يحاول شباب قرية إقرث الفلسطينية المحتلة، أن يعيدوا إحياء تراث قريتهم المهجّرة. ويتركز عمل الشباب على صناعة صابون الزيت، وتغليفه بورق يحمل اسم القرية.
والشباب، الذين يبلغ عددهم 12 شخصاً، هم من الذين أعلنوا في أغسطس/ آب 2012 عن عودتهم الى قرية إقرث المهجرة في الجليل الأعلى التي تبعد كيلومترات قليلة عن الحدود اللبنانية. وهم من أبناء الجيل الثالث للنكبة الذين يرابطون في كنيسة السيدة للروم الكاثوليك، وهو المبنى الوحيد في القرية، بين المستوطنات الإسرائيلية.
وكان مهجرو البلدة يزورون الكنيسة مرة كلّ نهاية شهر، لإقامة الصلاة فيها. وتحولت الكنيسة إلى مسكن للشباب العائدين. فهم ينامون هناك، ويطبخون، ويأكلون، وينطلقون منها إلى أعمالهم اليومية، ومدارسهم. ومن خلال عيشهم هناك، صمّم الشباب على إعادة وسائل حياة القرية ما قبل تهجير سكانها. فالتراث قائم على الفلاحة والصناعات القديمة. ولجأوا إلى جداتهم، من بنات الجيل الأول للنكبة، في سبيل ذلك.
بدأ أهل القرية عام 1995 إقامة مخيمهم الصيفي، ليتحوّل بعدها إلى طقس سنوي يجمع كل أحفاد مهجري إقرث لمدة أسبوع كامل. ويتم خلاله التعرف على تاريخ القرية، وبيوتها المهجرة، وحكايات الأجداد، وأيام أمجاد البلدة. وفي المشروع الحالي للشباب، تقوم يسرى الأشقر (أم نعمة)، بصب صابون الزيت، وتعليمهم طرق صناعتها.
من جهته، يقول جريس خياط (27 عاماً)، وهو من الشباب العائد الى القرية من بلدة ترشيحا: "الكنيسة مأوى العودة على مدى تاريخ النضال، إن كان بالنوم أو بالصلاة. ونحن دائماً مصممون على إعادة إنتاج أي غرض كان قد صنع في إقرث، كما نحب أن نعرف أكثر عن كلّ ما له علاقة بحياتنا القروية". ويضيف أنّ "أهالي إقرث يصنعون حتى اليوم صابون الزيت، وزيت الغار، ودبس الخروب، أينما كانوا يعيشون. وفكرتنا هي أن نحاول الاقتراب، ولو 5 بالمئة، مما كان عليه الوضع في السابق". ويتابع خياط: "أجدادنا كانوا يعيشون حياة أفضل منّا، ونحاول الآن أن نعيش كما كانوا يعيشون، فنثابر ونتعلّم دائماً. وما يميّزنا كشباب عودة، أنّنا لا نريد أن نترك المكان ولو لدقيقة، بل نطلب التواصل الدائم ونعلم أننا مجموعة مؤثرة".
ويختم بالقول: "وجودنا فوق أرضنا هو من أجل العودة الفعلية لكل لاجئ من إقرث. هناك 480 قرية مهجرة، وحق العودة هو لجميع المهجرين. هو حقي وحق إبن قرية البصة وغيرنا، فنحن ورثنا من أهالينا مفاتيح العودة والأمل بها". وكانت إقرث قد هُدمت عام 1952، بعدما أصدرت محكمة العدل الإسرائيلية العليا قرارها بوجوب إعادة الأهالي إلى بلدتهم عام 1951. لكنّهم لم يرجعوا حتى اليوم. ويعيش معظم مهجري إقرث في مدينة حيفا وقرى الرامة وكفرياسيف وترشيحا في الجليل.
وفي شهر يونيو/ حزيران الماضي، داهمت قوات الشرطة الإسرائيلية قرية إقرث، واقتلعت الأشجار التي زرعها العائدون من أبناء القرية، كما صادرت الممتلكات، وسط اعتداء على "شباب العودة" الذين سكنوا فيها مجدداً بعد 66 عاماً من النكبة. وجرى اعتقال ثلاثة شبان طوال أيام، ليفرج عنهم بعدها. العام الماضي، عمل شباب العودة على صناعة زيت الغار على الحطب وحدهم، واستخدموا في ذلك طرق الجيل القديم، وحاولوا مرتين حتى تمكنوا من ذلك.
وعن تلك التجربة، يقول الشاب ولاء سبيت، وهو موسيقي من مواليد حيفا، وأحد العائدين: "العام الماضي، لدى تحضيرنا زيت الغار في المرة الأولى، أحرقناه، لكننا تشاورنا مع الجيل الكبير ممّن ولدوا في إقرث وهجروا منها، ونجحنا بعد ذلك في صنعه".
أما عن مشروع الصابون الحالي، فيقول: "صابون الزيت الذي صنع في البلدة موجود داخل صندوق. ومَن يزُر البلدة يأخذ صابونة منه، ويتبرّع بأيّ مبلغ. فالصابونة تذكار رمزي من إقرث يدعم وجودنا داخل قريتنا المهجرة". ويتابع: "نحن نختبر أنفسنا مجدداً، ونصنع شيئاً غير مألوف كلّ مرة. ونحاول أن نتحدى الواقع ونصنع أشياءنا بأيدينا. فالفكرة بتغليف الصابونة بورقة كتب عليها إنتاج قرية إقرث، ما هي إلاّ محاولة منا لإعادة إحياء قريتنا الأولى".
حتى اليوم، ما زال أهالي إقرث يدفنون موتاهم في مقبرة القرية. فلا يعودون إلى ترابها إلاّ جثثاً. لكنّ شباب العودة يبثّون أملاً جديداً فيهم، ويشجعون الشباب للعودة إلى القرية، وإقامة احتفالاتهم فيها، حتى باتت مراسم الزواج تقام اليوم في كنيسة القرية، وكذلك الطقوس الدينية، بالرغم من كلّ الصعاب.
والشباب، الذين يبلغ عددهم 12 شخصاً، هم من الذين أعلنوا في أغسطس/ آب 2012 عن عودتهم الى قرية إقرث المهجرة في الجليل الأعلى التي تبعد كيلومترات قليلة عن الحدود اللبنانية. وهم من أبناء الجيل الثالث للنكبة الذين يرابطون في كنيسة السيدة للروم الكاثوليك، وهو المبنى الوحيد في القرية، بين المستوطنات الإسرائيلية.
وكان مهجرو البلدة يزورون الكنيسة مرة كلّ نهاية شهر، لإقامة الصلاة فيها. وتحولت الكنيسة إلى مسكن للشباب العائدين. فهم ينامون هناك، ويطبخون، ويأكلون، وينطلقون منها إلى أعمالهم اليومية، ومدارسهم. ومن خلال عيشهم هناك، صمّم الشباب على إعادة وسائل حياة القرية ما قبل تهجير سكانها. فالتراث قائم على الفلاحة والصناعات القديمة. ولجأوا إلى جداتهم، من بنات الجيل الأول للنكبة، في سبيل ذلك.
بدأ أهل القرية عام 1995 إقامة مخيمهم الصيفي، ليتحوّل بعدها إلى طقس سنوي يجمع كل أحفاد مهجري إقرث لمدة أسبوع كامل. ويتم خلاله التعرف على تاريخ القرية، وبيوتها المهجرة، وحكايات الأجداد، وأيام أمجاد البلدة. وفي المشروع الحالي للشباب، تقوم يسرى الأشقر (أم نعمة)، بصب صابون الزيت، وتعليمهم طرق صناعتها.
من جهته، يقول جريس خياط (27 عاماً)، وهو من الشباب العائد الى القرية من بلدة ترشيحا: "الكنيسة مأوى العودة على مدى تاريخ النضال، إن كان بالنوم أو بالصلاة. ونحن دائماً مصممون على إعادة إنتاج أي غرض كان قد صنع في إقرث، كما نحب أن نعرف أكثر عن كلّ ما له علاقة بحياتنا القروية". ويضيف أنّ "أهالي إقرث يصنعون حتى اليوم صابون الزيت، وزيت الغار، ودبس الخروب، أينما كانوا يعيشون. وفكرتنا هي أن نحاول الاقتراب، ولو 5 بالمئة، مما كان عليه الوضع في السابق". ويتابع خياط: "أجدادنا كانوا يعيشون حياة أفضل منّا، ونحاول الآن أن نعيش كما كانوا يعيشون، فنثابر ونتعلّم دائماً. وما يميّزنا كشباب عودة، أنّنا لا نريد أن نترك المكان ولو لدقيقة، بل نطلب التواصل الدائم ونعلم أننا مجموعة مؤثرة".
ويختم بالقول: "وجودنا فوق أرضنا هو من أجل العودة الفعلية لكل لاجئ من إقرث. هناك 480 قرية مهجرة، وحق العودة هو لجميع المهجرين. هو حقي وحق إبن قرية البصة وغيرنا، فنحن ورثنا من أهالينا مفاتيح العودة والأمل بها". وكانت إقرث قد هُدمت عام 1952، بعدما أصدرت محكمة العدل الإسرائيلية العليا قرارها بوجوب إعادة الأهالي إلى بلدتهم عام 1951. لكنّهم لم يرجعوا حتى اليوم. ويعيش معظم مهجري إقرث في مدينة حيفا وقرى الرامة وكفرياسيف وترشيحا في الجليل.
وفي شهر يونيو/ حزيران الماضي، داهمت قوات الشرطة الإسرائيلية قرية إقرث، واقتلعت الأشجار التي زرعها العائدون من أبناء القرية، كما صادرت الممتلكات، وسط اعتداء على "شباب العودة" الذين سكنوا فيها مجدداً بعد 66 عاماً من النكبة. وجرى اعتقال ثلاثة شبان طوال أيام، ليفرج عنهم بعدها. العام الماضي، عمل شباب العودة على صناعة زيت الغار على الحطب وحدهم، واستخدموا في ذلك طرق الجيل القديم، وحاولوا مرتين حتى تمكنوا من ذلك.
وعن تلك التجربة، يقول الشاب ولاء سبيت، وهو موسيقي من مواليد حيفا، وأحد العائدين: "العام الماضي، لدى تحضيرنا زيت الغار في المرة الأولى، أحرقناه، لكننا تشاورنا مع الجيل الكبير ممّن ولدوا في إقرث وهجروا منها، ونجحنا بعد ذلك في صنعه".
أما عن مشروع الصابون الحالي، فيقول: "صابون الزيت الذي صنع في البلدة موجود داخل صندوق. ومَن يزُر البلدة يأخذ صابونة منه، ويتبرّع بأيّ مبلغ. فالصابونة تذكار رمزي من إقرث يدعم وجودنا داخل قريتنا المهجرة". ويتابع: "نحن نختبر أنفسنا مجدداً، ونصنع شيئاً غير مألوف كلّ مرة. ونحاول أن نتحدى الواقع ونصنع أشياءنا بأيدينا. فالفكرة بتغليف الصابونة بورقة كتب عليها إنتاج قرية إقرث، ما هي إلاّ محاولة منا لإعادة إحياء قريتنا الأولى".
حتى اليوم، ما زال أهالي إقرث يدفنون موتاهم في مقبرة القرية. فلا يعودون إلى ترابها إلاّ جثثاً. لكنّ شباب العودة يبثّون أملاً جديداً فيهم، ويشجعون الشباب للعودة إلى القرية، وإقامة احتفالاتهم فيها، حتى باتت مراسم الزواج تقام اليوم في كنيسة القرية، وكذلك الطقوس الدينية، بالرغم من كلّ الصعاب.