شيشانيون إلى مراكز القيادة في "داعش"

15 أكتوبر 2015
ينوي التنظيم التوسّع سورياً (العربي الجديد)
+ الخط -

يستغلّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الضربات الجوية الروسية في سورية، التي تستهدف غالبيتها فصائل المعارضة المعتدلة، من أجل تحقيق تقدم عسكري ملحوظ في مناطق سيطرته. كما يُزخّم ماكينته الدعائية في العراق، لحشد سكان المدن حوله، بعد أشهر من العزلة الكبيرة التي عاشها في الموصل والأنبار وصلاح الدين ومدن مختلفة من شمال وغرب البلاد، جعلته "كياناً غير مرغوب به". وتُرجم ذلك من خلال تزايد عدد المتطوعين لقتاله من أبناء العشائر والمدن. وفي هذا الصدد، يُشير مراقبون وخبراء في "شؤون الجماعات الإرهابية"، إلى أن "التدخل الروسي صبّ بشكل واضح في صالح التنظيم، تحديداً في الأسبوعين الماضيين".

وفي هذا السياق، علمت "العربي الجديد"، أن "داعش نفّذ أكبر عملية تغيير في صفوف قياداته، وشهد المجلس العسكري والشرعي للتنظيم أول دخول لقيادات غير عربية في صفوفه، وهما أبو أنس الشيشاني، المعروف أيضاً باسم الشيخ أحمد الشيشاني، مع شيشاني آخر يُدعى الشيخ أيوب. كما أعاد التنظيم تسمية أمراء المناطق والبلدات الخاضعة لسيطرته".

وفي معلومات "العربي الجديد"، فإن "داعش يسعى إلى مهاجمة معاقل ومواقع فصائل المعارضة في الأيام المقبلة". في خطوة قد تمنح النظام السوري مساحة أكبر للحركة سياسياً وعسكرياً، وتعطيه مجالاً أكبر للمناورة واستخدام شمّاعة "داعش" لمواصلة هجومه ضد السوريين. وهو ما ألمح إليه فعلاً المتحدث باسم التنظيم، أبو محمد العدناني، الذي شدد في كلمة له، أنه "سنُحرّر المُحرّر وسنمضي في طريقنا"، في إشارة إلى المدن التي تسيطر عليها الفصائل السورية المعارضة.

وكان "داعش" قد اعترف، مساء الثلاثاء، بمقتل الرجل الثاني في التنظيم، الشيخ أبو معتز التركماني، أحد أهم أركان التنظيم والنائب الأول لزعيمه أبو بكر البغدادي. ويُعتبر مقتل التركماني، رابع ضربة يتلقّاها التنظيم في غضون عام ونصف، بعد مقتل أبي مهند السويداوي، والشيخ محمد العاني، والشيخ عدنان البيلاوي، أعضاء المجلس العسكري لقيادة التنظيم.

بينما يرى الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، فؤاد علي، أن "تسمية قيادات غير عربية، تحديداً من الشيشان، قد يكون رسالة بحدّ ذاتها". ويضيف في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "مقتل أربعة قيادات مهمة، تُعدّ بمثابة الأذرع الأساسية للبغدادي في غضون عام ونصف، يُمثّل الكثير، خصوصاً حين نتحدث عن شخصيات شاركت وأشرفت على مشروع الخلافة الذي تبنّاه داعش".

ويضيف أن "عملية التغيير في القيادات وبروز وجوه جديدة في التنظيم، سيكون عنوان المرحلة المقبلة، خصوصاً أن اتساع حجم المقاتلين غير العرب، يفرض على زعيم التنظيم إشراكهم في المجالس القيادية، سواء العسكرية أم الشرعية".

اقرأ أيضاً "قوات سورية الديمقراطية": نواة مواجهة "داعش" في الرقة
المساهمون