سلّطت العملية الفدائية الأخيرة التي وقعت على مدخل مستوطنة "هار دار" المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين في قريتي بيت سوريك وبدو، من قرى شمال غرب القدس، الضوء على أكبر التجمّعات الفلسطينية في الخاصرة الغربية للقدس المحتلة، والمنتشرة على منحدراتها الغربية.
يشرح سعيد يقين، أحد أبرز قيادات حركة "فتح" في تلك المنطقة، ومن سكان قرية بيت دقو شمال غرب القدس، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "هذا التجمّع الكبير من قرى المنطقة يعدّ واحداً من أكثر التجمّعات السكانية التي كانت هدفاً لعمليات النهب ومصادرة الأراضي سواء لصالح إقامة المستوطنات اليهودية عليه، أو لبناء جدار الفصل العنصري الذي أجهز على ما تبقى من أراضي الفلسطينيين في هذه المنطقة".
ويشير يقين إلى وجود ستة عشر تجمّعاً سكانياً في هذه المنطقة الحيوية التي تلامس بحدودها الجغرافية القدس المحتلة والساحل الفلسطيني، حيث شارع القدس يافا التاريخي. ويشمل التجمّع الأول قرى: رافات، بير نبالا، الجديرة، الجيب، قلنديا البلد، وبيت حنينا القديمة، أما التجمّع الثاني، فيشمل تسع قرى هي: بدو، بيت إجزا، بيت دقو، بيت سوريك، بيت إكسا، النبي صمويل، القبيبة، قطنة، بيت عنان، ومنطقة معزولة تدعى "خراب اللحم" من أراضي قطنة، والمتاخمة لقرية أبو غوش داخل منطقة الخط الأخضر (الداخل الفلسطيني المحتل). وأدى جدار الفصل العنصري إلى عزل التجمّع الأول عن الثاني، بما في ذلك عزل حي الخلايلة الذي يربو عدد سكانه عن 800 نسمة بين مستوطنتي "جفعات زئيف" و"جفعون حداشا".
ووفقاً ليقين، فقد التهم جدار الفصل العنصري والاستيطان المساحة الأكبر من أراضي معظم هذه القرى، من ذلك التهامه نحو 70 في المائة من أراضي قرية الجيب، و80 في المائة من أراضي بيت إكسا، الثلث منها التهمها جدار الفصل العنصري، وأكثر من 50 في المائة من أراضي بيت إجزا، وهي واحدة من القرى التي عزلها الاحتلال بالكامل بفعل الجدار، ما اضطر العديد من أبنائها للرحيل عنها إلى رام الله، وكذلك الحال بالنسبة لقرية النبي صموئيل والتي تقع على قمة جبل مرتفع تطل على مدينتي رام الله والقدس، علماً أن البناء في هذه القرية ممنوع بالمطلق، إذ لم تُبنَ منذ العام 1967 ولغاية الآن، أي وحدة سكنية، ما دفع بمن تبقى من سكانها للرحيل إلى بلدة بير نبالا المجاورة، ولم يبقَ فيها الآن سوى أعداد ضئيلة من السكان.
ويشير يقين إلى كتلة استيطانية كبيرة، أقامها الاحتلال على أراضي هذه القرى، تضم عدداً من كبريات المستوطنات المقامة في محيط القدس، من أشهرها وأقدمها: مستوطنة "راموت" التي أقيمت عام 1972 على أراضي بيت إكسا وبيت حنينا، و"جفعات زئيف" المقامة على أراضي بيتونيا وبيت دقو، والجيب، وبيت إكسا، و"جفعون" التي أقيمت على أنقاض معسكر للجيش الأردني، و"جفعون حداشا" على أراضي بيت إجزا والجيب، و"هار دار" على أراضي بيت سوريك وبدو، و"جفعات هشموئيل" على أراضي النبي صموئيل، و"معاليه حميشاه" التي أقيمت على أراضي قرية قطنة.
في حين، أحاط جدار الفصل العنصري الذي شرع ببنائه في العام 2002، بالمنطقة الغربية من قرى شمال غرب القدس، ما تسبّب بظهور ثلاثة معازل سكانية فلسطينية جرى ربطها بنفق طوله ثلاثة كيلومترات تحت الشارع الرئيسي للقدس يافا، والمعروف إسرائيلياً بشارع رقم 443. كما أدى إلى قطع قرية بيت حنينا البلد إلى شطرين قديم وحديث، وأدى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي في القرى التي تضمّها تلك المعازل.
اقــرأ أيضاً
وكانت عائلة الشهيد نمر الجمل منفذ العملية الفدائية الأخيرة، من بين عائلات القرى الأخرى التي حُرمت من الدخول إلى أراضيها في المنطقة التي عزلها جدار الفصل العنصري، إضافة إلى مساحات من الأراضي في منطقة الشيخ عبد العزيز، كما يذكر أبو فارس الجمل، رئيس بلدية بيت سوريك السابق، وأحد أقرباء عائلة الشهيد، مشيراً في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن إجمالي المساحة التي فقدتها القرية جراء الجدار تُقدر بثلاثة آلاف وخمسة دونمات، تملك عائلة الشهيد منها عشرات الدونمات.
وتُعد قرية بيت إكسا، وهي واحدة من قرى شمال غرب القدس، وفقاً لما قاله رئيس مجلسها المحلي السابق فتحي حبابة، لـ"العربي الجديد"، "نموذجاً حياً لأسوأ حصار وعزل تفرضه سلطات الاحتلال على قرى هذه المنطقة، منذ عام 2006، بعد أن قطعت تلك السلطات امتداد هذه القرية الجغرافي مع القدس والقرى المجاورة في المنطقة وفي رام الله أيضاً بجدار فصل عنصري، بعد أن حاصرتها من الشمال بحاجز يعيق التحرك باتجاه رام الله وإليها، وحظرت على المواطنين من غير سكان القرية الدخول إليها، ما أدى إلى تقليص عدد سكانها من نحو 2500 نسمة إلى 1800 فقط".
كانت هذه المنطقة الواسعة من ريف القدس الشمالي الغربي، قبل احتلال القدس عام 1967 سلة الغذاء الرئيسة للقدس المحتلة، ومنها يتم تصدير محاصيل العنب والتين، واللوزيات. لكن بعد الاحتلال وبناء مستوطناته وجدار فصله العنصري، أدى ذلك إلى تراجع مساحة الأراضي الزراعية والمخصصة للرعي. ومع بناء الجدار تحديداً ارتفعت إلى حد كبير معدلات البطالة بين المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم مرغمين على العمل في المستوطنات، ومنهم الشهيد نمر محمود الجمل منفذ العملية الأخيرة على مدخل مستوطنة "هار دار"، من بيت سوريك، وهي القرية الأكثر تأثراً من إقامة الجدار، واضطرار أبنائها للعمل في إسرائيل أو في المستوطنات المقامة على أراضيهم. وتتراوح نسبة العاملين في المستوطنات ما بين 15 و20 في المائة من القوى العاملة في سوق العمل بإسرائيل.
ولا يخفي مواطنو هذه القرى تهميش قراهم من خدمات البنية التحتية، ومن افتقارها أيضاً للمشاريع الزراعية والحيوانية من تربية الأغنام والدواجن، والاعتماد على صناعة الحجر وبيعه، ما أدى إلى ارتفاع حاد في ضائقة السكن، وتلوث البيئة.
في مقابل ذلك، تواصل التدهور الحاد في الخدمات العامة والبنية التحتية، على الرغم من قرارات حكومية سابقة في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات باعتبار محافظة القدس منطقة تطوير "أ". بيد أن هذه القرارات لم تُنفذ، كما يقول مواطنون هذه القرى، ومنهم رؤساء مجالس محلية، وحتى قيادات وطنية من مختلف الفصائل الفلسطينية، والتي أكدت الحاجة لتنفيذ مشاريع حيوية في هذه القرى لمواجهة الزحف الاستيطاني في أراضيهم، وحل مشاكل التسويق للمزارعين، خصوصاً محصول العنب الذي يفتقر للحماية من منافسة العنب الإسرائيلي الذي يكتسح الأسواق الفلسطينية، في وقت يبقي المزارعون الفلسطينيون محصولهم من العنب دون قطاف. وفي ما يتعلق بحجم الموازنة المخصصة لقرى شمال غرب القدس في وزارة الحكم المحلي الفلسطينية، يؤكد يقين، عدم وجود موازنة محددة للمنطقة، لكن يتم تخصيص مبالغ وفقاً لمشاريع تُقدّم للوزارة من قبل المجالس المحلية والقروية في هذه المنطقة، عبر مساعدات ترصدها الدول المانحة.
يشرح سعيد يقين، أحد أبرز قيادات حركة "فتح" في تلك المنطقة، ومن سكان قرية بيت دقو شمال غرب القدس، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "هذا التجمّع الكبير من قرى المنطقة يعدّ واحداً من أكثر التجمّعات السكانية التي كانت هدفاً لعمليات النهب ومصادرة الأراضي سواء لصالح إقامة المستوطنات اليهودية عليه، أو لبناء جدار الفصل العنصري الذي أجهز على ما تبقى من أراضي الفلسطينيين في هذه المنطقة".
ووفقاً ليقين، فقد التهم جدار الفصل العنصري والاستيطان المساحة الأكبر من أراضي معظم هذه القرى، من ذلك التهامه نحو 70 في المائة من أراضي قرية الجيب، و80 في المائة من أراضي بيت إكسا، الثلث منها التهمها جدار الفصل العنصري، وأكثر من 50 في المائة من أراضي بيت إجزا، وهي واحدة من القرى التي عزلها الاحتلال بالكامل بفعل الجدار، ما اضطر العديد من أبنائها للرحيل عنها إلى رام الله، وكذلك الحال بالنسبة لقرية النبي صموئيل والتي تقع على قمة جبل مرتفع تطل على مدينتي رام الله والقدس، علماً أن البناء في هذه القرية ممنوع بالمطلق، إذ لم تُبنَ منذ العام 1967 ولغاية الآن، أي وحدة سكنية، ما دفع بمن تبقى من سكانها للرحيل إلى بلدة بير نبالا المجاورة، ولم يبقَ فيها الآن سوى أعداد ضئيلة من السكان.
ويشير يقين إلى كتلة استيطانية كبيرة، أقامها الاحتلال على أراضي هذه القرى، تضم عدداً من كبريات المستوطنات المقامة في محيط القدس، من أشهرها وأقدمها: مستوطنة "راموت" التي أقيمت عام 1972 على أراضي بيت إكسا وبيت حنينا، و"جفعات زئيف" المقامة على أراضي بيتونيا وبيت دقو، والجيب، وبيت إكسا، و"جفعون" التي أقيمت على أنقاض معسكر للجيش الأردني، و"جفعون حداشا" على أراضي بيت إجزا والجيب، و"هار دار" على أراضي بيت سوريك وبدو، و"جفعات هشموئيل" على أراضي النبي صموئيل، و"معاليه حميشاه" التي أقيمت على أراضي قرية قطنة.
في حين، أحاط جدار الفصل العنصري الذي شرع ببنائه في العام 2002، بالمنطقة الغربية من قرى شمال غرب القدس، ما تسبّب بظهور ثلاثة معازل سكانية فلسطينية جرى ربطها بنفق طوله ثلاثة كيلومترات تحت الشارع الرئيسي للقدس يافا، والمعروف إسرائيلياً بشارع رقم 443. كما أدى إلى قطع قرية بيت حنينا البلد إلى شطرين قديم وحديث، وأدى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي في القرى التي تضمّها تلك المعازل.
وكانت عائلة الشهيد نمر الجمل منفذ العملية الفدائية الأخيرة، من بين عائلات القرى الأخرى التي حُرمت من الدخول إلى أراضيها في المنطقة التي عزلها جدار الفصل العنصري، إضافة إلى مساحات من الأراضي في منطقة الشيخ عبد العزيز، كما يذكر أبو فارس الجمل، رئيس بلدية بيت سوريك السابق، وأحد أقرباء عائلة الشهيد، مشيراً في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن إجمالي المساحة التي فقدتها القرية جراء الجدار تُقدر بثلاثة آلاف وخمسة دونمات، تملك عائلة الشهيد منها عشرات الدونمات.
وتُعد قرية بيت إكسا، وهي واحدة من قرى شمال غرب القدس، وفقاً لما قاله رئيس مجلسها المحلي السابق فتحي حبابة، لـ"العربي الجديد"، "نموذجاً حياً لأسوأ حصار وعزل تفرضه سلطات الاحتلال على قرى هذه المنطقة، منذ عام 2006، بعد أن قطعت تلك السلطات امتداد هذه القرية الجغرافي مع القدس والقرى المجاورة في المنطقة وفي رام الله أيضاً بجدار فصل عنصري، بعد أن حاصرتها من الشمال بحاجز يعيق التحرك باتجاه رام الله وإليها، وحظرت على المواطنين من غير سكان القرية الدخول إليها، ما أدى إلى تقليص عدد سكانها من نحو 2500 نسمة إلى 1800 فقط".
كانت هذه المنطقة الواسعة من ريف القدس الشمالي الغربي، قبل احتلال القدس عام 1967 سلة الغذاء الرئيسة للقدس المحتلة، ومنها يتم تصدير محاصيل العنب والتين، واللوزيات. لكن بعد الاحتلال وبناء مستوطناته وجدار فصله العنصري، أدى ذلك إلى تراجع مساحة الأراضي الزراعية والمخصصة للرعي. ومع بناء الجدار تحديداً ارتفعت إلى حد كبير معدلات البطالة بين المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم مرغمين على العمل في المستوطنات، ومنهم الشهيد نمر محمود الجمل منفذ العملية الأخيرة على مدخل مستوطنة "هار دار"، من بيت سوريك، وهي القرية الأكثر تأثراً من إقامة الجدار، واضطرار أبنائها للعمل في إسرائيل أو في المستوطنات المقامة على أراضيهم. وتتراوح نسبة العاملين في المستوطنات ما بين 15 و20 في المائة من القوى العاملة في سوق العمل بإسرائيل.
ولا يخفي مواطنو هذه القرى تهميش قراهم من خدمات البنية التحتية، ومن افتقارها أيضاً للمشاريع الزراعية والحيوانية من تربية الأغنام والدواجن، والاعتماد على صناعة الحجر وبيعه، ما أدى إلى ارتفاع حاد في ضائقة السكن، وتلوث البيئة.