أعلن زعماء قبليون في محافظة صلاح الدين، شمالي العراق، اليوم الخميس، عن تنفيذ مليشيات "الحشد الشعبي"، عمليات حرق وسرقة واسعة في مدينة تكريت، عقب ساعاتٍ من اقتحامهم المدينة، بدعمٍ مباشر من الطيران الأميركي.
وأوضح الشيخ دحام عاصي الحمد، أحد زعماء عشائر تكريت، لـ"العربي الجديد"، أنّ "عشرات المنازل والمتاجر سرقت، ثم أحرقت بشكلٍ كامل على يد المليشيات، وأبلغنا رئيس الحكومة ووزير الدفاع بذلك، وتوعد بالقبض على المتورطين، وإعادة ممتلكات المواطنين".
وأشار الحمد إلى أنّ "الجماعات المسلحة استقدمت سيارات شحن، لنقل محتويات المنازل أو المتاجر، ثم حرقها لإخفاء الجريمة، مدّعيةً أنّ المنزل كان يحوي عبوات ناسفة، ولم نستطع تفكيكها لذا قمنا بتفجيره".
بدوره، لفت مصدر عسكري رفيع في وزارة الدفاع العراقية، إلى أنّ عناصر المليشيات باتوا يتواصلون مع معارفهم، ويسلّمونهم المسروقات على باب مدينة تكريت، ثم يعودون مرة أخرى لتحميل سرقات أخرى، بغية إرسالها إلى محافظاتهم، لبيعها هناك".
وبحسب المصدر، فإنّ القوات الأمنية لا سلطة لها على تلك المليشيات، مشيراً إلى أنّ السرقات شملت نحو 80% من مباني تكريت، وعمليات النهب مستمرة، ما عدا الجانب الغربي الذي لا يزال تحت سيطرة تنظيم "داعش".
اقرأ أيضاً: رسائل تكريت: الحسم الأميركي يكرّس عجز إيران
في سياقٍ متصل، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أنباء عن تعرّض عددٍ كبير من الأحياء السكنية والمحال التجارية للسلب والنهب، كما نشروا صوراً لشعارات كتبت باللغة الفارسية، رفعت على البنايات في مدينة تكريت، كما أظهرت بعض صفحات الناشطين على الفيسبوك صوراً لعشرات المنازل، بعد حرقها من قبل مليشيات "الحشد الشعبي".
ومن تلك الشعارات الفارسية التي رفعت في ساحة المدينة الكبرى وسط تكريت، "إننا في سامراء منذ عامين" و"اليوم في تكريت"، وذيلت العبارة بتوقيع كتائب الإمام علي أحفاد الخميني.
إلى ذلك، أقرّ وزير الدفاع العراقي بوجود انتهاكات تقوم بها بعض "العصابات المندسة" بين عناصر مليشيات "الحشد الشعبي"، لإفساد انتصار تكريت و"إشعال الحرب الطائفية"، مشيداً بتحذير زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، من وجود مليشيات وقحة قد تعبث بأمن المدينة".
وأوضح في بيانٍ أن هذا التحذير جاء في محله، كما دعا رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، إلى تحقيق الوئام في تكريت، بعد تحريرها لتحقيق المصالحة الوطنية، معتبراً خلال زيارته وزارة الدفاع، أنّ "معركة تكريت ليست نهاية المطاف، لأنّ هذا الانتصار يمهّد لدخول الأنبار ونينوى"، داعياً للإسراع بإعادة السكان إلى مناطقهم.
اقرأ أيضاً: تكريت: سيناريو عين العرب في العراق