في كتابه "من إشكاليات النقد العربي الجديد"، يذكر الأكاديمي شكري عزيز ماضي أن النقد الثقافي والخطاب النسوي ونظريات التلقي هيمنت على الثقافة العربية وحظيت بالاهتمام الأكبر من المثقفين، ويطرح العديد من التساؤلات حول هوية النقد العربي اليوم.
أصدر ماضي العديد من المؤلفات التي انهمكت بسؤال النقد والمنهجية والأدب؛ من بينها: "في نظرية الأدب"، و"الرواية والانتفاضة"، و"محمود درويش أيديولوجيا السياسة والشعر"، إلى جانب محاضرات مختلفة تناول فيها الأدب والتأويل وكذلك النقد ما بعد الكولونيالي.
في إصداره الجديد "مناهج النقد الأدبي" (المؤسسة العربية للدراسات)، يمضي الكاتب في استكمال مشروعه، ولكنه يقدم هذه المرة نصوصاً وتطبيقات متنوعة على المناهج الأدبية المختلفة. كما يتفحص المفاهيم والتصورات ومنطلقات كل منهج، ومدى فاعلية الأدوات والخطوات الإجرائية في تناول النصوص وتحليلها ونقدها.
اختار المؤلف أن يقوم بتطبيقات عملية على نصوص ابداعية عربية قديمة وحديثة شعرية ونثرية، ويختبر، من خلال هذا كله، مناهج النقد الأدبي الراسية والفاعلة في حقل النقد الأدبي من مثل النقد الكلاسيكي، والرومانسي، والتاريخي، والنفسي، والأسطوري، والواقعي السحري، والاجتماعي والجمالي.
كذلك يختبر الكاتب تيارات أخرى مثل: النقد البنيوي، والنقد ما بعد البنيوي (التفكيك)، والنقد الثقافي، والنقد النسوي، والأسلوبية، والقراءة التأويلية، ونقد ما بعد الكولونيالية.
يثير العمل أسئلة من شأنها إعادة الفاعلية والتوازن لنسق تكويني مهم من أنساق الثقافة العربية المعاصرة، وفتح طريق جديد في مسار النقد العربي، وبحسب تقديم الكتاب فهو يبحث عن "أفق يعبّد الطريق بين الجامعة والشارع، وبين الأدب والنقد، والنقد والجمهور، ويعيد إلى القارئ العادي الذي أُهمل في الآونة الأخيرة، حقه في معرفة المناهج وجذورها، ويمكّنه من تبديد الرهبة الناتجة عن تدفق التيارات المتشابكة الغامضة".