شيخ الأزهر: الأديان بريئة من الإرهاب والسياسات الجائرة سببه

27 ابريل 2017
رسالة محمد ليست ديناً منفصلاً (العربي الجديد)
+ الخط -
قبل يوم من الزيارة المقررة للبابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، إلى القاهرة غدًا الجمعة، نظم الأزهر الشريف، اليوم الخميس، "المؤتمر العالمي للسلام"، بحضور عدة قيادات دينية من أنحاء العالم.

ويلقي البابا فرنسيس كلمة في الجلسة الختامية، عقب زيارته الرسمية للإمام الأكبر بمشيخة الأزهر الشريف.

ويناقش المؤتمر الذي ينعقد على مدار يومين، 4 محاور رئيسية، تتمثل في: معوقات السلام في العالم المعاصر.. المخاطر والتحديات، وإساءة التأويل للنصوص الدينية وأثره على السلم العالمي، والفقر والمرض بين الحرمان والاستغلال وأثرهما على السلام، وثقافة السلام في الأديان بين الواقع والمأمول.

من جانبه، قال شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في كلمته اليوم، أمام المؤتمر: "يبدو أن السلام لم يعد هو القاعدة في حياة البشرية، كما يذهب إلى ذلك أنصار نظرية السلام من فلاسفة التاريخ، الذين يؤكدون أن السلام هو القاعدة في حياة البشر، وأن الحرب والعنف استثناء وشذوذ عن القاعدة، ولعل أصحابَ نظرية الحرب كانوا أبعد نظرًا وهم يقررون أن التاريخ البشري إنما هو تاريخ بحيراتٍ دمويةٍ".

وأضاف: "أقر بداية أن كل ما يقال عن الإسلام في شأن السلام يقال مثله تمامًا عن المسيحية واليهودية، لا أقول ذلك مُجاملَةً لحضراتكم، وإن كانت مجاملتكُم مما يُحمَد في هذا المقام، ولكن لأن عقيدتي التي تلقيتها من القرآن الكريم تُعلمني كمُسلمٍ أن رسالةَ محمد ليست دينا منفصلًا مستقلا عن رسالة عيسى وموسى وإبراهيم ونوح عليهم السلام، وإنما هو حلقةٌ أخيرة في سلسلة الدين الإلهي الواحد الذي بدأ بآدم وانتهى بنبي الإسلام، وأن هذه الرسالات من أولها إلى آخرِها تتطابق في محتواها ومضمونها ولا تختلف إلا في باب التشريعات العملية المتغيرة، فلكل رسالة شريعة عملية تناسب زمانها ومكانها والمؤمنين بها".


هل المسيحية دين إرهاب؟ (العربي الجديد)



وقال إن "الحرب في الإسلام ضرورة، واستثناء يُلجأ إليه حين لا يكون منه بُدّ، وهذه هي نصيحة نبي الإسلام: "لَا تَتمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ"، وليست الحرب في الإسلام هجومية بل دفاعية، وأول تشريع يبيح للمسلمين إعلان الحرب ورفع السلاح تشريع مُعلَّل بدفع الظلم والدفاع عن المظلومين: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾، ومشروعية الحرب في الإسلام ليست قاصرة على الدفاع عن المساجد فقط، بل مشروعة بالقدر ذاته للدفاع عن الكنائس وعن معابد اليهود، وإن تعجب فاعجب لدينٍ يدفع أبناءه ليقاتلوا من أجل تأمين أهل الأديان الإلهية الأخرى، وتأمين أماكن عباداتهم".

مؤتمر السلام العالمي (العربي الجديد)


وأضاف: "إذا كانت نصوص الإسلام التي ذكرت بعضا منها تكشف عن انفتاح هذا الدين على الآخر واحترامه واحترام عقائده، فكيف يصح في الأذهان وصفه بأنه دين الإرهاب؟ وإذا قيل: هو دين إرهاب لأن الذين يمارسون الإرهاب مسلمون؟ فهل يقال إن المسيحية دين إرهاب، لأن الإرهاب مورس باسمها هي الأخرى؟! وهل يقال إن اليهودية دين إرهاب لأن فظائع وبشاعات ارتكبت باسمها كذلك؟ وإذا قيل: لا تحاكموا الأديان بجرائم بعض المؤمنين بها، فلماذا لا يقال ذلك على الإسلام؟ ولماذا الإصرار على بقائه أسيرًا في سجن الإسلاموفوبيا ظلمًا وبهتانًا وزورًا".

ما يقال عن الإسلام يقال عن اليهودية والمسيحية (العربي الجديد)


واختتم الطيب كلمته بقوله: "هل من الممكن، أيها السيدات والسادة، أن نستغل هذا المؤتمر النادر لنعلن للناس أن الأديان بريئة من تهمة الإرهاب؟ وهل يمكن أن نشير فيه، ولو على استحياء، إلى أن الإرهاب الأسود الذي يحصد أرواح المسلمين في الشرق، أيا كان اسمه ولقبه واللافتة التي يرفعها، لا تعود أسبابه إلى شريعة الإسلام ولا إلى قرآن المسلمين، وإنما ترجع أسبابه البعيدة إلى سياسات كبرى جائرة اعتادت التسلط والهيمنة والكيل بمكيالين؟".

لا تصح نسبة الإرهاب إلى الأديان (العربي الجديد)