شهداء غزّة أمام مقرّ الأمم المتحدة في رام الله

23 يوليو 2014
من الجنازة الرمزية في رام الله (شادي حاتم/الأناضول)
+ الخط -

نفّذ ما يقرب من ألفي ناشط فلسطيني، اليوم الأربعاء، في رام الله المحتلة، شكلاً جديداً من أشكال التضامن مع قطاع غزة، حين حملوا نعوشاً رمزية لنحو 600 من جثامين شهداء قطاع غزة، لُفَّت بالعلم الفلسطيني، وكتبت عليها أسماء وأعمار من عُرفت هويته من الشهداء، متجهين نحو مقر الأمم المتحدة للتعبير عن غضبهم على الصمت الدولي، إزاء ارتكاب قوات الاحتلال للمجازر.

وسلّم القائمون على الفعالية، رسالة عاجلة إلى الأمم المتحدة باللغتين العربية والإنجليزية، يبيّنون فيها ما تمارسه إسرائيل من جرائم حرب ضد الإنسانية في قطاع غزة، والتي استهدفت كل شيء محرّم، من خلال اعتدائها على الطواقم الطبية والجرحى والصحافيين ودور العبادة والمؤسسات التعليمية، وغيرها من الجرائم.

وأكدوا على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وفضح جرائم الاحتلال، وأن ما يحدث في غزة ليست حرباً متكافئة، بل دفاع الضحية عن نفسها وحقها في الوجود منذ 100 عام.

وطالب القائمون على النشاط، الأمم المتحدة والهيئات الدولية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ووقف عدوان وجرائم الاحتلال ضد غزة، وتقديم مجرمي الاحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية، فضلاً عن ضرورة إدانة المؤسسات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان لما يحدث في غزة من جرائم.

ومنع المشاركون في المسيرة والوقفة الاحتجاجية ممثل الأمم المتحدة، باسكال سوتو، من إلقاء كلمته التي أكد فيها على ما يكرره الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من انحياز فاضح للاحتلال.

وحول إمكانية الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، توفيق الطيراوي، لـ"العربي الجديد"، إنه "آن الأوان للانضمام إلى المحكمة لمحاكمة قادة الاحتلال، ولكن القيادة الفلسطينية تأخذ بعين الاعتبار كل الأمور والظروف المحيطة بقضيتنا الفلسطينية".

ورأى الطيراوي أن الحراك الشعبي الحالي "لا يرتقي إلى انتفاضة شعبية، وأن ما يجري ما هو إلا هبّات شعبية بتأثير شعبي، نظراً للضغوط التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. ولكن هذا الضغط والفعل الجماهيري قد ينفجر مرة واحدة ويتحول إلى انتفاضة بأبسط الأسباب".

ونفى الطيراوي حدوث انتفاضة مسلحة بعد إعلان عناصر من "كتائب شهداء الأقصى"، الذراع العسكرية لحركة "فتح"، أمس الثلاثاء، عن ذلك، في تشييع جثمان الشهيد محمود شوامرة في بلدة الرام، شمالي القدس المحتلة. لكنه حذر من أن "الغضب الجماهيري نتيجة القهر والاضطهاد التي تمارسه قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، يمكن أن يؤدي إلى أمور لا يتوقعها أحد".

وعقب المسيرة، تُركت النعوش مسجّاة أمام مقر الأمم المتحدة، لكن من المفترض إعادتها بعد ذلك إلى ساحة بلدية رام الله، لتبقى شاهداً على جرائم الاحتلال، ومحركاً للشارع الفلسطيني.

المساهمون