شهادة ناجٍ.. أعدمته داعش وقضى 30 ساعة بين الموتى

19 ابريل 2015
شاهد: أكثر من 1500 جثة في حفرة الخسفة
+ الخط -

محمد خالد الجبوري "الميت الحي" يروي شهادته لـ "العربي الجديد" عن عودته من الموت بعد تنفيذ داعش حكم الإعدام بحقه، وعودته للحياة بعد 30 ساعة بين الموتى في واحدة من المقابر الجماعية التي يلقي فيها التنظيم جثث ضحاياه.

"قدرة الله تعالى التي هي فوق قدرة داعش، قد أنقذتني وأعادتني سالماً، بعدما أقدمت مجموعة من عناصر "تنظيم الدولة الإسلامية"، (داعش)، على إعدام مجموعة من المخالفين لتعاليم التنظيم، من سكان نينوى، بعد أن اعتقلتهم ونقلتهم إلى (القيارة) لتنفيذ حكم الإعدام بحقهم. ونفذ الإعدام رمياً بالرصاص، وتم رميهم في حفرة كبيرة وعميقة تدعى (الخسفة) بقرية العذبة التابعة لمدينة القيارة جنوبي الموصل" كما يقول الجبوري.

ويروي الجبوري لـ "العربي الجديد" كيف تم تنفيذ حكم الإعدام بحق العشرات من المخالفين لتعاليم داعش، وأن عملية الإعدام تمت عن طريق إطلاق النار على الرأس وبعدها يرمون الجثث في الحفرة واحدة تلو الأخرى، وفي بعض الأحيان يرمى الشخص حياً بعد أن يتم تكسير يديه أو رجليه، ليلقى مصرعه أثناء سقوطه في هذه الحفرة العميقة التي تعتبر واحدة من أكبر المقابر الجماعية حتى الآن، إذ يتجاوز عدد الجثث فيها 1500 جثة، تم قتلهم على فترات مختلفة طيلة فترة الأشهر التسعة الماضية.

وعن كيفية نجاته من حفرة الموت، يشير الجبوري إلى أن "أحد عناصر داعش أطلق عدة أعيرة نارية عليّ، وأصبت برصاصة دخلت ذقني وخرجت من الجهة الأخرى وحطمت أغلب أسناني وأخرى بالكتف، والإصابة كانت غير مميتة وبقيت في الحفرة لنحو 30 ساعة بين الجثث والدم والرائحة المميتة والقوارض والطيور الجارحة وأشباح الموتى، تمكنت بعد ليلة مرعبة من الزحف والخروج من الحفرة، مستغلاً جثث الضحايا كسلم أو متكأ، أدفع بنفسي إلى الأعلى من خلاله.

وبعد خروجي ظللت أمشي لنحو 4 كم، حتى وجدت منزلاً ريفياً لعائلة عراقية قامت بإنقاذي من دون أن أعرف مذهبها أو دينها، وبقيت لديها يوماً واحداً قبل أن يصل أهلي لأخذي متخفين، وانسحبنا من المنطقة بهدوء، وهذه العائلة أدين لها بحياتي، لأنها أنقذتني، فلولها لتعفن جرحي أو حتى شاهدني أحد
حراس داعش وأعادني للحفرة وقبرني فيها مرة أخرى من غير عودة".

ويختم الجبوري شهادته: "الحفرة المقبرة تعد واحدة من أسوء أفلام الرعب التي شاهدتها بحياتي ولن أشاهد مثلها".

وتعد أبشع تلك العمليات، هي العملية التي جرت خلال العاشر من أبريل/ نيسان الحالي، إذ أعدم أكثر من 300 مدني من سكان نينوى وجميعهم من منتسبي الأجهزة الأمنية وأساتذة الجامعة ومرشحي الانتخابات البرلمانية.

من جانبه قال أحد شيوخ العشائر في نينوى، والموجود في نينوى، سفيان الجبوري لـ "العربي الجديد": "إن تنظيم الدولة الإسلامية داعش حوّل الموصل إلى سجن كبير خالٍ من أبواب النجاة".

مشيراً إلى أن "مقبرة الخسفة ومثلها مقبرة أخرى في منطقة الشورى بنينوى أيضاً، ولكن مقبرة الخسفة تعتبر واحدة من أكثر مواقع داعش إجراماً بحق الأبرياء، وهناك اختلط الدم العراقي السني والشيعي والمسيحي والإيزيدي بمكان واحد".



مؤكداً أن أهالي قرية العذبة التي تقع بها حفرة الخسفة غادروها بسبب أمراض وأوبئة غريبة انتشرت بالقرية، بفعل الجثث والرعب الذي شكلته الحفرة للأهالي، خاصة الأطفال.

والحفرة هي عبارة عن تجويف طبيعي قديم في سطح الأرض، يبلغ عمقها 16 متراً وقطرها نحو 60 متراً، كانت إلى فترة قريبة مكاناً للسياحة وقضاء الأهالي وقت فيه، بسبب النباتات الطبيعية وعيون المياه التي تنبت حولها، إلا أنها تحولت اليوم إلى بيئة للموت.

من جهته، يقول أحد سكان قرية العذبة في ناحية "القيارة" التابعة لنينوى، ويدعى محمد عبد الباري لـ "العربي الجديد" إن "حفرة الخسفة الواقعة قرب قريتنا، تعتبر مخزناً بشرياً للقتل تابعاً لداعش، ويومياً تقوم داعش بقتل المدنيين المخالفين، وأنا شاهدت داعش كيف ينفذون أعمالهم من القتل، فهم يتخذون طريق قطع الرؤوس كطريقة للقتل وتليها الإعدامات الجماعية، وهذا ما حدث في الثالث عشر من نيسان/أبريل الحالي، عندما أقدموا على قتل العشرات من أهالي الموصل وآخرين يجلبونهم من مناطق أخرى، وقام المسلحون برميهم في حفرة الخسفة التي بات الأهالي يطلقون عليها حفرة الموت".

من جهته، يقول الخبير والمحلل الاستراتيجي الأمني عبد القادر خليل لـ "العربي الجديد" إن "جرائم داعش في نينوى والمناطق التي يسيطر عليها تدار بالقتل والتنكيل، وحفرة الخسفة شاهد حي على ما يقوم به مسلحو الدولة الإسلامية (داعش) ضد الأهالي، ترقى إلى الإبادة الجماعية، وتضم مئات من القتلى المخالفين للتنظيم".




اقرأ أيضاً:
اضحك مع "داعش".. واحزن للرقة
الأمم المتحدة: داعش وأخواته يستخدمون العنف الجنسي كـ"تكتيك رعب"
انتحار عراقيات بعد موت أطفالهن جوعاً في الأنبار
طفل "داعش" يعدم "جاسوساً إسرائيلياً".. فيديو جديد