شكوك حول صمود "دويتشه بنك"... والأسواق في انخفاض حاد

30 سبتمبر 2016
المصرف مطالب بغرامة ضخمة (Getty)
+ الخط -

تراجعت أسهم "دويتشه بنك" أكبر المصارف الدائنة في ألمانيا بنحو 9% الجمعة وسط مخاوف من قدرة المصرف على الاستمرار بعد فرض غرامة أميركية عليه بقيمة 14 مليار دولار.

وتراجع سعر سهم البنك بنسبة 8,83% إلى 9,91 يورو، بعد أنباء عن سحب عدد من صناديق التحوط استثماراتها من المصرف الألماني العملاق بسبب مخاوف على قدرته على الصمود بعد فرض غرامة أميركية عليه لبيعه أسهماً متصلة بالرهون العقارية قبل أزمة 2008 المالية.

وهناك مخاوف وشائعات، وفق وكالات متعددة، من أن تؤدي هذه الغرامة إلى تكرار ما حدث مع عملاق وول ستريت "ليمان براذرز" الذي أدى إفلاسه إلى الأزمة المالية العالمية.

الأسواق العالمية تتخبط

سجل الدولار ارتفاعا الجمعة، وفق وكالة "رويترز"، بسبب المشاكل التي يواجهها دويتشه بنك واتجاه المستثمرين إلى شراء عملات أكثر أماناً مع توقع ارتفاع سعر الفائدة في الولايات المتحدة بعد تحسن الاقتصاد الأميركي.

في حين سجلت الأسهم الأوروبية هبوطاً حاداً في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة لتلامس أدنى مستوياتها في ثمانية أسابيع مع تضرر أسهم المصارف من مخاوف جديدة تتعلق بسلامة دويتشه بنك.

وانخفض مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 1.6 في المائة بعدما لامس أدنى مستوى له منذ أوائل أغسطس/ آب مع نزول مؤشر قطاع المصارف الأوروبي ثلاثة في المائة ليصبح أكبر الخاسرين بين القطاعات التي لم يصعد أي من مؤشراتها.

وهوى سهم دويتشه بنك نحو تسعة في المائة إلى ما دون عشرة يورو للمرة الأولى في تاريخه. وفي بيان صدر اليوم الجمعة، أكد دويتشه بنك على أن عملاء التداول ما زالوا داعمين إلى حد كبير.

وفي أنحاء أوروبا هبط مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 1.2 في المائة عند الفتح بينما نزل مؤشرا كاك 40 الفرنسي وداكس الألماني 1.6 في المائة. 

وكذلك، هبط مؤشر نيكي للأسهم اليابانية 1.5 في المائة في ختام التعاملات اليوم الجمعة بعدما تسببت مخاوف بشأن استقرار دويتشه بنك في هبوط وول ستريت وأثرت سلباً على أسهم القطاع المالي ليقلص مؤشر الأسهم مكاسبه الفصلية ويتكبد خسائر شهرية وأسبوعية.

أميركا تطالب بالتعويض

قال دويتشه بنك سابقاً إنه ينوي التصدي لمطالبة قيمتها 14 مليار دولار من وزارة العدل الأميركية لتسوية دعاوى تتهمه ببيع أوراق مالية مدعومة بالرهن العقاري عن طريق التضليل.

وتتجاوز المطالبة -التي قد تنتج عنها محادثات تستمر عدة أشهر-توقعات المصرف بكثير إذ كان المصرف يعتقد أن وزارة العدل الأميركية تتطلع لمطالبته بمبلغ لا يتجاوز ثلاثة مليارات يورو (3.4 مليارات دولار).

وتضاف المطالبة إلى المشكلات التي يواجهها بالفعل الرئيس التنفيذي لدويتشيه بنك جون كراين وهو بريطاني يشغل المنصب منذ عام.

وتخطى البنك بالكاد اختبارات المتانة الأوروبية في يوليو/ تموز وحذر من أنه ربما يحتاج لخفض أكبر في النفقات لكي يحقق تقدما بعد أن سجلت إيراداته انخفاضا حادا في الربع الثاني بسبب التحديات في الأسواق وانخفاض أسعار الفائدة.

وارتفعت تكلفة التأمين على ديون دويتشه بنك ضد مخاطر التخلف عن السداد بنحو ثمانية بالمائة.
ويقول محللون إنه حتى مع إجراء تخفيض كبير في قيمة التعويض فإنها ستضغط بشدة على الموارد المالية لدويتشه بنك. ويبلغ حجم ديون دويتشه بنك نحو 20 مليار يورو.

المساهمون