مؤخّراً، وافقت الحكومة الألمانيّة على إجراء امتحان القيادة باللّغة العربيّة، ليتمكّن السوريّون بشكل خاص من التقدّم للامتحان واجتيازه بنجاح. وبالتالي الحصول على شهادة القيادة، ما يسهّل عليهم إيجاد عمل، خصوصاً أنّ العديد من الوظائف تتطلّب أن يكون الموظّف قادراً على القيادة. في البداية، أفرح الأمر السوريّين، وسارع كثيرون إلى التسجيل في المدارس الخاصة بالقيادة. صحيح أن البعض كان على ثقة بقدرته على إنجاز المهمّة بأقصر وقت ممكن، إلّا أن الأمر لم يكن بهذه السهولة.
يقول عدد من السوريّين إن الامتحان يشمل تطبيق المواد النظريّة أيضاً. تتحدّث لينا عن أهميّة الاستعداد للامتحان والقيادة في ألمانيا، علماً أنّ كلّ الأمور التي يمكن أن تُصادف السائق، من مرور قطّة بشكل مفاجئ، أو كيفيّة التعامل مع الرياح والثلوج والصقيع، وركن السيارة، وغيرها من التفاصيل موجودة في الكتاب النظري. إلّا أنّها تخشى أن تُصادف مفاجآت أخرى أثناء القيادة. اجتازت الامتحان الشفوي، وما زال أمامها الامتحان العملي.
المشكلة الأساسيّة بالنسبة لكثيرين، هي أنّ التفاصيل المتعلّقة بقيادة السيّارات ليست موجودة في البلدان العربية. يقول رسلان: "في سورية مثلاً، على عابر الطريق أن ينجو بنفسه في كلّ محاولة منه لاجتياز الشارع، حتّى باتت مهمّته هي البقاء على قيد الحياة، وقد اعتدنا الأمر. لكنّ هنا، يعدّ ممرّ المشاة مقدّساً. حتّى لو كان الشارع مزدحماً بالسيارات، يجب احترام ممرّ المشاة". أمرٌ آخر هو القطارات في المدينة، وكيفيّة التعامل مع القواطع التي تغلق وتفتح أمام القطار، بالإضافة إلى كثرة الدرّاجات الهوائيّة التي لها أيضاً ممرّات خاصة. ويمكن لسائقي الدرّاجات القيادة على الطرقات الخاصة بالسيارات، ما يعني أنه يجب التعامل معها بحذر شديد. وفي ما يتعلّق بهذه النقطة، يقول شفيع: "أكثر ما يُربكني هو الدرّاجات الهوائية، وقد اخترتُ إجراء امتحاني العملي في شهر فبراير/ شباط، أملاً في أن يكون عدد الدرّاجات أقل كون الطقس بارداً. الحذر ضروري، وأي خطأ قد يودي بحياة سائق الدراجة".
اقــرأ أيضاً
يضيف شفيع أنّ السهم الأخضر (يشير إلى اليمين) الموجود إلى جانب شارة المرور، يعدّ غريباً. فإذا كانت الإشارة حمراء، وكان السهم الأخضر موجوداً، هذا يعني أن تقف قليلاً وتتقدّم ببطء وتتأكد من أن الطريق خالٍ قبل الالتفاف يميناً. في هذا السياق، تقول سارة، التي تعلّم قيادة السيارات، إنّ التعامل مع هذا السهم كان من بين أكثر الأمور صعوبة، إذ أن الأجنبي لا يثق في إمكانيّة تجاوز الشارة الحمراء رغم وجود هذا السهم الأخضر. ولم يعتد السوريّون كثرة الإشارات المروريّة، وتحديد السرعات، وهي ما بين 30 و50 ميلاً في المدينة، و70 و100 خارجها. أمّا على الطرقات السريعة، فتبدأ السرعة من 120.
يقول حسام، وهو من حلب، إنّ السرعات أمر دقيق للغاية. لم ينجح في امتحان القيادة لأنّه تجاوز السرعة المحدّدة داخل المدينة، "فأخبرني المعني بانتهاء الامتحان". يضيف أنّه في ألمانيا، ليس هناك ما يسمّى فرصة أخرى. خطأ واحد يعني انتهاء الامتحان. ويلفت أيضاً إلى أنّ المرايا المعلّقة على عواميد الكهرباء تفصيل لم يعتده في سورية.
إلى ذلك، يُبدي مدرّسون بعض الملاحظات على طريقة قيادة السوريّين، التي تتّسم بالتهوّر وعدم الالتزام بالسرعات والشارات. ويقول نوبرت شنايدة، الذي يعلّم قيادة السيّارات منذ ثلاثين عاماً: "ألاحظ أن السوريّين الذين اعتادوا القيادة لوقت طويل في دمشق قادرون على التعامل مع كل الأوضاع في الشارع. إلّا أن قراءة الشارة المرورية وفهمها والالتزام بها يبدو صعباً. كما أنّ الأمور الكثيرة التي يجب مراعاتها في القيادة، من مشاة ودراجات وسكك قطارات، تعدّ جديدة عليهم، علماً أنّ القيادة هي التزام وأخلاق بالدرجة الأولى وليست مغامرة وشطارة. وهذا لا يعني أنّ جميع الألمان ملتزمون مائة في المائة بقواعد السلامة والشارات، لكنّنا من البلدان التي تشهد حوادث مروريّة أقلّ".
أمّا المدرّبة لويزا فاتر، فتقول إنّ الألمان يعتادون شارات المرور منذ صغرهم. لذلك، لا يتطلّب الأمر جهداً منهم لاستيعاب البديهيات على غرار الأجانب. "حين أذهب إلى إيطاليا، أقول إنّه لا يمكنني القيادة هنا، علماً أنّه يمكن لأحدهم أن يركن سيّارته في مكان ضيق للغاية. لكنّ الإيطاليين اضطروا للتعامل مع هذه الأوضاع، فطوّروا مهاراتهم القياديّة. يقودون من دون حزام أمان وبسرعة داخل المدينة، ويتجاوزون بعضهم بعضاً".
اقــرأ أيضاً
يقول عدد من السوريّين إن الامتحان يشمل تطبيق المواد النظريّة أيضاً. تتحدّث لينا عن أهميّة الاستعداد للامتحان والقيادة في ألمانيا، علماً أنّ كلّ الأمور التي يمكن أن تُصادف السائق، من مرور قطّة بشكل مفاجئ، أو كيفيّة التعامل مع الرياح والثلوج والصقيع، وركن السيارة، وغيرها من التفاصيل موجودة في الكتاب النظري. إلّا أنّها تخشى أن تُصادف مفاجآت أخرى أثناء القيادة. اجتازت الامتحان الشفوي، وما زال أمامها الامتحان العملي.
المشكلة الأساسيّة بالنسبة لكثيرين، هي أنّ التفاصيل المتعلّقة بقيادة السيّارات ليست موجودة في البلدان العربية. يقول رسلان: "في سورية مثلاً، على عابر الطريق أن ينجو بنفسه في كلّ محاولة منه لاجتياز الشارع، حتّى باتت مهمّته هي البقاء على قيد الحياة، وقد اعتدنا الأمر. لكنّ هنا، يعدّ ممرّ المشاة مقدّساً. حتّى لو كان الشارع مزدحماً بالسيارات، يجب احترام ممرّ المشاة". أمرٌ آخر هو القطارات في المدينة، وكيفيّة التعامل مع القواطع التي تغلق وتفتح أمام القطار، بالإضافة إلى كثرة الدرّاجات الهوائيّة التي لها أيضاً ممرّات خاصة. ويمكن لسائقي الدرّاجات القيادة على الطرقات الخاصة بالسيارات، ما يعني أنه يجب التعامل معها بحذر شديد. وفي ما يتعلّق بهذه النقطة، يقول شفيع: "أكثر ما يُربكني هو الدرّاجات الهوائية، وقد اخترتُ إجراء امتحاني العملي في شهر فبراير/ شباط، أملاً في أن يكون عدد الدرّاجات أقل كون الطقس بارداً. الحذر ضروري، وأي خطأ قد يودي بحياة سائق الدراجة".
يضيف شفيع أنّ السهم الأخضر (يشير إلى اليمين) الموجود إلى جانب شارة المرور، يعدّ غريباً. فإذا كانت الإشارة حمراء، وكان السهم الأخضر موجوداً، هذا يعني أن تقف قليلاً وتتقدّم ببطء وتتأكد من أن الطريق خالٍ قبل الالتفاف يميناً. في هذا السياق، تقول سارة، التي تعلّم قيادة السيارات، إنّ التعامل مع هذا السهم كان من بين أكثر الأمور صعوبة، إذ أن الأجنبي لا يثق في إمكانيّة تجاوز الشارة الحمراء رغم وجود هذا السهم الأخضر. ولم يعتد السوريّون كثرة الإشارات المروريّة، وتحديد السرعات، وهي ما بين 30 و50 ميلاً في المدينة، و70 و100 خارجها. أمّا على الطرقات السريعة، فتبدأ السرعة من 120.
يقول حسام، وهو من حلب، إنّ السرعات أمر دقيق للغاية. لم ينجح في امتحان القيادة لأنّه تجاوز السرعة المحدّدة داخل المدينة، "فأخبرني المعني بانتهاء الامتحان". يضيف أنّه في ألمانيا، ليس هناك ما يسمّى فرصة أخرى. خطأ واحد يعني انتهاء الامتحان. ويلفت أيضاً إلى أنّ المرايا المعلّقة على عواميد الكهرباء تفصيل لم يعتده في سورية.
إلى ذلك، يُبدي مدرّسون بعض الملاحظات على طريقة قيادة السوريّين، التي تتّسم بالتهوّر وعدم الالتزام بالسرعات والشارات. ويقول نوبرت شنايدة، الذي يعلّم قيادة السيّارات منذ ثلاثين عاماً: "ألاحظ أن السوريّين الذين اعتادوا القيادة لوقت طويل في دمشق قادرون على التعامل مع كل الأوضاع في الشارع. إلّا أن قراءة الشارة المرورية وفهمها والالتزام بها يبدو صعباً. كما أنّ الأمور الكثيرة التي يجب مراعاتها في القيادة، من مشاة ودراجات وسكك قطارات، تعدّ جديدة عليهم، علماً أنّ القيادة هي التزام وأخلاق بالدرجة الأولى وليست مغامرة وشطارة. وهذا لا يعني أنّ جميع الألمان ملتزمون مائة في المائة بقواعد السلامة والشارات، لكنّنا من البلدان التي تشهد حوادث مروريّة أقلّ".
أمّا المدرّبة لويزا فاتر، فتقول إنّ الألمان يعتادون شارات المرور منذ صغرهم. لذلك، لا يتطلّب الأمر جهداً منهم لاستيعاب البديهيات على غرار الأجانب. "حين أذهب إلى إيطاليا، أقول إنّه لا يمكنني القيادة هنا، علماً أنّه يمكن لأحدهم أن يركن سيّارته في مكان ضيق للغاية. لكنّ الإيطاليين اضطروا للتعامل مع هذه الأوضاع، فطوّروا مهاراتهم القياديّة. يقودون من دون حزام أمان وبسرعة داخل المدينة، ويتجاوزون بعضهم بعضاً".