم أو دجاج أو سمك، وكذلك الأرز أو البطاطس أو المعكرونة، وسلطة خضار، بالإضافة للفاكهة فى صورة ثمرات أو عصير طازج

*  وجبة العشاء: يجب أن تحتوي على مجموعة من العناصر، وبشكل متنوّع من يوم لآخر، جبن أو لبن، مربيات أو عسل، زبدة، كبدة أو تونة.

* الوجبات الخفيفة يمكن أن تكون بسكويتاً أو قطعة حلوى صغيرة أو حبة فاكهة أو عصيراً.

10 نصائح
هناك نصائح غذائية يتوجب على الأسرة مع الأطفال من أهمها:
* الاهتمام بوجبة الإفطار، لأنها تمدّ الطفل بما يعادل ثلث احتياجاته اليومية من الطاقة، وبذلك تزيد من قدرته على التحصيل الدراسي والتركيز والإبداع، وتعويض أي نقص في عناصرها من خلال الوجبة المدرسية.
* الاهتمام بتناول اللبن مع وجبة الإفطار يوميا.
* تناول الخبز الأسمر، لأنه يمدّ الطفل ببعض الفيتامينات والألياف والطاقة.
* تناول العناصر الغذائية المعززة لكفاءة آلية الجهاز المناعي، والتي يمكنها تشكيل حائط صدّ دفاعي لمكافحة العدوى والإصابة بالإنفلونزا ونزلات البرد، وخاصة في فترات الدراسة، وأيام الشتاء، ومنها الأغذية الغنية بفيتامين "ج" والمتوفر في كل من البرتقال والجريب فروت والفراولة واليوسفي، والأغذية الغنية بفيتامين "أ" والمتوفر في كل من البطاطا الحلوة والجزر واللفت والسبانخ.
* التنوع في الأغذية، وعدم التركيز على نوع معين.
* شرب الماء بكثرة، لتقليل أثر الملوثات التي قد تكون موجودة في الغذاء، وكذلك المساعدة في عملية الهضم.
* تناول الأسماك مرّة شهريًا على الأقل، لاحتوائها على عنصر اليود الضروري للنمو الطبيعي في الأطفال، وكذلك تنظيم عملية الاحتراق الداخلي بالجسم، والذي يقوم به هرمون الغدة الدرقية.
* تناول الفاكهة والخضروات الطازجة، وذلك بعد غسلها جيدا، فهي المصدر الجيد للفيتامينات والأملاح المعدنية والطاقة والألياف الطبيعية والسوائل التي تجنب حالات الإمساك.
* توجيه الطفل لمضغ الطعام جيدا وعدم الأكل بسرعة لتسهيل عملية الهضم.
* غسل الأسنان والفم بعد الأكل، واستخدام فرشاة الأسنان قبل النوم، وتقليم الأظافر باستمرار.

يجب الاهتمام بالوجبة المدرسية


6 محاذير

كذلك، فإن هناك أموراً يجب تجنبها في تغذية الأطفال، وهي:
* عدم الإكثار من تناول المشروبات الغازية، لأنها تسبّب هشاشة العظام، كما أنها تحتوي على سعرات حرارية عالية قد تزيد على احتياجات الطفل، فتتسبب في السمنة وما يتبعها من مخاطر.
* عدم الإكثار من الحلويات، لأن معظمها يحتوي على كربوهيدرات ودهون فتكون غنية بالطاقة، مما يؤدي لارتفاع نسبة السكر في الدم، والذي يؤدي للشعور بعدم الرغبة في تناول الوجبات الغذائية، كذلك تساعد الحلويات في تسوّس الأسنان.
* تجنب تناول المشروبات والأغذية المصنعة والغنية بالمواد الحافظة والألوان والروائح الصناعية، وهي تسبب عسر الهضم، كما أن تراكم هذه العناصر داخل الجسم يسبب الأمراض السرطانية.
* عدم الإفراط في الأكل بين الوجبات الرئيسية، فيجب أن تكون وجبات خفيفة ذات قيمة غذائية عالية.
* الإقلال من المشروبات التي تعيق امتصاص الحديد، مثل الشاي، لتجنب الإصابة بفقر الدم والمعروف بالأنيميا.
* عدم شراء الأطعمة مجهولة المصدر أو من الباعة الجوالين، لتجنب الإصابة بالنزلات المعوية.

ولا ننسى الدور المجتمعي والرسمي في ترسيخ ثقافة الغذاء الصحي، من خلال المناهج الدراسية والحملات التوعوية والإعلامية، لنشر الوعي الغذائي بين أفراد المجتمع، وأيضا وضع القوانين والتشريعات التي تضمن صحة وسلامة المنتجات الغذائية المتداولة في الأسواق.

دلالات
المساهمون