اضطر العديد من شركات التجزئة السعودية العملاقة إلى إغلاق مئات الفروع ومراجعة ملفاتها سواء المتعلقة بالمنتجات أو المتاجر لتواكب المتغيرات الحاصلة في أنماط الاستهلاك بعد تراجع القدرات الشرائية للكثير من السعوديين وتقلص الطلب في ظل تسريح أكثر من مليون عامل أجنبي في نحو عام ونصف العام.
وطرأت تحولات على المراكز التجارية والأسواق، إذ بدأت محلات الملابس الفاخرة التي تحمل أسماء رنانة في عالم تصميم الأزياء ومحلات الشوكولاته والزهور الراقية تغلق أبوابها، وبدأت تحل محلها متاجر تبيع معروضاتها بأسعار مخفضة.
وتأثرت ميزانيات الأسر بزيادة ضريبة القيمة المضافة ورفع أسعار الوقود والكهرباء، وبدأت أسر كثيرة تقلص مصروفاتها بالتحول من السلع الفاخرة إلى السلع الأرخص.
ووفق تقرير لرويترز، اليوم الأربعاء، أغلقت شركة الحكير أكثر من 200 متجر على مدار 12 شهراً حتى نهاية يونيو/حزيران الماضي. وقال مصدر مطلع على خطط الشركة إنها تعتزم أيضا إغلاق 55 متجراً آخر في السنة المالية الحالية.
وأكد المصدر أن هذا التحول يهدف في جانب منه إلى طرح منتجات في متناول اليد في مراكز التسوق.
وتملك الشركة ترخيص سلسلة متاجر زارا التي تبيع الأزياء الراقية بأسعار معقولة والتابعة لمجموعة إنديتكس الإسبانية في السعودية.
ويمثل ضعف الإنفاق، تحديات لشركات التجزئة. فقد كانت الحكير واحدة من ست شركات من شركات تجارة التجزئة العشر الكبرى في السعودية التي سجلت انخفاضا في الأرباح الصافية في الربع المنتهي في 30 يونيو/حزيران. وسجلت خمس من هذه الشركات انخفاضا في المبيعات.
وأغلقت مجموعة صافولا للمواد الغذائية وتجارة التجزئة نحو 9 متاجر في الربع الثاني. كما تراجعت مبيعات شركة المراعي من شرائح الخبز 8% في الربع الثاني من العام الجاري مقارنة مع الفترة المقابلة من العام 2017، متأثرة برحيل الوافدين.
وقال جورجيس شوردرت، الرئيس التنفيذي لشركة "المراعي" في مؤتمر بالهاتف لمناقشة أرباح الشركة الشهر الماضي، إن "ثمة تغير يحدث في هذا البلد ولا يمكن أن يحدث التغيير بلا ألم". وأضاف "لا أتوقع تحسن بيئة الأعمال في الأجلين القريب والمتوسط".
وقررت الحكومة التوسع في "توطين الوظائف"، أو ما يعرف بـ"سعودة" الاقتصاد، من خلال حصر العمل في عشرات المهن والحرف بعدد من القطاعات المهمة بالسعوديين من دون غيرهم من الجنسيات.
لكن وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية الأميركية، ذكرت في تقرير في وقت سابق من سبتمبر/أيلول الجاري، أن سياسات الحكومة في التوطين العشوائي للمهن البسيطة تسببت في حدوث كوارث في السوق، وكذلك بالنسبة للوافدين.
(العربي الجديد، رويترز)