شكسبير وهاملت "الأسود" من لندن للجزائر.. ثم السودان وتونس

08 يناير 2015
هاملت في الجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -

قدّمت فرقة "غلوب" البريطانية، ليل أمس، عملاً مسرحياً عالمياً بإمكانيات ضخمة في العاصمة الجزائرية التي كان جمهورها بانتظار لقاء "هاملت" منذ فترة. إذ تُعدّ هذه المسرحية إحدى أشهر أعمال الكاتب البريطاني وليم شكسبير، وما تزال منذ القرن 16 وحتّى يومنا هذا عملاً حيّاً ومستمرّ العروض في معظم مسارح العالم.

غير أنّ ميزة هذا العرض، الذي أُقيم على خشبة المسرح الوطني الجزائري بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، تتمثل في خروجه عن النمطية الكلاسيكية للعروض المعتادة. إذ لم يكن مجرّد إعادة صياغة للقصة، بقدر ما حمل مجموعة من الدلالات الخاصّة في ظلّ التطرف والعنصرية اللتين تغزوان العالم.

وكان المخرجان دومينيك دروموغول وبيل بوخارست قد اختارا أن يكون هاملت أفريقياً، فأسندا الدور إلى الممثل النيجيري لادي إيمرو، ليخرقا قاعدة الأمير الإنجليزي الأشقر. كما شارك في المسرحية الممثل الباكستاني نعيم حياة، إضافة إلى الممثلتين ميرندا فوستر وأماندا ويلكا.

انطلق هذا العرض قبل عام ونصف العام من مدينة لندن في جولة حول العالم، احتفالاً بمرور 450 سنة على ولادة المؤلف وليم شكسبير، فزار طاقم العمل 64 بلداً قبل أن يحطّ الرحال في المحطة 65 بالجزائر، لتكون بذلك أوّل بلد أفريقي يستقبل شكسبير العائد من ذاكرة التاريخ بنسخة جديدة تميل إلى الحداثة وتركّز على العمق الفلسفي والوجداني للإنسان المعاصر.

من المنتظر أن يزور العرض تونس والسودان في الأيام الآتية، ولن يركّز على الجانب التجاري بل على التبادل الثقافي بين الشعوب. فقد تم فتح العرض بشكل مجاني أمام الجمهور الراغب في مشاهدته، ما شجع الإقبال عليه. غير أنّ العائق الوحيد كان اللغة الانجليزية التي يتحدّث بها الممثلون، والتي لا تلاقي رواجاً في الجزائر، حيث الأكثرية تتكلّم اللغة الفرنسية كلغة ثانية.

من جهة أخرى، فإنّ لوحته الإعلانية التي تم اختيارها في الجزائر، والتي ظهر عليها لادي إمرو برفقة ممثل آخر، وهما يحملان جمجمتين ويديران ظهريهما لبعضهما البعض، مثلما يفعل الغرب والشرق، لم تكن مجرد إشارة إلى مشهد من مشاهد العمل، بقدر ما حاولت إيصال رسالة عميقة إلى العالم الغارق في الموت والخلافات.

المساهمون