وكانت السلطات البريطانية تعمل مع نظيرتها الفيتنامية ومكتب المحقق في الوفيات لتحديد هويات الجثث التي عثر عليها في 23 أكتوبر/تشرين الأول في مجمع صناعي ببلدة غرايز.
وقال مساعد قائد الشرطة تيم سميث، إن العمل الخاص بتحديد الهويات يمثل "خطوة مهمة في التحقيق، ويمكّننا من العمل مع الزملاء في الشرطة الفيتنامية لدعم ذوي الضحايا".
وأضاف أن "هذا هو الطريق الوحيد الذي يمكننا عبره أن نوفر لذوي الضحايا فرصة للحصول على الأنباء التي تؤكد وفاة ذويهم قبل نشر أي معلومات إضافية".
وكانت خدمات الإسعاف البريطانية قد أعلمت الشرطة بوجود 39 جثة في إحدى حاويات الشحن في مجمع غريز الصناعي في إسيكس فجر الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتمكنت الشرطة من تحديد هوية سائق الشاحنة واعتقاله، مو روبنسون (25 سنة)، وهو من سكان بورتداون من مقاطعة أرما في أيرلندا الشمالية، وخضع للاستجواب بتهمة القتل.
وأوضحت الشرطة البريطانية أنّ وحدة التبريد التي احتوت على جثامين الضحايا، دخلت من زيبروغه في بلجيكا عبر بورفليت في إسيكس البريطانية.
أما قاطرة الشاحنة التي قادها روبنسون، فقد جاءت بنحو منفصل من أيرلندا الشمالية عبر ويلز، ويعتقد أن روبنسون تسلّم مقطورة وحدة التبريد قبل دقائق من وصول سيارات الإسعاف إلى المنطقة.
وكانت وزارة الخارجية البلغارية قد كشفت أن الشاحنة تعود ملكيتها لسيدة أيرلندية، ولكنها مسجلة في بلغاريا.
وبحسب الهيئة العامة للإذاعة البلغارية، فإنّ الشاحنة المسجلة في بلغاريا بتاريخ 19 يونيو/ حزيران 2017 غادرت بلغاريا في اليوم التالي، ولم تعد منذ ذلك الحين.
وكشفت الشرطة البلجيكية عن تفاصيل رحلة الشاحنة التي غادرت ميناء زيبروغه البلجيكي إلى الجانب البريطاني من القنال، ونقلت عن المدعي الفدرالي البلجيكي قوله إن السلطات باشرت التحقيق، إذ "سيجري هذا التحقيق بتعاون وثيق مع الشرطة البريطانية والسلطات القضائية".
وعلى خلفية الحادث، أوقفت الشرطة البريطانية ثلاثة أشخاص، وذكرت الشرطة آنذاك في بيان لها، أن رجلا وامرأة في الثامنة الثلاثين أوقفا في مدينة ورينغتون في شمال إنكلترا، ويشتبه في تورطهما بتهريب بشر وموت 39 شخصاً. ولاحقاً أعلنت توقيف رجل يبلغ 48 عاماً من أيرلندا الشمالية في مطار ستانستد في لندن بشبهة التآمر لتهريب بشر وقتلهم.
يشار إلى أن ضحايا الشاحنة هم 7 نساء وفتاة و31 رجلاً. وتذكّر هذه المأساة بأخرى وقعت في يونيو/حزيران 2000 حين عُثر على جثث 58 مهاجراً صينيين داخل شاحنة هولندية في ميناء دوفر البريطاني.