شركات غاز عالمية كبرى تهدد بالرحيل من مصر

23 مارس 2016
منصة للتنقيب عن الغاز في مصر (Getty)
+ الخط -
تصاعدت الخلافات بين شركات الغاز الأجنبية والحكومة المصرية في الفترة الأخيرة، لدرجة أنها دفعت عدداً من هذه الشركات إلى التهديد بالرحيل عن مصر وبيع أصولها إذا لم يتم حل المشاكل التي تعاني منها، كما دفعت شركات أخرى إلى تصعيد ضغوطها على المسؤولين المصريين لانتزاع مزيد من المكاسب.
وفي هذا السياق، أكدت شركة بي.جي مصر التابعة لشركة رويال داتش شل، أمس، أنها أوقفت الإنتاج في موقعين بمصر بسبب خلاف مع الحكومة حول سعر الغاز، في حين أعلنت شركة إيني الإيطالية، منذ عدة أيام، أنها تعتزم عرض حصتها للبيع في حقول لاستخراج الغاز.
وقال مسؤول في الهيئة المصرية العامة للبترول أمس، أن شركة بي.جي مصر، أوقفت بالفعل الإنتاج والتنمية في حقول الغاز في منطقتي ‭‭‭‭‭‭‭‭‭9A+‬‬‬‬‬‬‬‬‬ و‭‭‭‭‭‭9B‬‬‬‬‬‬ في المياه المصرية بالبحر المتوسط، وذلك لعدم التوصل إلى اتفاق بشأن سعر الغاز المستخرج.
وأضاف المسؤول لرويترز، مشترطاً عدم الكشف عن اسمه، "بي.جي أوقفت العمل لعدم التوصل إلى اتفاق حول السعر المحدد للغاز المستخرج".
لكن وزارة البترول المصرية نفت في وقت لاحق ما ذكره المصدر، وقالت إنه يجري حالياً التفاوض على إعادة جدولة زمنية للمشروع، وقالت، في بيان، أمس، "يتم حالياً التفاوض على إعادة جدولة زمنية للمشروع للبدء في عمليات التنمية".
وتحصل مصر حالياً على الغاز بسعر 5.88 دولارات للمليون وحدة حرارية من المنطقة الأولى بعد تعديل الاتفاقية، ومن الثانية بسعر 3.95 دولارات للمليون وحدة وهو ما تريد بي.جي زيادته.
وتعكف مصر حالياً على تعديل عقود الغاز مع الكثير من الشركات الأجنبية لتشجيعها على تنمية الحقول وزيادة الإنتاج.
وكانت شركة "إيني" كبرى شركات الطاقة الإيطالية قد أعلنت، بداية الأسبوع، عزمها بيع حقل الغاز المصري الضخم (ظُهر) الواقع قبالة ساحل بورسعيد والمقرر أن يبدأ إنتاجه بحلول نهاية 2017، وذلك ضمن خطة أوسع لخفض التكاليف بقيمة 14 مليار دولار حتى 2019. ومواجهة خسائر 8 مليارات يورو في 2015.
وقالت إيني، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، إنها ستبيع ما يقدّر بنحو 7 مليارات يورو من الأصول، معظمها حصص في حقول النفط والغاز المصرية المكتشفة حديثاً، وذلك بحلول 2019، إضافة لخفض تكاليفها بنحو 6 مليارات يورو.
وفي هذا الإطار، قال خبير الطاقة، ووكيل لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب المصري السابق، حاتم عزام، لـ"العربي الجديد"، إن شركة إيني لم تصدر، حتى الآن، بياناً رسمياً حول حقيقية سحب أو تقليص استثماراتها في مصر.
واعتبر عزام الإعلان عن نية الشركة بيع حقل (ظُهر) يمثل رسالة تهديد واضحة في المقام الأول تستهدف الضغط على نظام عبدالفتاح السيسي للكشف عن الجناة الذين ارتكبوا جريمة قتل جوليو ريجيني، الطالب الإيطالي في مصر.
وتابع عزام: "إيني قد تهدّد ولا تنفذ لأنها تضع مصالحها الاقتصادية في المقام الأول، وسبق للشركة قبل إعلان اكتشافها الأخير توقيع اتفاقية مع الحكومة المصرية بتعديل الأسعار لصالحها، وجاء على لسان رئيسها أن عائدات الشركة من حقل ظهر مربحة وفقاً للسعر الجديد الذي حصلت عليه من الحكومة".
ورفعت مصر في يوليو/ تموز الماضي سعر شراء الغاز الطبيعي من شركتي إيني وإديسون الإيطاليتين إلى الضعف ليصل إلى 5.88 دولارات لكل مليون وحدة بدلاً من 2.65 دولار.



اقرأ أيضا: حج المصريين...لمن استطاع إلى الدولار سبيلاً
المساهمون