شط العرب يعود لاحتضان حفلات زفاف العراقيين مجددا

09 يناير 2018
حفل زفاف عراقي في شط العرب (فيسبوك)
+ الخط -
أطلقت وزارة النقل العراقية مشروع الزفة النهرية، خلال حفل زفاف على زوارق التاكسي النهري في مياه نهر شط العرب في محافظة البصرة أقصى جنوب العراق، وسط أجواء من الفرح، لإعادة التراث البصري الذي اختفى مع الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.

وقال المتحدث باسم الشركة العامة للنقل البحري التابعة لوزارة النقل، طالب البديري: "أطلقنا فكرة المشروع لنكون جزءاً من سعادة وذاكرة أبناء البصرة  الذين لا يزالون يتذكرون حفلات الزواج التي كانت تقام في الماضي، نريد أن نعيد هذه الذكريات الرائعة من خلال هذه الزوارق الحديثة الآمنة".

وافتتح المشروع بزفاف مجاني، فلم تفرض الشركة بدلاً مالياً على العريس لأن والده توفي خلال المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي في الصيف الماضي داخل الموصل، وتألف موكب الزفاف من زورق صغير للعروسين، وأربعة زوارق كبيرة يتسع كل منها لأربعين شخصاً، إضافة إلى زورقين للإنقاذ.

ورحب سكان البصرة بالمشروع كونه يخفف من زحام مواكب الأعراس التي اعتاد العراقيون أن يجوبوا بها الشوارع، ما كان يسبب أزمة مرورية في الطرق المغلقة أو المزدحمة بالسيارات، كما أن هذه الطريقة غير التقليدية في إقامة حفل الزفاف تجنب المحتفلين مخاطر إطلاق النار التي غالبًا ما يقع ضحيتها بعض المدعوين أو ممن يصادف وجودهم قريبا من الحفل.

وقالت عبير أسعد، من سكان مدينة البصرة، إن الفكرة جميلة وتحمل ايجابيات منها التخلص من زحام الشوارع ونقاط التفتيش، ومن جانب آخر تعتبر استثمارا جديدا، ويمكن للمشروع أن يتوسع ويتطور بشكل أفضل.

وتابعت أن إقامة مثل هذه الحفلات في شط العرب، تكون ميزانيتها أقل من تأجير قاعة أعراس، خصوصا أن بدل إيجار القاعة لا يقل عن مليون و500 ألف دينار، ما يعادل 1300 دولار، أما الوزارة فستفرض في مشروعها بدلا ماليا قدره دولاران عن كل شخص يشارك في حفلات الزفاف.




أما أم وائل، فقررت أن يكون زفاف ابنها على تلك الزوارق، وتقول لـ"العربي الجديد"، إن هذه الخطوة أعادت لي ذكريات كثيرة عن البصرة وخصوصيتها مع شط العرب. في عقود ماضية كانت العائلات تستمتع بالذهاب إلى شط العرب، خاصة في فصلي الربيع والصيف، لكن تلك المظاهر قلت نتيجة الحروب وانعدام الخدمات، ومشروع الزفة النهرية يمكن أن يعيد الحيوية إلى شواطئ شط العرب، كما يمكن أن تتحسن الخدمات في حال التزمت الجهات المختصة بما يجعل المشروع ناجحا.

وتلفت، "لطالما تمنيت أن يكون زفاف ولدي وائل، وسط النهر، وقد تحققت أمنيتي مع هذا المشروع، حتى لو كان في بدايته. لكن بمرور الوقت سوف يصبح أكثر انتشارا، كما أنه ليس أمرا غريبا على أهالي البصرة. من قبل كانت تلك الزفات محدودة ولم تكن هناك جهات حكومية ترعاها، لكن هذا المشروع يعيد الحياة إلى زوارق شط العرب.

ويتشكل نهر "شط العرب" من التقاء نهري دجلة والفرات، إذ يلتقي النهران في المنطقة المعروفة باسم "الكرمة"، على مدخل مدينة البصرة الشمالي، ويصل طول شط العرب إلى نحو 190 كيلو متراً، ويصبّ في مياه الخليج العربيّ عند طرف المدينة، ويبلغ عدد سكان بلدة تحمل اسم النهر أكثر من 250 ألف نسمة حسب تعداد عام 2014.


دلالات
المساهمون