يبدو أن المستقبل سيكون للسيارات الكهربائية لأسباب كثيرة، منها قلة تكاليفها ونظافة استخدامها ووسائل التأمين العديدة التي تتمتع بها، يدعم ذلك اتجاه العديد من الدول لتشديد الرقابة على السيارات التقليدية بسبب مشاكلها العديدة، ومنها مشاكل التلوث والتي دفعت العديد من الدول ومنها بريطانيا وفرنسا إلى وضع خطط لحظر بيع السيارات التي تعمل بالبنزين أو الديزل بحلول العام 2040، ووعدت الصين في خضم منافستها الاقتصادية للدول الغربية بوضع خطط مماثلة.
وبسبب هذا الاهتمام المتزايد رصدت شركات إنتاج السيارات الكبرى مليارات الدولارات لإنتاج السيارات الكهربائية، ومن بين هذه الشركات: فورد وبورش ونيسان، وطرحت جنرال موتورز، وتويوتا، وفولسفاغن خططاً طموحة لإنتاج المزيد من هذه السيارات، كما تتسابق شركات أخرى على إنتاج سيارة تعد الأصغر في العالم بين السيارات الكهربائية وبسعر تنافسي.
وفي موازاة ذلك يعمل المهندسون بشكل متزايد على تطوير السيارات الكهربائية التي يطلق عليها "المركبات النظيفة"، وحسب تقرير حديث لصحيفة ليبراسيون الفرنسية فإنه بعد شركة تيسلا التي دخلت تصنيع هذا النوع من المركبات منذ 10 سنوات بدأت شركات أخرى لتصنيع السيارات، خصوصاً بي أم دبليو وفولفو، خططها لتصميم وإنتاج مثل هذه السيارات.
وتعتمد تصميمات السيارة الكهربائية على محرك يعمل بالكهرباء، ونظام تحكم كهربائي، وبطارية قوية يمكن إعادة شحنها مع المحافظة على خفض وزنها وجعل سعرها في متناول المشتري.
ميكرولينو ..أصغر سيارة
تستعد شركة سويسرية لبدء إنتاج سيارة كهربائية تعد الأصغر في العالم بين السيارات الكهربائية وبسعر تنافسي، وذكر موقع "شبيل ماجازين إم تاج" السويسري أن شركة "ميكرو" ستبدأ الربيع القادم في إنتاج سيارتها الكهربائية الصغيرة "ميكرولينو" والتي سبق وكشفت عنها خلال فعاليات معرض جنيف الدولي للسيارات قبل عامين.
ولا يزيد طول السيارة على 2.4 متر، فيما يبلغ وزنها بدون البطارية 450 كيلوغراماً، وتم تصميمها بمقعدين، علماً أن سرعتها القصوى تصل إلى 90 كيلومتراً في الساعة.
ويتوفر للسيارة "ميكرولينو" بطارية سعة 8 كيلووات/ساعة تصل بالسيارة إلى مدى السير 120 كم، ويتم شحن 80% من هذه البطارية في زمن قدره ساعة واحدة.
وفيما يتعلق بسعر السيارة، أوضح الموقع أن سعرها الذي ستطرح به في البداية لن يزيد على 12 ألف يورو.
اللافت أن السيارة سيتم إنتاجها بلا أبواب حيث جاء تصميمها مستديرة الشكل ويتم الدخول إليها عن طريق فتح واجهتها الأمامية.
النرويج تتصدر العالم
رسخت النرويج خلال عام 2017 مكانتها كأكثر دولة تقدماً في العالم عندما يتعلق الأمر بالسيارات الكهربائية، إذ انخفضت مبيعات سيارات البنزين والديزل في هذا البلد إلى أقل من 50%.
ووفق صحيفة ليزيكو الفرنسية، فإن مبيعات المركبات التي لا تصدر أي انبعاثات على الإطلاق زادت بنسبة 36% على كانت عليه الحال عام 2016 وبيع منها 36 ألف سيارة، بينما بيعت 50 ألف سيارة هجين في نفس الفترة، وتقلصت نسبة مبيعات سيارات الديزل والبنزين إلى 48% فقط.
وأرجعت الصحيفة التوجه إلى الحوافز التي تقدمها النرويج لمن يقتني سيارة "نظيفة" فهذه السيارات معفاة من ضريبة القيمة المضافة البالغة 25%، كما أن السيارات الكهربائية معفاة كلياً من الرسوم الجمركية عند دخولها هذا البلد.
استثمارات ضخمة من فورد
قالت شركة فورد، إنها ستعزز استثماراتها في إنتاج السيارات الكهربائية بمبلغ 11 مليار دولار، خلال السنوات الخمس المقبلة، والمبلغ الذي أعلنته فورد هو أكبر من التزام مسبق بمضاعفة حجم الاستثمار في إنتاج السيارات الكهربائية.
وقال رئيس الشركة، بيل فورد، إن فورد تنوي إنتاج 40 سيارة هجينة وسيارات كهربائية بالكامل بحلول 2022.
وتأتي الخطة في ظل ممارسة بلدان في مختلف أنحاء العالم ضغوطاً للحد من انبعاثات الكربون الصادرة عن السيارات.
وقال رئيس فورد إن فورد ستقدم 16 سيارة كهربائية بالكامل بحلول عام 2022 على أن تنتج 24 سيارة هجينة بحلول التاريخ المذكور.
بورش تدرس زيادة إنتاجها
قد تزيد صانعة السيارات الرياضية "بورش" من طاقتها الإنتاجية السنوية لموديل "ميشن إي" لأكثر من 20 ألف سيارة، وستقرر قريباً ما إذا كانت ستحوِّل موديلها الرياضي "ماكان" إلى مركبة كهربائية، بحسب عضو مجلس إدارة الشركة "ديلتيف فون بلاتن".
وتتوقع "بورش" - المملوكة لشركة فولكس فاجن" الألمانية مضاعفة استثماراتها في السيارات الهجينة والكهربائية بالكامل إلى أكثر من 6 مليارات يورو (7.35 مليارات دولار) بحلول 2022، مع التراجع الحاد للطلب على سيارات الديزل في ألمانيا.
ومن المقرر طرح "ميشن إي"، وهي سيارة رياضية كهربائية مكونة من أربعة مقاعد، في الأسواق عام 2019.
وقال "فون بلاتن" لوكالة "رويترز" إن الموديلات الكهربائية تحظى بشعبية أكبر، حيث تم تسليم حوالى 60% من مركبات "باناميرا" بمحركات هجين في أوروبا.
نيسان تتوسع في الصين
قررت "نيسان موتور" اليابانية استثمار 9 مليارات دولار على مدى خمس سنوات في الصين، بهدف التحول لأكبر شركة أجنبية لصناعة السيارات الكهربائية في البلد الذي يعد أكبر سوق للمركبات في العالم.
وقال رئيس عمليات "نيسان" "جون سيكي" خلال مؤتمر عقد أخيراً، في بكين، إن الشركة اليابانية تهدف لزيادة إنتاجها السنوي بمقدار مليون وحدة، بحلول عام 2022، على أن يتركز جزء كبير من النمو في النماذج الكهربائية.