ينقل موقع "بي بي سي" تجربة من داخل شركة "هولغراين ديجيتال" العاملة في مجال إنشاء مواقع إلكترونية للمؤسسات التي تتبنى سياسات تتفق مع القيم والأخلاق.
فهذه نيشا غلين خبيرة في التخطيط، تعكف حالياً على تحديد التفاصيل الخاصة بعطلة ستمارس فيها التزلج على الجليد في منطقة جبال الألب الفرنسية، رغم أنه لا يزال هناك ستة أشهر كاملة على موعد الرحلة التي ستقوم بها خلال عام 2020، انطلاقا من منزلها في لندن.
وستتضمن رحلتها ركوب ثلاثة قطارات تقليدية، بجانب قطار جبلي مائل معلق. وتغيب عن المشهد في هذه الرحلة المرتقبة وسيلة نقل رئيسية، وهي الطائرات.
وفي وقت تتسم فيه الترتيبات اللوجيستية لرحلتها - التي لا تتضمن السفر جواً - بأنها أكثر صعوبة بقليل من ترتيبات الرحلات العادية، فإن التكاليف تماثل تلك التي ستتكبدها حال استخدامها الطائرات، بالنظر إلى الرسوم الإضافية التي تفرضها شركات الطيران على نقل معدات التزلج.
وفي هذا الإطار، تتعهد الشركات المشاركة في تلك المبادرة، بأن تمنح ما لا يقل عن يومي عطلة مدفوعي الأجر سنوياً، لموظفيها الذين يذهبون لعطلاتهم على متن حافلات وقطارات أو سيارات تقل أكثر من راكب، بدلاً من اللجوء للطائرات أو السيارات الخاصة.
وتحت ضغط السرعة في كل شيء، من الطبخ في الميكرويف إلى السفر بالطائرة، يدرك الناس الأثمان التي تدفع في عالم لا يمشي على مهله.
لكن مقابل ذلك هناك حديث متواصل عن المتعة المرتبطة بالبطء، ومن ذلك السفر بوسائل نقل بطيئة مقارنة بالطائرات التي تتحول في أغلب وقت الرحلة إلى مجرد كبسولة في الهواء.
أما القطار والحافلة والركب فتتيح وقتاً أطول، فلا تمر المناظر الطبيعة والمدن والقرى خطفاً، بل يمكن تأملها.
هذه الرؤية الجمالية التي تشجع الموظف على تغيير نمط سفره، ومقاطعة الطائرات قدر الإمكان، تستهدف دعم الهدف الأخلاقي والقيمي المرتبط بتدهور المناخ.
وتقر غلين، مسؤولة الموارد البشرية التي تتطلع للتزلج على الجليد في فرنسا العام المقبل، بأن هذا التوجه ربما لا يكون جذاباً لشركة تركز، بقصر نظر، على حجم الربح النهائي الذي تجنيه ليس إلا.
لكن من وجهة نظر تضع في اعتبارها مصلحة شركتها نفسها، ترى غلين أن تبني مبادرة مثل هذه يساعد على جذب الموظفين، الذين يتوافقون في طريقة تفكيرهم مع طريقة التفكير التي تولي اهتماماً للحفاظ على البيئة.