شكري بضيافة المالكي: وساطة مع الرياض... وسلاح مقابل النفط

12 يوليو 2014
شكري أكد على وحدة العراق لمواجهة الإرهاب (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

كشف مصدر مسؤول رفيع في وزارة الخارجية العراقية، يوم الجمعة، عن عقد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أربعة اجتماعات متتالية مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، ومدير مكتبه العسكري، الفريق فاروق الاعرجي، ونائبيه لشؤون الطاقة وشؤون الخدمات، اتّسمت جميعها بـ"الصراحة والمكاشفة"، على حد وصف المصدر.

وأكد المصدر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن شكري، الذي وصل على رأس وفد مصري رفيع المستوى يضم ممثلين عن وزارة التجارة والبترول والدفاع، إضافة الى آخرين، التقى المالكي، ثم نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، حسين الشهرستاني، والنائب الثاني لشؤون الخدمات ومدير مكتب المالكي العسكري، الفريق فاروق الاعرجي، قبل أن ينتقل الى مقر وجود زعيم قائمة "متحدون"، رئيس البرلمان المنتهية ولايته، أسامة النجيفي.

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "لقاء شكري والمالكي تناول عدداً من الملفات المهمة، واتّسم بالمصارحة والمكاشفة حول الوضع الامني والسياسي في العراق"، إذ أعرب وزير الخارجية المصري عن "تفهّم بلاده للارهاب الذي يتعرض له العراق وامكانية مساعدته في التغلّب عليه".

وأشار الى أن "الطرفين تناولا ملفات عدة مهمة، من بينها إمكانية أن تقوم مصر بدور الوسيط بين بغداد والرياض لتقريب وجهات النظر الحالية حيال الازمة العراقية، فضلاً عن الاتفاق على تسليم مصر الجيش العراقي أسلحة متوسطة وخفيفة وذخائر ودروع واقية للجنود، إضافة إلى قطع غيار للدبابات العراقية بأسعار مناسبة، في حين تعهد العراق بمساعدة مصر بستة شحنات من النفط كمرحلة أولى من موانئ البصرة عبر مياه الخليج العربي بعد تنسيق مصر مع الامارات بهذا الخصوص".

وأكد المصدر أن الطرفين (المالكي وشكري) خرجا بارتياح بالغ من الاجتماع لما تم التوصل اليه من نتائج مرضية، إذ تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة من كلا البلدين تضم ممثلين عن عدة وزارات، بينها الدفاع والنفط، لمتابعة ما تم التوصل إليه.

من جهته، قال مكتب المالكي، في بيان عقب الاجتماع مع شكري، إن الأخير شدد على دعم بلاده لـ"وحدة العراق وأمنه واستقراره، مؤكداً أهمية توحيد الصف الوطني للتغلّب على التحديات الارهابية التي تواجه العراق"، وداعياً الساسة العراقيين الى تحمّل مسؤولياتهم لتأمين بلد واحد جامع لكل الاطياف".

وأعرب المالكي خلال اللقاء عن "شكره واعتزازه بموقف رئيس جمهورية مصر العربية، عبد الفتاح السيسي، لصالح وحدة العراق ومبادرته بإيفاد وزير الخارجية الى بغداد لتأكيد هذا الموقف ولتعزيز التعاون بين البلدين".

في المقابل، منعت قوات الامن العراقية ناشطين عراقيين من تنظيم تظاهرة قرب جسر أم الطبول في بغداد الرابط بين مطار بغداد والمنطقة الخضراء، تندد بزيارة شكري، وتعتبرها "تشريعاً من مصر بقتل المدنيين ودعماً للمالكي للتمسك بالسلطة".

وقد تجمع العشرات من الناشطين عند الجسر، حاملين لافتات تندد بالزيارة، لكن قوات الامن سرعان ما فرقت المتظاهرين بالهراوات وإطلاق النار في الهواء قبل مرور موكب شكري، وقامت بعدها بنشر عدد من الاشخاص يحملون وروداً وعبارات ترحيب بالوزير والوفد المرافق له.