شكوك حول استمراريّة تحسّن أسعار النفط

30 اغسطس 2015
التشاؤم لا يزال يسيطر على أسواق النفط (أرشيف/Getty)
+ الخط -

العامل النفسي يلعب دوراً رئيسياً في أسواق السلع حالياً، فالمستثمرون يبيعون عقود السلع الآجلة لتلافي الخسائر، رغم أن هنالك شبه إجماع أن اضطراب سوق المال الصيني لم يترجم بعد في مؤشرات حقيقية على أن التباطؤ الاقتصادي في النمو الصيني إلى أقل من 7.0% حدث فعلياً. وبالتالي يقع النفط كسلعة رئيسية يفوق سوقها 3.5 ترليونات دولار ضحية لهذه المخاوف السيكولوجية.

وحسب خبراء في لندن، فإن هذا العامل النفسي يضاعف من اختلالات أسس العرض والطلب التي تزيد من التخمة النفطية وتدفع العرض من الخامات للتفوّق على الطلب العالمي إلى قرابة 3 ملايين برميل يومياً.

وحسب أرقام إدارة معلومات الطاقة الأميركية الصادرة قبل أسبوعين، فإن الإنتاج العالمي من النفط بلغ 96.5 مليون برميل يومياً، في مقابل طلب عالمي يبلغ 93.9 مليون برميل يومياً. وهذا يعني أن التخمة النفطية تعادل 2.6 مليون برميل يومياً.

وبالتالي، فإن هذه التخمة والعامل النفسي لتوقعات تراجع النمو الصيني وتداعياته على أسواق أوروبا، يشيران إلى أن دورة انهيار الأسعار ستكون أطول هذه المرة وربما تستمر لفترة 9 أشهر على الأقل.

ورغم توقف موجة انهيار أسعار النفط في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي مدفوعة بصعود سوق الأسهم الصينية وأسواق المال في الدول الرئيسية المستهلكة للسلع الأولية، إلا أن التشاؤم لا يزال يسيطر على أسواق السلع. ويعتقد خبراء في صناعة النفط أن دورة الانهيار لم تنتهِ بعد، خاصة بالنسبة لخام غرب تكساس الأميركي.

في هذا الصدد، توقع رئيس وحدة الطاقة بمصرف "سيتي غروب" إد مورس، في تصريحات نقلتها وكالة بلومبيرغ، أن تنخفض أسعار الخام الأميركي إلى أقل من 30 دولاراً قبيل نهاية العام الجاري. وقال مورس إن المنتجين لن يخفضوا الإنتاج ما لم تتدهور الأسعار إلى مستويات دنيا جديدة.

ولكن في مقابل هذه النظرات المتشائمة، هنالك تفاؤل من قبل إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي ترى أن سعر خام برنت ربما يبلغ في المتوسط السنوي 54 دولاراً بنهاية العام الجاري و59 دولاراً في العام المقبل.

وكانت عقود النفط الأميركي زادت بنسبة 6.0% في إغلاق الجمعة، مسجلة بذلك أول أسبوع من المكاسب في شهرين مع استمرار موجة مشتريات قوية لتغطية مراكز مدينة في أسواق الخام، مستفيدة في ذلك من ارتفاع حاد لأسعار البنزين.

كما سجل الخام الأميركي مكاسب بلغت حوالي 17.0% في جلستين مُنهياً ثمانية أسابيع متتالية من الخسائر. وهي أيضاً أكبر زيادة في يومين منذ عام 1990، وفقاً لبيانات "رويترز".

ويرى خبراء نفط أن ما يحدث من توقف لانهيار الأسعار النفطية، مؤقت، لأنه لا تدعمه أسس السوق، وكل ما حدث خلال نهاية الأسبوع أن موجة هروب المستثمرين من سوق السلع توقفت لمعرفة توجّه السوق الصيني في أعقاب التدخل المكثف من قبل بنك الصين والشركات الحكومية والصناديق بشراء الأسهم.

ومن المعتقد أن تكون توجهات نمو الاقتصاد الصيني ذات أثر حاسم في مستقبل دورة انهيار النفط.


اقرأ أيضاً: العرب مستعدون لتحمل تهاوي أسعار النفط

المساهمون