أوقفت شركات الاتصالات الثلاث في المغرب، وهي شركة "اتصالات المغرب"، و"ميديتيل" و"إنوي"، خدمة الاتصالات المجانية في تطبيقات التراسل، مثل "واتساب"، و"سكايب" و"فايبر"، وهو ما فاجأ مستعملي المكالمات الهاتفية عبر الإنترنت، وأفضى إلى سجال وسط مرتادي مواقع التواصل.
وتعد هذه المرة الأولى في المغرب التي تقرر فيها شركات الاتصال الثلاث، المهيمنة على سوق الاتصالات الهاتفية في البلاد، دفعة واحدة، قطع خدمة الاتصال المجاني في عدد من تطبيقات التراسل، حيث سبق لشركة "اتصالات المغرب" أن أقدمت على تلك الخطوة قبل أشهر، قبل أن تتراجع عنها.
وسجل متابعون أن الأمر يتعلق بمنع المحادثات المجانية في تطبيقات التراسل الشهيرة في المغرب، "واتساب"، و"سكايب"، و"فايبر"، لكن الرسائل المكتوبة، أو تبادل الصور والفيديوهات بين المتصلين، من خلال ذات التطبيقات الحديثة ما زال متاحا، وفق ما عاينه "العربي الجديد".
وأبدى الكثيرون استغرابهم من هذا القرار الذي يحرمهم من التواصل المجاني عبر "واتساب" و"سكايب" خصوصا، رغم أنهم يسددون ثمن الاشتراك في الإنترنت لشركات الاتصالات الثلاث بالبلاد، وهو ما اعتبره المتضررون "إجحافا في حقهم"، في وقت أطلقت فيه "واتساب" تطبيقا جديدا للاتصال بالصوت والصورة.
وقالت ليلى مجدي، سيدة تستخدم وسيلة "سكايب" للتواصل المجاني مع زوجها المقيم حاليا في هولندا، لـ"العربي الجديد"، إن قرار حجب خدمة التراسل المجاني عبر "سكايب" و"واتساب"، أثار غضبها وامتعاضها، حيث إنها كانت تتواصل بشكل يومي وأكثر من مرة مع زوجها، لكنها الآن تضطر إلى الاتصال المؤدى عنه.
ومثل ليلى كثير من مستخدمي هذه التطبيقات في المغرب عبروا عن غضبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من منع "واتساب"، و"سكايب"، الأكثر استعمالا في المملكة، وأكدوا أن الاكتفاء بإرسال الرسائل والصور والفيديوهات لا يكفي، خاصة بمن لهم حاجة ضرورية بالتواصل المباشر المجاني.
وفي الوقت الذي لم توضح فيه شركات الاتصال المغربية خلفيات قرارها، أكد رضوان مجاهيد، الباحث في الأمن المعلوماتي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن القرار يحكمه عامل مادي،
وآخر أمني، فالعامل المادي يتمثل في خشية تلك الشركات من منافسة تلك التطبيقات التي يلجأ إليها المغاربة بشكل كبير.
وأوضح الباحث ذاته أنه لا توجد أرقام أو إحصائيات دقيقة تحدد عدد مستخدمي خدمة "سكايب" أو "واتساب" في المغرب، لكن الأكيد أن أغلب من يمتلكون الهواتف الذكية من الجيل الثالث أو الجيل الرابع، يتعاملون بخدمة الاتصالات المجانية في تطبيقات التراسل، ليسرها وسرعتها مجانيتها.
وأما الدافع الأمني، وفق ذات المحلل، فيعود إلى أن إيقاف خدمة الاتصالات المجانية في تطبيقات التراسل يُعزى إلى كونها تقنيات يصعب مراقبتها أمنيا، خاصة أنها تجرى عبر الشبكة العنكبوتية، وهو ما قد يشكل خطرا أمنيا، في خضم تنامي التهديدات الأمنية من قبل الجماعات المتطرفة.
ووفق آخر الإحصائيات التي كشفت عنها الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، فإن عدد المشتركين في الهاتف المتنقل بالمغرب يبلغ 43.01 مليون مشترك مع نهاية يونيو 2015، بينما بلغ عدد المشتركين في الإنترنت أكثر من 11,25 مليون مشترك مع نهاية الفصل الثاني من 2015.
اقرأ أيضاً: "تويتر" سيرفع حدّ الأحرف في التغريدات إلى 10 آلاف