شعب ورئيس.. فيلم هزلي عن السيسي بتوقيع الاستخبارات

21 مارس 2018
السيسي زعم حماية المواطنين (تويتر)
+ الخط -


بصوت متهدج، ووجه تظهر عليه بوضوح آثار "المكياج"، أطل الرئيس عبد الفتاح السيسي على المصريين، مساء الثلاثاء، في لقاء تلفزيوني مسجل مع المخرجة ساندرا نشأت، تخللته لقطات تستعرض آراء المواطنين، صادف أن جميعها من المؤيدة للأخير و"إنجازاته" المزعومة، وذلك قبيل إجراء "مسرحية الرئاسيات"، المقررة على ثلاثة أيام، اعتباراً من الإثنين المقبل.

وأثناء وقوفه وسط حديقة القصر الرئاسي، طالب السيسي المصريين بالتفكير في الكلام قبل النطق به، زاعماً أن شعبيته لم تأت لأنه تحرك من أجلها، بل جاءت لحفاظه على المواطنين وحمايتهم، وأنه "لم يكن هناك مؤامرة في أحداث 30 يونيو/ حزيران 2013، للإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وإنما أعطى الشعب المصري رسالة للعالم بأنه صاحب إرادة".

وظهر توقيع "الاستخبارات" واضحاً خلال مشاهد اللقاء، الذي قال فيه السيسي: "منذ تاريخ 3 يوليو/ تموز 2013 (ذكرى الانقلاب) حتى السادس والعشرين من الشهر ذاته (يوم التفويض)، كانت هناك أحداث كبيرة جداً، إذ حاول البعض تصوير ما يجري بأنه حكاية السيسي، وليست حكاية مصر"، متهماً جماعة الإخوان بـ"عدم الاستعداد فكرياً لما حدث، واصطدام أفكارهم مع أنفسها!".

وأضاف السيسي أن "قضية العقائد في الحكم تكون حسب درجة فهم كل شخص للدين، وحجم الاعتقاد الذي بداخله"، مستطرداً: "عندما تكون هذه الكتلة تحكم، لا بد من أن تصطدم.. وأنا نشأت وسط جيرة مسيحية، وأكن لهم كل الاحترام... الجماعة (الإخوان) لم يستطيعوا تغيير فهمنا لديننا، وقدموا الدين بشكل مختلف عن الذي تربينا عليه منذ ألف سنة".

وتابع أن: "المواطن المصري شاطر، ونبيه جداً، وحينما تسأله عن رأيه ربما يكون غاضباً، أو يقول إن هناك غلاء وغيره، لكن حينما يجلس ويفكر مع نفسه يقول إن ما يحدث هو الأمر الصحيح"، حسب ادعائه، مواصلاً "بقول للمصريين نصبر شوية على أوضاع بلدنا، ونتحمل القرارات التي تصب في مصلحة الدولة".

واستدرك السيسي، بقوله: "لن أكون محل إجماع مطلق، هذا لن يحدث، ولم يحدث في 3 يوليو.. وغير حقيقي أن الجميع على قلب رجل واحد، ورأي واحد"، مشيراً إلى إعطائه مساحة حديث وحركة للمسؤولين في التواصل معه، غير أن هناك فارقاً بين الحديث والأفعال التي تضر بالبلد... ونحن الآن في نهاية مرحلة تثبيت الدولة"، على حد قوله.

وأضاف السيسي بلهجة حادة: "الناس بتتكلم زي ما هي عاوزة، وكفاية اللي حصل في السبع سنين اللي فاتوا، لأننا بنرمم نتائج اللي حصل... وأنا لست ضد 25 يناير (ذكرى الثورة المصرية) أو 30 يونيو، لكن دي تجربتنا... وسنعمل على إحداث تنمية حقيقية في سيناء، ليشعر المواطنون بتعويض عن قسوة الأربع سنوات الماضية".

كذلك، قال: "كنت أتمنى أن يكون معي 2 تريليون دولار أبني بيهم بلدي، مش ليا ولأسرتي، هانعمل إيه بالفلوس، إحنا لا بنتفسح، ولا بنروح، ولا بنيجي... ووالدتي (يشاع أنها يهودية) كانت مستشارة، وحكيمة، وصاحبة رأي، ورشد عجيب، وأثرت فيّ كثيراً... وأنا من أسرة متدينة، لكن التدين المصري الطبيعي".


وعن الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، قال إنه كان "شخصاً وطنياً"، وشديد الحب لمصر، والوطن العربي، متابعاً "أنور السادات استشهد، بعد أن كان يريد أن ينشئ مساراً للإصلاح الاقتصادي.. وفي موضوع الحرب والسلام أنا أعتبر أنه كان سباقاً من دون مبالغة.. هناك أناس كثر يرددون هذا الحديث، لكن أنا أقول إنه سبق حتى في السلام".


وزاد في حديثه: "هافضل أقول دائماً إن التحدي داخل مصر أكبر من أي رئيس، بس عمره ما هايكون أكبر من المصريين.. وإنه لشيء عظيم أن أحمي الدولة والمصريين في ظروف صعبة تمر بها البلاد.. أنا ماحلمتش إني أبقى رئيس للدولة في أحلام اليقظة، وكان نفسي أبقى ضابط طيار، ولهذا دخلت الثانوية الجوية في عام 1970".

وأضاف السيسي: "يمكن الآن البدء في كتابة أولية للتاريخ عن أحداث الثماني سنوات الماضية، شريطة الكتابة بتجرد شديد، والاعتماد على أشخاص متخصصين، لا تكون توجهاتهم غالبة على كتاباتهم"، متابعاً "عمري ما دورت على التاريخ، أنا التاريخ عندي هو اللقاء مع الله سبحانه وتعالى.. لأن ممكن التاريخ يكتب عني عبارات جميلة ورائعة، وأبقى خسرت مع ربنا!".

وادعى الرئيس المصري أنه "شخصية منظمة" على مدى عمره، وكان من الطلاب المتفوقين، في حين أن أكثر مادة أحبها كانت التاريخ، كونه سجل الإنسانية بكل ما تعنيه الكلمة، مسترسلاً "ممكن نكتب التاريخ بصدق، لكن نحتاج إلى من لا يظلم ولا.. وللعلم، أنا كنت مع أولادي مش سهل، وده علشان يبقوا كويسين!".

ووفقاً للسيسي، فإن الاقتصاد المصري في فترة الخمسينيات كان "جيداً" حتى عام 1962، على الرغم من وجود البسطاء، وأصحاب الظروف الصعبة، قائلاً: "مش عاوز حد يقول إني بعمل إسقاط على حد، ولكن مصر دخلت حرب اليمن لخمس سنوات، الأمر الذي تسبب في ضياع كل غطاء الذهب المصري، حين كان الدولار الواحد يقابله 35 قرشاً".

وواصل روايته، قائلاً: "حرب الاستنزاف كانت ضربة هزت الاقتصاد، والبلد تجمدت منذ عام 1967 حتى عام 1977، وكان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، والمصريون تحملوا كل شيء لاستعادة الأرض... وبعد عملية السلام مع إسرائيل، وخلافنا مع الأشقاء العرب، لم نجد من يساعدنا، في ظل ارتفاع عدد السكان، ومطالب التقدم الحضاري".

وزعم السيسي أن "اقتصاد القوات المسلحة ليس بالكبير، أو يعادل 50% من الناتج القومي، بحسب ما يقال.. وإنما يتراوح ما بين 2 إلى 3% من هذا الناتج"، مناشداً المصريين بعدم ترديد هذه المعلومة من دون التفكير فيها، لأن الجيش يدخل في قطاع المواد الغذائية - على سبيل المثال - بنسبة بسيطة جداً، بحجة تخفيض الأسعار، وضبط السوق.

وعن "مسرحية الرئاسيات"، اختتم السيسي حديثه، قائلاً "كنت أرغب في أن يكون هناك منافس معي في الانتخابات، لكن أنتم تحدثونني في موضوع لا ذنب لي فيه.. والله العظيم كنت أتمنى أن يكون هناك 10 مرشحين من أفاضل الناس، ويختار المصريون بحسب ما يرغبون، لكن إحنا لسه مش جاهزين.. وأهم حاجة إن الإعلام يكون مدركاً لحجم قضية مصر في كل الاتجاهات".