رغم النكبة، أصرّت المرأة الفلسطينية على الحفاظ على عادات وتقاليد بلدها، خصوصاً التطريز والخياطة وشكّ الخرز على القماش. في ما مضى كانت الفتيات والنساء يتقنّ هذا العمل في مختلف البلدات والقرى الفلسطينية. وكانت الفتيات ملزمات بتعلّم هذه المهنة، حتى يمارسنها بعد الزواج، ويحكن الثياب لأطفالهن على سبيل المثال. وبعد خروج الفلسطينيين من أرضهم زادت الحاجة إلى العمل، وتحوّلت هذه المهنة إلى مصدر لكسب الرزق في ظل وضع اقتصادي صعب تعاني منه غالبية النساء. الفلسطينيّات اللّواتي أقمن في مخيمات في لبنان بتن يتعلّمن هذه المهنة مرغمات، بعكس جدّاتهن وربما أمهاتهن. وخشية اندثارها، بدأت بعض الجمعيات تعلم هذه المهنة في معاهد، وهو ما يساعد المرأة الفلسطينية في تأمين لقمة عيشها أيضاً.
آمنة العطعوط المقيمة في مخيّم برج البراجنة في العاصمة اللبنانية، بيروت، هي إحدى النساء اللواتي كنّ يتقنّ فنّ شك الخرز على القماش. وفي وقت لاحق، صارت تعلّم هذه المهنة للفتيات والنساء ضمن مشروع لتعليم الخياطة نظّمته لجان المرأة الشعبية الموجودة في المخيم، بهدف تمكينهن من احتراف مهنة تساعدهن على مجابهة صعوبات الحياة، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب.
تقول العطعوط (55 عاماً) إنها تتحدّر من بلدة كويكات (قضاء عكا في فلسطين)، إلا أنها ولدت لاجئة في لبنان، وتحديداً في مخيم برج البراجنة، وما زالت تعيش فيه حتى اليوم. لطالما أحبت شكّ الخرز. "ورثت هذه الموهبة عن أمي التي ورثتها بدورها عن والدتها، وقد أصرت على الحفاظ على هذه المهنة. عندما كنت صغيرة اعتدت رسم الألعاب على الأقمشة، قبل البدء بشك الخرز الملون. وشيئاً فشيئاً، تبدأ معالمها بالظهور. كانت كل رسمة تتطلب مني ثلاثة أيام من العمل. لم أكن أبيع ما أصنعه. اعتدت أن أصنع لبيتي أغطية للطاولات ولوحات أعلقها على الحائط، وأقدّم بعضاً ممّا أشتغله هدايا للآخرين".
تضيف العطعوط أنه بعد تأزم الوضع الاقتصادي في المخيمات الفلسطينية، وزيادة نسبة البطالة، خصوصاً بين الرجال كونهم يعملون بنسبة أكبر من النساء، وقلة فرص العمل، اضطرت المرأة الفلسطينية إلى مساندة زوجها في تأمين مصاريف البيت والعائلة. ولم يكن أمام المرأة، التي لم تستطع متابعة تعليمها في الجامعة، إلا تعلّم مهنة. فكانت فكرة تعليم المرأة مهنة، والتي اقترحتها لجان المرأة الشعبية في مخيم برج البراجنة في بيروت. بعدها، أطلق مشروع لتعليم المرأة الفلسطينية شك الخرز، مع تأمين كل التفاصيل التي قد تحتاجها خلال عملها، من قماش وخرز وخيطان وغيرها، بالإضافة إلى المكان الذي ستجتمع فيه النساء للتعلم. وتلفت إلى أنها تجتمع مع النساء مرّتين في الأسبوع لتعليمهن التطريز وشك الخرز.
وتوضح العطعوط أنه التحق بالمشروع أكثر من عشر نساء. لم يكن يعرفن شيئاً عن فن شك الخرز على القماش، لكنهن اليوم يتقن هذا العمل، بعدما تعلّمن كل شيء خطوة بخطوة. وتلفت إلى أن بعض النساء لم يكن يعرفن الخياطة بالإبرة. ومع الوقت، صرن يرغبن في التطريز. في البداية، كانت قطعة القماش تبقى مع المرأة خمسة عشر يوماً لتنهيها، أما اليوم فهي تحتاج إلى وقت أقل.
وفي ما يتعلق بالرسم، تقول: "نعطي القماش لشخص يدعى أبو علي، والذي يرسم عليها الأشكال التي نطلبها منه، ثم نقص القماش ونبدأ بعملية الشك. بعدها، نتأكد من أن كل شيء على ما يرام، ثم توضع الأقمشة ضمن إطارات". تضيف أن هذه الصور ستعرض في معرض سيقام في مارس/آذار المقبل، بمناسبة يوم المرأة العالمي، لافتة إلى أن مردود ما يباع سيكون للنساء.
تتابع أنه من البديهي أن يكون لكل عمل مرود مالي، وهذا حق لكل امرأة عملت. وهذا يعني أن المرأة تكون قد استفادت بسبب تعلّمها مهنة، وحصلت على مردود مادي من تعبها. يشار إلى أن نساء كثيرات يتحمسن للالتحاق بمشاريع مماثلة، خصوصاً بعدما يشهدن نجاح أخريات.
اقــرأ أيضاً
آمنة العطعوط المقيمة في مخيّم برج البراجنة في العاصمة اللبنانية، بيروت، هي إحدى النساء اللواتي كنّ يتقنّ فنّ شك الخرز على القماش. وفي وقت لاحق، صارت تعلّم هذه المهنة للفتيات والنساء ضمن مشروع لتعليم الخياطة نظّمته لجان المرأة الشعبية الموجودة في المخيم، بهدف تمكينهن من احتراف مهنة تساعدهن على مجابهة صعوبات الحياة، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب.
تقول العطعوط (55 عاماً) إنها تتحدّر من بلدة كويكات (قضاء عكا في فلسطين)، إلا أنها ولدت لاجئة في لبنان، وتحديداً في مخيم برج البراجنة، وما زالت تعيش فيه حتى اليوم. لطالما أحبت شكّ الخرز. "ورثت هذه الموهبة عن أمي التي ورثتها بدورها عن والدتها، وقد أصرت على الحفاظ على هذه المهنة. عندما كنت صغيرة اعتدت رسم الألعاب على الأقمشة، قبل البدء بشك الخرز الملون. وشيئاً فشيئاً، تبدأ معالمها بالظهور. كانت كل رسمة تتطلب مني ثلاثة أيام من العمل. لم أكن أبيع ما أصنعه. اعتدت أن أصنع لبيتي أغطية للطاولات ولوحات أعلقها على الحائط، وأقدّم بعضاً ممّا أشتغله هدايا للآخرين".
تضيف العطعوط أنه بعد تأزم الوضع الاقتصادي في المخيمات الفلسطينية، وزيادة نسبة البطالة، خصوصاً بين الرجال كونهم يعملون بنسبة أكبر من النساء، وقلة فرص العمل، اضطرت المرأة الفلسطينية إلى مساندة زوجها في تأمين مصاريف البيت والعائلة. ولم يكن أمام المرأة، التي لم تستطع متابعة تعليمها في الجامعة، إلا تعلّم مهنة. فكانت فكرة تعليم المرأة مهنة، والتي اقترحتها لجان المرأة الشعبية في مخيم برج البراجنة في بيروت. بعدها، أطلق مشروع لتعليم المرأة الفلسطينية شك الخرز، مع تأمين كل التفاصيل التي قد تحتاجها خلال عملها، من قماش وخرز وخيطان وغيرها، بالإضافة إلى المكان الذي ستجتمع فيه النساء للتعلم. وتلفت إلى أنها تجتمع مع النساء مرّتين في الأسبوع لتعليمهن التطريز وشك الخرز.
وتوضح العطعوط أنه التحق بالمشروع أكثر من عشر نساء. لم يكن يعرفن شيئاً عن فن شك الخرز على القماش، لكنهن اليوم يتقن هذا العمل، بعدما تعلّمن كل شيء خطوة بخطوة. وتلفت إلى أن بعض النساء لم يكن يعرفن الخياطة بالإبرة. ومع الوقت، صرن يرغبن في التطريز. في البداية، كانت قطعة القماش تبقى مع المرأة خمسة عشر يوماً لتنهيها، أما اليوم فهي تحتاج إلى وقت أقل.
وفي ما يتعلق بالرسم، تقول: "نعطي القماش لشخص يدعى أبو علي، والذي يرسم عليها الأشكال التي نطلبها منه، ثم نقص القماش ونبدأ بعملية الشك. بعدها، نتأكد من أن كل شيء على ما يرام، ثم توضع الأقمشة ضمن إطارات". تضيف أن هذه الصور ستعرض في معرض سيقام في مارس/آذار المقبل، بمناسبة يوم المرأة العالمي، لافتة إلى أن مردود ما يباع سيكون للنساء.
تتابع أنه من البديهي أن يكون لكل عمل مرود مالي، وهذا حق لكل امرأة عملت. وهذا يعني أن المرأة تكون قد استفادت بسبب تعلّمها مهنة، وحصلت على مردود مادي من تعبها. يشار إلى أن نساء كثيرات يتحمسن للالتحاق بمشاريع مماثلة، خصوصاً بعدما يشهدن نجاح أخريات.